أوساط سياسية للبلاد:

بعد اقتراحه حواراً حول مواصفات الرئيس

هل تتحمل القوات فشل مهمة لودريان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

أجرى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سلسلة لقاءات مع كافة المكونات السياسية اللبنانية المعنية بالاستحقاق الرئاسي، وكما يبدو وخلافاً لما حاول البعض الترويج له عشية زيارته لبيروت من أن اللجنة الخماسية قد أنهت المبادرة الفرنسية، وهذا غير صحيح إذ يبدو أن هذه اللجنة قد أعطت باريس وقتاً إضافياً لتحركها سيمتد لعدة أشهر، وذلك بسبب أن هذه اللجنة لا تملك أي مبادرة حقيقية لملء الشغور الرئاسي، وتركت لفرنسا أن تتحرك خلال الوقت الضائع حتى يتم إنضاج الحلول على مستوى الإقليم.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن الموفد الفرنسي سيبذل ما في وسعه خلال مهمته للتأسيس لحل رئاسي بعد أن أحاط بكل التفاصيل المرتبطة بهذا الملف ومواقف القوى السياسية منه وتناقضاتهم حوله.

وتضيف الأوساط أن باريس عازمة على إنجاح مهمة موفدها في الاتجاه الذي رسمته منذ بداية تدخلها، آخذة في عين الاعتبار السقف الذي حددته اللجنة الخماسية.

وأشارت الأوساط إلى أن لودريان لم يبادر خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين إلى طرح مبادرة مكتملة وكل ما فعله أنه اقترح بعض الأفكار التي قد تساعد على تحريك الملف الرئاسي بالاتجاه الصحيح، وبحسب هذه الأوساط أنه اقترح وضع هذه الأزمة الرئاسية على طاولة النقاش والحوار والتشاور بين المكونات السياسية اللبنانية من أجل التوصل إلى صيغة نهائية لتسوية هذا الشغور الرئاسي.

وأضافت الأوساط أن ما أعلنه الرئيس نبيه بري بعد لقائه لودريان يؤشر إلى أن هناك بعض الإيجابية لجهة إحداث ثغرة ولو بسيطة على صعيد التفاهم بين الأحزاب اللبنانية، إلا أن هذه الإيجابية التي بشّر بها بري لا تتوافق مع ما صدر عن القوات اللبنانية وحلفائهم الذين ما يزالون على الرغم من اللقاءات التي عقدها معهم الموفد الفرنسي يرفضون كل أشكال الحوار والتفاوض، وهذا يعني أن الموفد الفرنسي لم يتمكن من إقناعهم بأهمية الحوار من خلال الأفكار التي طرحها عليهم، وبالتالي فإن إصرار هذا الفريق على مواقفه يعني فشل الحراك الفرنسي في صياغة مبادرة لملء الفراغ الرئاسي .

هذا الرفض من القوات اللبنانية وحلفائها إذا ما استمر يعني أن لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور وأن الفراغ وانهيار المؤسسات سيتواصل حتى انهيار البلد بأكمله، إلا أن الرهان يبقى حسب هذه الأوساط على الحوار الدائر بين حزب الله والتيار الوطني، وفي حال التفاهم بينهما يعني أن الفريق الذي تقوده القوات اللبنانية سيواجه مأزقاً فعلياً في حال تمّت الدعوة من قبل الرئيس بري لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

وأضافت الأوساط أنه وعلى الرغم من التناقض الذي يحكم المشهد اللبناني الداخلي فإن الموفد الفرنسي سيتوصل في النهاية إلى إقناع الجميع بالفكرة التي يحملها التي تقدم على تنظيم حوار هدفه فقط البحث في مواصفات الرئيس المقبل من دون طرح الأسماء على أن يلي هذا الحوار دعوة من رئيس مجلس النواب إلى جلسة لانتخاب الرئيس.

وفي هذا السياق تؤكد الأوساط أن الأطراف السياسية اللبنانية تتعامل مع هذا الطرح الفرنسي بحذر بالغ، وكما يبدو أن الجميع حريص على أن لا تفشل مهمة الموفد الفرنسي حتى لو كانت فكرته غير كافية لملء الشغور الرئاسي وذلك بانتظار أن تنضج الظروف الدولية والإقليمية.