مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: " نتنياهو يؤجل إعلان الهدنة الدائمة ووقف إطلاق النار لأنه يعلم أنه سيدفع الثمن الأكبر لنتائج العدوان على غزة وفشله في مواجهة ملحمة طوفان الأقصى"

العدد رقم 416 التاريخ: 2023-12-01

"أزمة الثقة وفقدان الكفاءة أكبر مما يتم الحديث عنه": الوحدات التي تضررت، واختبار شهر أيلول

"أزمة الثقة وفقدان الكفاءة أكبر مما يتم الحديث عنه":

الوحدات التي تضررت، واختبار شهر أيلول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يدّعي ضباط وطيارون كبار في الاحتياط أن الأزمة عميقة في كفاءة الجيش، وهي أخطر بكثير مما يقدم للجمهور. أزمة الثقة غير المسبوقة بين مئات الطيارين وضباط الاحتياط النشطين تتسع في الأيام الأخيرة، ويشتبه بعضهم بوجود دوافع سياسية فيما يتعلق بقرارات المستوى السياسي بشأن عمليات وشن هجمات.

وهناك أيضاً من يدّعي "أكاذيب" من جانب قيادة الجيش الإسرائيلي ووزير الأمن يوآف غالانت فيما يتعلق بالوضع الحقيقي والرديء جداً للكفاءة العسكرية و "التعمية"، كما يقولون، التي تلقاها أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن التي ناقشت الأزمة. مندوبو الجيش امتنعوا عن تزويد أعضاء الكنيست معطيات عميقة عن ترتيب القوات وعن التهديدات الأمنية المتزايدة، بشكل خاص في الشمال، ربما خوفاً من تسريبها من قبل سياسيين.

ورسم الضباط صورة ومفادها أن الجيش الإسرائيلي ليس مؤهلا للحرب الآن، الى جانب إلحاق ضرر كبير ومتزايد في العلاقات بين الذين يخدمون في التشكيلات والأسلحة المختلفة. طيارون كبار في الاحتياط، من الذين يقودون الصراع، يقولون بأن أعداد الطيارين والضباط الذين أعلنوا عن عدم الامتثال أكبر بكثير من نسبة 300 أو 400 شخص التي أفاد عنها الجيش الإسرائيلي. وبما أن الجيش الإسرائيلي، حسب قولهم، يحسب فقط أولئك الذين أعلنوا عن توقف تام للخدمة الاحتياطية، وسوف يعودون في المستقبل، إذا رغبوا، فقط بعد محادثة شخصية مع قائد سلاح الجو اللواء تومر بار.

ويقول هؤلاء الطيارون: هناك أعداد كبيرة من الطيارين والضباط في مناصب أساسية، أكثر من ألف، أعلنوا عن تجميد خدمتهم، قبيل الخطوات الإضافية في الصراع، مثل قرار المحكمة العليا في الشهر المقبل في موضوع إلغاء حجة المعقولية وقانون التحصن (أو الحصانة). عملياً، الطيار الذي يتصل اليوم بقائده للإبلاغ، أحياناً مع دموع، بأنه لم يعد قادراً على الاستمرار تحت النظام الجديد الذي يتعارض مع روح الجيش الإسرائيلي وقيم الجيش بينما يضر بالديمقراطية بالفعل، يُسأل عما إذا كان قد أوقف خدمته كلياً، أو قام بتجميدها، أو تعليقها، أو إيقافها، أو رفضها، وما إلى ذلك.

بحسب كلامهم، يتم إدخال نفس الطيار وفقاً لإجابته الى فئات Excel ومن هناك يتم نقل التقارير إلى قادة الثكنات، وكأن الضرر على الكفاءة ضئيل، بينما في الواقع ليس كذلك. حتى لو أخذنا في الاعتبار فقط أولئك الذين أعلنوا تماماً عن وقف حضورهم، فنحن بالفعل تحت الخط الأحمر، في وضع لا يكون فيه قائد سلاح الجو مستعداً لحماية دولة إسرائيل بهذه الطريقة، إذا قلنا نفس التخفيض في ترتيب القوات الموجودة بالفعل اليوم كان سيأتي، على سبيل المثال، من تخفيضات الميزانية. هناك عمى كامل وخطير تجاه الواقع، بطريقة تذكرنا بالرضا عن الذات الذي سبق حرب يوم الغفران.

لكن هؤلاء الطيارين الكثر يقولون، كما نشرنا في مقالة واسعة عن أزمة التماسك في الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي، بأن أزمة الثقة أكثر إثارة للقلق من فقدان الكفاءة للحرب. في حين أن كبار المسؤولين في المستوى السياسي والعسكري مقتنعون بأن كل طيار سيرفع العلم غداً صباحاً إذا اندلعت الحرب، يصف العديد من الطيارين في الاحتياط هؤلاء المسؤولين الكبار بـ "المتغطرسين" ويزعمون أن الكثيرين سيسألون أنفسهم أولاً "أي حرب؟.

الأزمة كبيرة للغاية وانعدام الثقة بالحكومة الحالية قد اتسع لدرجة أنه لن يكون هناك بالضرورة أي امتثال في أي سيناريو حرب وفي أي ساحة، مثل الضفة الغربية أو مناطق أخرى بالقرب من الحدود أو بعيدة عنها. "لحسن الحظ" بالنسبة للجيش الإسرائيلي، جاءت ذروة الاحتجاج في الصيف، عندما كان الجيش الإسرائيلي نادراً ما يتدرب بسبب العطلة الطويلة. الاختبار الكبير للضباط الذين أعلنوا عدم حضورهم سيكون تدريب القيادي التالي لسلاح الجو عندما يتم إجراؤه، لأن المقر العملياتي لسلاح الجو يتكون في الغالب من جنود الاحتياط.

الأزمة الحالية دخلت أيضاً إلى تشكيلات أخرى في الاحتياط: يدّعي ضباط في الاحتياط أنه أيضاً في تشكيل الصواريخ الدقيقة التابع لسلاح المدفعية حصل ضرر في الكفاءة، بعد أن أعلن ضبّاط احتياط من وحدة مورن عن إيقاف حضورهم. مع ذلك، سيتم الشعور بهذا الضرر خلال أشهر، لأن هذا التشكيل يرتكز بشكل أساسي على قوات نظامية. إلى جانب ذلك، أعلن عشرات ضباط الاتصالات، بعضهم في فرق مناطقية يتم استدعاؤهم من حين لآخر مثل فرقة غزة، أنهم لن يمتثلوا بعد الآن احتجاجاً على الانقلاب القضائي.

أيضاً في شعبة الاستخبارات، التي في أجزاء كبيرة منها تعتمد على القوات النظامية، الضرر ملموس: مئات ضباط الذين يخدمون في مناصب مزدوجة، عملياتية، في السايبر على سبيل المثال في الفرز والتدريب، أعلنوا انهم لن يحضروا بعد الآن. المدلول: القدرة على تحديد الشبان الممتازين لدورات نخبة في شعبة الاستخبارات مثل "الزنيقط، دورات يتم فيها تطوير القدرات، تكنولوجية النخبة والأكثر أهمية في الجيش الإسرائيلي، تتضرر الآن.

حتى في تشكيلات الشييطت والغواصات، المسؤول عنها ضباط قتاليون في الاحتياط، هناك غياب ملحوظ للفرز الذي قد يؤخر أو يعطل قريباً قدرة البحرية على اختيار الأفضل للشييطت (الوحدات الخاصة البحرية) المختلفة.

في مدرسة الطيران في "حتساريم" الضرر ملموس منذ أكثر من شهر، عشرات مدربي طياران، الذين هم طيارون ذوو خبرة في الاحتياط، لم يحضروا ويضطرون في القاعدة لتنفيذ تعديلات وتغييرات في الدورة الباهظة للتقليل من الأضرار. يقول طيارون في الاحتياط: "هذه أشياء يصعب تحديدها نظراً لأنه يمكنك بالطبع تعيين مدرب أقل خبرة وأقل خبرة للمتدرب، حتى لو كان طياراً جيداً، لكن النتيجة النهائية يمكن أن تكون طياراً أقل جودة إلى حد ما، وأقل حدة بقليل مع المزيد من حوادث السلامة في الهواء، تلك التي تعرض الأرواح للخطر.. هذا حدث يمكن أن نرى في نهايته المزيد من حوادث الطيران.. هل نحن مستعدون حقاً لتقديم تنازلات بشأن "أفضل قوة جوية في العالم"؟".

بحسب ادّعاء أحد الطيارين الكبار في الاحتياط، عندما تقدّم هذه الادعاءات لكبار المسؤولين على المستوى السياسي، فإنهم يصدونها بازدراء. وقال نفس الطيار بأن أحد هؤلاء المسؤولين قال له: "أقصى حدّ ننشئ سلاح جو جديد، خلال عدة سنوات، يكون منضبطاً". ونفس هذا المسؤول من المستوى السياسي ينفي أنه قال ذلك.

الجيش يستعد لشهر أيلول

 يعترفون في الجيش أنه بالفعل يوجد الآن ضرر بالكفاءة للحرب وبل أكثر من ذلك، ضرر بالتماسك – لكن الضرر بالكفاءة ما زال "محدوداً" لسبب بسيط أن الجيش الإسرائيلي تقريباً لا يتدرب في شهر آب. "الاختبار سيكون في الشهر المقبل، الذي ستبدأ فيه من جديد التدريبات الكبرى.. في سلاح الجو يقومون بضبط الكفاءة لتلبية المهام العملياتية والاستعدادات في هذه الأيام.. سنعرف كيف نتصرف إذا ما اندلعت غداً حرب".

 يؤكدون في الجيش أن الاستعدادات لشهر أيلول قد بدأت بالفعل، بهدف "تحصين" الجيش من ضرر أشد يلحق بكفاءته بعد ثلاثة أسابيع: "هناك من يقول إنهم سيمتثلون فقط إذا اندلعت حرب في الشمال، وبخصوص الكثيرين وآخرين فإن هذا يمثل لغزاً حقاً. لا توجد جمعية هنا ويتصرف الجميع وفقاً لضميرهم الشخصي. "أعلن البعض أنهم لن يخدموا على الإطلاق بعد تمرير تشريع حجة المعقولية وآخرون يعلقون خدمتهم حتى قرارات محكمة العدل العليا في غضون شهر تقريباً. لكل واحد لديه خطه الأحمر. بالتأكيد إذا استمر الوضع سنصل إلى ضرر مهم".

بخصوص وحدة الصواريخ الدقيقة من الأرض "موران"، أشاروا في الجيش الإسرائيلي أن هذا التشكيل يعتمد بشكل أساسي على القوات النظامية وفقط في الفترة الأخيرة جرى تدريب كبير يحافظ على كفاءة الوحدة. فيما يتعلق بالفرز والتشكيلات، ذكر الجيش أن هناك بالفعل وحدتين في الاحتياط لا تحضران أو أعلنوا عن ذلك، ولكن في هذه العوالم هناك مجموعة كبيرة نسبياً من خريجي الشييطت ومسارات في شعبة الاستخبارات التي يمكن أن يتم استدعاؤهم.

في الجيش يؤكدون: "عدم الامتثال ليس رفضاً للخدمة"

يقولون: "نحن نجري تعديلات واستعدادات حتى لا ينخفض مستوى التحديد والفرز. لا يوجد حل سحري لجميع المشاكل هذه، لن تكون هناك محاكمات ميدانية وعدم الامتثال ليس رفضاً للخدمة. يجب على المرء أن يتصرف بحكمة، فمن الواضح أن تعريف عدم الامتثال على أنه رفض يحثّ المزيد من الناس على التوقف عن خدمتهم. رفض الخدمة هو رفض تنفيذ أمر، وعدم الوصول إلى أمر احتياطي تتلقاه يعتبر تغيّباً عن العمل". بالإضافة إلى ذلك اشاروا في الجيش الإسرائيلي إلى أن جميع المعلومات يتم عكسها طوال الوقت إلى المستوى السياسي، بما في ذلك المعطيات المحدثة. مصادر عسكرية تضيف: "الأرقام والمعطيات الدقيقة تشكل معلومة حساسة، وكشفهم قد يلحق ضرراً بأمن الدولة".

موقع يديعوت أحرونوت – يوآف زيتون

إخترنا لكم من العدد

إعرف عدوك

"أزمة الثقة وفقدان الكفاءة أكبر مما يتم الحديث عنه": الوحدات التي تضررت، واختبار شهر أيلول

"أزمة الثقة وفقدان الكفاءة أكبر مما يتم الحديث عنه": الوحدات التي تضررت، واختبار شهر أيلول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ترجمة وإعداد: حسن سليمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يدّعي ...

إقليميات

بعد هزيمته.. داعش يعود للنشاط الإرهابي في سوريا

بعد هزيمته.. داعش يعود للنشاط الإرهابي في سوريا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ توفيق المديني ـــــــــــــــــــــ منذ سقوط أسطورة "داعش" بخسارة الأراضي التي كان يسيطر عليها في كل ...

إقليميات

الفروق النظرية.. لقاء بين أقران اجتماع الأمناء العامين.

كتابات من داخل سجون العدو: الفروق النظرية.. لقاء بين أقران اجتماع الأمناء العامين. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الأسير إسلام حسن حامد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الثورات لا يتم صياغتها في ...

دوليات

النيجر في عين العاصفة.. الانقلاب يربك قوى الاستعمار الغربي، وإيكواس تعلن الحرب!

النيجر في عين العاصفة.. الانقلاب يربك قوى الاستعمار الغربي، وإيكواس تعلن الحرب! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابتسام الشامي ــــــــــــــــــــــــــــ فرض الانقلاب العسكري في النيجر نفسه حدثاً دولياً بامتياز، ...