بعد أن طويت حادثة الكحالة: الثنائي الوطني يدعو إلى الحوار ويؤكد أن لبنان لن يُقَّسم ويحذر من سياسات التحريض
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
بعد أن طويت حادثة الكحالة:
الثنائي الوطني يدعو إلى الحوار ويؤكد أن لبنان لن يُقَّسم
ويحذر من سياسات التحريض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
لم يتوانَ من يسمون أنفسهم خبراء ومحللين استراتيجيين خلال الأسابيع الماضية من الترويج لمجموعة من الأكاذيب والأضاليل تتمحور جميعها حول المنطقة، حيث أكدوا من أن واشنطن وحلفاءها قرروا رفع وتيرة الحصار على إيران وحلفائها، ومن أن الرياض أوقفت سياسة تصغير مشاكل وعزمت العودة إلى المربع الأول الحليف للإدارة الأمريكية..
هذه الأكاذيب ما لبثت أن فضحت حالها بعد الصفقة الإيرانية - الأمريكية وإفراج واشنطن عن عشرات مليارات الدولارات لإيران، وبالنسبة للسعودية فقد وجه العاهل السعودي دعوة للرئيس الإيراني لزيارة المملكة، وأن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان سيكون قريباً في المملكة لمتابعة تطوير اتفاق بكين.
أوساط سياسية متابعة لم تستبعد أبداً أن التصعيد من حلفاء واشنطن بشأن حادثة الكحالة يندرج في سياق الأوهام التي عاشها هؤلاء، ومن أن المعلومات التي وصلت إليهم بشأن التصعيد الأمريكي في المنطقة حقيقة يجب مواكبتها، وتضيف أن هؤلاء تورطوا في قضية أكبر منهم بكثير، إلا أنها كشفت عما يضمره هؤلاء من عداء للمقاومة وحلفائها.
واعتبرت التصعيد الكتائبي- القواتي وبعض المستقلين يؤشر إلى أن ما حصل في الكحالة ليس غريباً لأن هؤلاء لن يضيعوا أي فرصة للانقضاض على حزب الله والمقاومة، حيث يلجأون إلى التعبئة والتحريض في شارعهم أولاً في سياق تنافس أحزابهم على الاستقطاب ما أمكنهم في أوساط الذين ما زالوا خارج اصطفافاتهم الحزبية، سواء في التيار الوطني أو القوات أو الكتائب.
وأضافت الأوساط، أن هناك احتمالاً ثانياً، وهو أن هدف القوات والكتائب أن يقنعوا الرأي العام اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه من أن الحل في لبنان هو التقسيم، وهذا الخيار تردد على لسان أكثر من مسؤول في هذين الحزبين في الآونة الأخيرة.
وأكدت الأوساط أن أحلام هؤلاء لن تلبث أن تتبدد كما تبددت أحلامهم التقسيمية في السابق، فلا الكيان الصهيوني حاضر لمساعدتهم ولا واشنطن المربكة في المنطقة في وارد دعمهم في مشاريعهم التقسيمية، خصوصاً أن الملف اللبناني على الرغم من خطورته ليس حاضراً في أجندة هذه الدول وغيرها في الإقليم والعالم.
وكشفت الأوساط أن ما صدر من مواقف على خلفية حادثة الكحالة من أن هناك قوى سياسية لبنانية لا تريد أي حوار، بل ستواصل سياسة التعبئة والتحريض، محذرة من أن استمرار هذه القوى في اعتماد هذا الأسلوب سيؤدي في النهاية إلى خراب لبنان، داعية هؤلاء إلى التخلص من أوهامهم، خصوصاً أنهم جربوا سابقاً وفشلوا في محاولتهم، ودفع المسيحيون أثماناً غالية كنتيجة لسياسات زعمائهم.
وختمت الأوساط، أنه بعد أن طويت حادثة الكحالة سيعود الملف الرئاسي إلى الواجهة، وهناك فرصة حقيقية أمام القوات اللبنانية والكتائب وحلفائهما لاعتماد سياسة واقعية سواء في الداخل أو في الإقليم ومساعدة الموفد الفرنسي بعد عودته في بدايات شهر أيلول على تحقيق المبادرة التي سيحملها معه، والقبول بمبدأ الحوار كسبيل وحيد لملء الفراغ الرئاسي، مشيرة إلى أن الحوار الدائر بين حزب الله والتيار الوطني الحر يشكل نموذجاً عن أهمية التفاهم بين الأطراف السياسية اللبنانية، وهو الخيار الذي يتمسك به الثنائي الوطني وحلفاؤهم ومدعوم أيضاً من باريس.
وحذرت الأوساط من مخاطر كبيرة فيما لو استمر حلفاء واشنطن في سياسة الرفض لهذا الخيار، وسيتحملون نتائج ما سيتعرض له لبنان وحدهم دون غيرهم.