أوساط سياسية للبلاد: وسط رفض القوات وحلفائها للمبادرة الفرنسية لودريان عائد في أيلول ومهمته أمام خيارات صعبة
محمد الضيقة

محمد الضيقة
شهر أيلول سيكون حاسماً على صعيد الملف الرئاسي، والأمر منوط بالوساطة الفرنسية التي يقودها إيف دو لودريان، فإما أن تنجح باريس في مسعاها وتتقدم خطوة إلى الأمام ويصبح للبنان رئيساً للجمهورية، أو أن الانهيار الكبير حيث سينتقل البلد من مرحلة الفراغ الرئاسي إلى مرحلة الانحلال الاقتصادي والأمني الكلي.
أوساط سياسية متابعة وضعت ما يصدر عن المعارضة اللبنانية من مواقف لا يوحي بالتفاؤل، خصوصاً بشأن المبادرة الفرنسية التي تعرضت إلى هجوم قاسٍ من جماعة واشنطن، حيث تناوبوا على رفض تقديم إجابات على أسئلة الموفد الفرنسي بشأن رؤيتهم لمواصفات الرئيس المقبل، كما لم يكتفِ هؤلاء بالرفض بل شنوا هجوماً على المبادرة الفرنسية، واعتبروا أن باريس تتدخل في مسألة سيادية.
وتضيف الأوساط، أنه في ظل هذه الأجواء الداخلية المتوترة المسؤولة عنها أولاً وأخيراً القوات اللبنانية وحلفاؤها، يصبح الحوار الدائر بين حزب الله والتيار الوطني الحر الأمل الوحيد والمفصل الذي يتقرّر عليه مصير ملء الفراغ الرئاسي بين سليمان فرنجية والفراغ الذي قد يمتد إلى أمدٍ طويل بعد أن أصبح هذا الحوار واضحاً، وأن التوصل إلى صيغة تفاهم بين الطرفين يضمن أغلبية الانتخاب، ولا يواجه في الوقت ذاته مسألة تأمين النصاب المطلوب، في حين تقول هذه الأوساط من أن لا نصاب لأي تفاهمات أخرى بين القوات اللبنانية وحلفائها حتى لو توافرت لها أغلبية الانتخاب، وهو أمر مشكوك به.
وأشارت الأوساط إلى أن ما يسمى معارضة تسعى للتعويض عن عجزها بالتسويق من خلال بروباغندا من أن واشنطن وحلفاءها ذاهبين إلى التصعيد في المنطقة، في حين أن الوقائع على الأرض تؤكد عكس ذلك، فالتقارب السعودي - الإيراني يتقدم بسرعة. كما أن الحديث عن حرب أمريكية لقطع الطريق بين العراق وسوريا في منطقة الـ "بو كمال" هو مجرد وهم، فالحشد الأمريكي في أماكن تواجده هو للدفاع عن النفس، لأن محور المقاومة حسب ما تؤكد هذه الأوساط يعمل بجد من أجل تحرير المناطق الشرقية في سوريا.
وبعيداً عما يجري في المنطقة ومعظمه لصالح محور المقاومة، تقول الأوساط إن كل الأطراف السياسية تنتظر عودة الموفد الفرنسي في أيلول المقبل، الشهر الذي قد يشكّل خط النهاية للمساعي الخارجية اتجاه لبنان لإنقاذه من أزماته، فإما أن تنجح باريس في مسعاها، وإما أن تفشل، وفي حال الفشل تؤكد هذه الأوساط أن الموفد الفرنسي قد يقرر أن يرد الكرة إلى ملعب المعطلين وهم القوات والكتائب وبعض المستقلين ومن يسمون أنفسهم تغيريين، حيث من المتوقع أن يتجاوز رفضهم للحوار الشامل، ويكتفي بحوار مع الأطراف التي وافقت على مبادرته وليتحمل المعارضون مسؤولياتهم.