أوساط سياسية للبلاد:

قبل عودة لودريان إلى بيروت في أيلول

مخاوف من أن تمتد نار عين الحلوة إلى أماكن أخرى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

لقد أضافت أحداث مخيم عين الحلوة أزمة جديدة على المشهد اللبناني الذي تسوده فوضى قاتلة ناتجة عن الفشل المتواصل في توافق القوى السياسية اللبنانية لملء الشغور الرئاسي..

وكما إن ما يحصل في مخيم عين الحلوة لا ينفصل أبداً عما يحصل من تجاذبات في الإقليم وخصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة والخلافات بين الفصائل والسلطة الوطنية، كما أنه لا ينفصل عما يحصل في الكيان الصهيوني من تظاهرات وانقسامات على خلفية التعديلات القضائية التي لجأت إليها حكومة نتنياهو والتي وضعت الكيان على مشارف حرب أهلية بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين.

أوساط سياسية متابعة أوضحت أن ما حصل في مخيم عين الحلوة شكّل مفاجأة للسلطة اللبنانية وتداعياته قد تشمل كلّ لبنان خصوصاً إذا ما فشلت القوى الفلسطينية في التوصّل إلى صيغة تضع حداً نهائياً للأطراف التي تلعب بنار الفتنة، خصوصاً أن المخيمات الفلسطينية تنتشر في كل المحافظات اللبنانية، والخوف لدى السلطات اللبنانية، كما تقول هذه الأوساط أن ينتقل هذا الصراع إلى بقية هذه المخيمات.

وأضافت الأوساط، أن مخاطر القتال الفلسطيني - الفلسطيني في ظلّ الفراغ القائم في المؤسسات الدستورية اللبنانية سيضيف تعقيدات على المشهد الداخلي، خصوصاً إذا كان لهذه الأحداث أبعاد وخلفيات إقليمية ودولية، واعتبرت أن العدو الصهيوني الذي يواجه أزمة داخلية عميقة سيستثمر في هذه الأحداث ويواصل ما بدأه لجهة تنفيذ مجازره في مدن الضفة الغربية من أجل التغطية على أزماته الوجودية.

وأشارت الأوساط إلى ضرورة عمل المسؤولين اللبنانيين على مساعدة القوى الفلسطينية من أجل وضع حد لهذا الاقتتال العبثي، وإلى الشروع في حوارات ثنائية وثلاثية من أجل ملء الشغور الرئاسي كما اقترح الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.

وكما يبدو - تقول الأوساط - إن باريس تتابع عن كثب الحدث الفلسطيني وتتواصل مع المكونات السياسية اللبنانية من أجل الحصول على أجوبة كان قد طرحها الموفد الفرنسي في زيارته الأخيرة تتمحور حول رؤية كل فريق للمواصفات المطلوبة للرئيس المقبل، مؤكدة أن لودريان خَيَّر الفرقاء خلال زيارته الأخيرة بين أمرين، إما الانخراط في حوار الفرصة الأخيرة من أجل إحداث ثغرة في جدار التعطيل، وإما أن يدخل لبنان في أزمة طويلة قد تؤدي في النهاية إلى انهيار كافة مؤسساته، وإلى سيناريوهات كارثية، لافتة إلى أن موعد انعقاد الحوار شبه محسوم في بدايات شهر أيلول وأن جان إيف لودريان سيقوده بنفسه، وكما يبدو أن مختلف الأطراف السياسية عبرت عن استجابتها للمشاركة في هذا الحوار حتى لا يتحمل أي فريق مسؤولية فشله بعد تهديدات اللجنة الخماسية بفرض عقوبات على الأطراف المعرقلة.

يبقى - تقول الأوساط - أن الحوارات الثنائية دائرة بين الأطراف، وأبرزها الحوار الدائر بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي رشح عنه أجواء إيجابية جداً، وهو أمر قد يساعد في إزالة عقبة رئيسية أمام الموفد الفرنسي من أجل إحياء مبادرته الأولى التي ترتكز على صيغة فرنجية - سلام.

إلا أن نجاح باريس في مسعاها رهن بالنتائج التي قد تبصر النور في أيلول، وحتى ذلك الوقت يجب أن تبقى عيون المسؤولين اللبنانيين مسلطة على ما يجري في مخيم عين الحلوة من أجل إطفاء ناره الملتهبة حتى لا تتمدد إلى بقية المخيمات في لبنان وإلى أماكن أخرى في أكثر من محافظة.