السيد نصر الله: محور المقاومة قادر على إجهاض المشاريع الأمريكية في المنطقة والحوار هو السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي في لبنان
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
السيد نصر الله:
محور المقاومة قادر على إجهاض المشاريع الأمريكية في المنطقة
والحوار هو السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي في لبنان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
في خطابه الأخير وضع أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يده على جراح المنطقة من اليمن إلى البحرين مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، وأكد أن واشنطن هي السبب الرئيسي لما تعانيه هذه الكيانات، ومن أنها تستغل الانقسامات بين مكونات هذه الدول من أجل إحكام الحصار عليها الذي بدأته قبل سنوات من أجل تنفيذ أجندتها وإخضاع هذه الدول لسياساتها من أجل حماية مصالحها وخدمة للكيان الصهيوني.
أوساط سياسية اعتبرت أن ما يجري في المنطقة حسب توصيف السيد نصر الله هو صراع مفتوح بين مشروعين ومحورين، بين محور المقاومة والمحور الأمريكي وأذنابه سواء على صعيد بعض الحكومات الخاضعة لتوجهات الإدارة الأمريكية أو على صعيد بعض مكونات المجتمعات التي تتحرك وفقاً لما تريده واشنطن في الإقليم.
وأضافت أن سماحته حدد لعلاج هذه الانقسامات ودعا إلى مواجهة واشنطن وأدواتها الداخلية في كل الملفات الساخنة، وكما يبدو حسب هذه الأوساط أن محور المقاومة تمكن من احتواء وإجهاض المخطط الأمريكي في سوريا، وفضح ما كانت تسعى إليه واشنطن سواء في ما حصل في محافظة السويداء، أو ما تسعى إليه في منطقة شرق الفرات.
وأكدت هذه الأوساط أن محور المقاومة قادر ليس على إفشال المشاريع الأمريكية فقط بل هو قادر على تنفيذ أجندته في كل الملفات الساخنة وفي كافة الكيانات، وهذا ما ستكشفه الأيام في المستقبل.
أما بالنسبة للبنان تقول هذه الأوساط أن سماحته كرر دعوته للحوار معتبراً أنه السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي والطريق الذي سيضع لبنان على سكة التعافي وإيجاد الحلول لكل أزماته الاقتصادية والمعيشية، لافتة في هذا السياق أن كافة المكونات السياسية اللبنانية وبغض النظر عن مواقفها من التحرك الذي تقوده باريس نيابة عن اللجنة الخماسية، تنتظر عودة الموفد الفرنسي هذا الشهر حيث من المتوقع أن يعمل على إقناع كافة المكونات بما فيهم الرافضين لخيار الحوار باعتباره السبيل الوحيد لملء الفراغ الرئاسي.
وأشارت الأوساط إلى أن هناك مسارين للحوار، الأول خارجي وتعمل عليه اللجنة الخماسية، وفي حال اعتماده من بعض قوى الداخل وخصوصاً القوات اللبنانية وحلفاؤها، فهو غير قادر على إنقاذ لبنان من أزماته لأسباب عدة، إلا أن أبرزها أن لكل دولة من هذه اللجنة أجندتها الخاصة، أي لا اتفاق بين هذه الدول على مشروع واحد أو مبادرة واضحة باستثناء باريس التي سيعمل موفدها على تكريس الحوار كسبيل وحيد بين المكونات السياسية.
والمسار الثاني حسب هذه الأوساط داخلي، ويتجلى ويعبر عنه الحوار الدائر بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وقد يوصل في حال التفاهم بينهما إلى مرشح آخر صناعة محلية، وقد يكون سليمان فرنجية أو غيره، إلا أن كل المؤشرات حتى الآن تؤكد أن الطرفين قد يتوصلان إلى اتفاق قبل عودة الموفد الفرنسي، وهذا الحوار القائم بين التيار وحزب الله إضافة إلى الموقف الأخير لوليد جنبلاط والذي دعا فيه إلى الحوار مع حزب الله قد أغضب القوات وحلفاءها وأربكها حيث رفعت وتيرة تهديداتها وخطاباتها، الأمر الذي قد يضع مهمة الموفد الفرنسي أمام خيارات صعبة.