من عين إبل.. إلى الكحالة فتن متنقلة تقودها القوات خدمة لواشنطن وحلفائها في الإقليم
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
من عين إبل.. إلى الكحالة
فتن متنقلة تقودها القوات خدمة لواشنطن وحلفائها في الإقليم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
عندما تكثر الأزمات كما هو حاصل في لبنان يواكبها انتشار الشائعات، وهذا أمر طبيعي خصوصاً في ظلّ الانقسامات السياسية والطائفية العامودية والأفقية بين المكونات اللبنانية، إلا أن هذا التوتر من خصوم المقاومة وحزب الله وإصرارهم دائماً أمام كل حادثة على تحميلهم المسؤولية، قد يُدخل لبنان في فتنة لا يعلم إلا الله تداعياتها ونتائجها، ولولا حكمة قيادة حزب الله بعد حادثة كوع الكحالة كان لبنان قد دخل فعلاً في حرب أهلية.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن التوتر السياسي والأمني الذي يجتاح الساحة اللبنانية منذ أسابيع يؤشر إلى أن هناك مشروعاً دولياً وإقليمياً يستهدف المقاومة وحلفاءها، ورأس حربة هذا المشروع القوات اللبنانية وحلفاؤها، لافتة في هذا السياق إلى أن هذا الفريق يقود فتنة متنقلة من عين إبل إلى الكحالة وقبلها حاول هذا الفريق اتهام حزب الله بالأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة.
وأضافت الأوساط، أن اللافت أيضاً أن خصوم المقاومة لا يتعبون ولا ينتظرون التحقيقات في أحداث تجري كل يوم، بل يبادرون وبسرعة إلى توجيه الاتهامات إلى حزب الله تواكبهم في بثّ فتنهم محطات إعلامية لبنانية وعربية.
وتقول الأوساط إن التقدير لدى كافة الأطراف السياسية من أن لبنان سيواجه أحداث خطيرة لأسباب لا علاقة لها بالشغور الرئاسي فقط، بل بتعقيدات تواجه المشروع الأمريكي وحلفاءه في الإقليم ولبنان من ضمنه، وذلك بعد فشلهم في تحقيق أي مكسب من الحروب التي خاضوها في أكثر من منطقة.
وتضيف الأوساط أنه أمام هذا الفشل المتواصل لواشنطن وأتباعها ترتفع أصوات أذنابهم في لبنان ويستغلون أي حادثة للتصويب على حزب الله وحلفائه، ويرفعون سقف التوتير والتحريض إلى درجة عالية وصولاً إلى دعوات انفصالية مع العلم أن القوات وحلفاءهم لا يمثلون القوى الأهلية والسياسية المعنية سواء في عين إبل أو في الكحالة.
وحذّرت الأوساط خصوم المقاومة وحلفائها من الاستمرار في هذا النهج المعادي لأنه "لن تسلم الجرة في كل مرة" وقد تفلت الأمور على غاربها على الرغم من حرص حزب الله الدائم على العض على الجراح، ليس ضعفاً وإنما حرصاً على عدم دخول لبنان في فتنة داخلية سيدفع ثمنها كل اللبنانيين، هذا الحرص - تؤكد الأوساط - له علاقة بأولويات المقاومة التي ترتكز على مواجهة المشاريع الأمريكية في المنطقة، وعلى صعيد المواجهة المرتقبة مع الكيان الصهيوني الذي صفق قادته للذين اعتدوا على شباب المقاومة في الكحالة.
وتؤكد الأوساط على ضرورة الحذر واليقظة خلال هذه الفترة التي يتشابك فيها الداخل مع الخارج بانتظار عودة الموفد الفرنسي المنتظرة بداية الشهر المقبل هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القوات اللبنانية وحلفاءها سيواصلون تآمرهم لإجهاض أي تفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بشأن ملء الشغور الرئاسي، خصوصاً أن المعلومات كافة تؤكد أن الاتفاق بين الطرفين قد أنجز وهو أمر يقلق القوات وحلفاءها، وبالتالي لن يتركوا وسيلة وسيحاولون استغلال أي حدث مهما كان طبيعياً من أجل بث سموم فتنتهم خصوصاً بين المسلمين والمسيحيين، تراودهم أحلام التقسيم والانفصال، وهو خيارهم كان سابقاً وكما يبدو أنهم لم يتخلوا عنه على الرغم من استحالة تحقيقه.