مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: " نتنياهو يؤجل إعلان الهدنة الدائمة ووقف إطلاق النار لأنه يعلم أنه سيدفع الثمن الأكبر لنتائج العدوان على غزة وفشله في مواجهة ملحمة طوفان الأقصى"

العدد رقم 416 التاريخ: 2023-12-01

نتائج الهجوم الأوكراني المضاد مخيبة لآمال إدارة بايدن اليورانيوم المنضب محاولة جديدة لتغيير معادلات الميدان

ابتسام الشامي

نتائج الهجوم الأوكراني المضاد مخيبة لآمال إدارة بايدن

اليورانيوم المنضب محاولة جديدة لتغيير معادلات الميدان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابتسام الشامي

ــــــــــــــــــــــــــــ

خيبت النتائج المتواضعة للهجوم العسكري الأوكراني المضاد الآمال الأمريكية المعلقة عليه، فبعد أربعة أشهر على انطلاقه، لم ينجح في تغيير المعادلات الميدانية في الصراع الروسي الأطلسي. واقع استدعى تدخلاً أمريكياً عاجلاً سياسياً وعسكرياً، من شأنه أن يرفع درجة حرارة الصراع وينقله إلى مستويات أكثر خطورة.

زيارة بلينكن

على وقع انتقادات أمريكية لاذعة "للهجوم العسكري الأوكراني البطيء والتكتيكات السيئة التي أعاقت تقدمه"، وصل وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى كييف، في أول زيارة له إلى أوكرانيا منذ ما قبل بدء روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في الدولة السوفياتية السابقة. وإذ حرص الضيف الأمريكي على تبديد أجواء التوتر القائمة في العلاقات مع المسؤولين الأوكرانيين، ومن أبرز تجلياتها المعلنة دعوة وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا المنتقدين إلى "التزام الصمت"، أعلن تقديم بلاده حزمة جديدة من "المساعدات" العسكرية لأوكرانيا، في ما بدا أنه محاولة أمريكية إنقاذية للهجوم، وتزخيماً له وتفعيلاً لأدوات الضغط الميداني على روسيا. وفي ختام زيارة استمرت يومين، التقى خلالها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي ووزير خارجيته ومسؤولين رفعي المستوى، تعهد بلينكن بتقديم مساعدات بقيمة مئات المليارات من الدولارات، بينها 100 مليون دولار للتمويل العسكري الأجنبي، و90.5 مليون للمساعدة في إزالة الألغام، و300 مليون لدعم ما سماه "إنفاذ القانون في المناطق التي استعيدت من روسيا"، إضافة إلى 206 ملايين دولار "للمساعدات الإنسانية"، و203 ملايين "لجهود الإصلاح والتحقيق في جرائم حرب". وكان لافتاً للانتباه في حزمة "المساعدات" العسكرية الجديدة تقديم واشنطن لكييف، للمرة الأولى، أكثر من 5 ملايين دولار من الأصول الروسية، لدعم ما وصفته "بخدمات المحاربين القدامى". وتزامناً مع زيارة بلينكن، أعلن البنتاغون تزويد القوات العسكرية الأوكرانية، بذخائر تحتوي على يورانيوم منضب، موضحاً في بيان له، أن هذه "القذائف ستكون من عيار 120 مليمتراً، وهي مخصصة لدبابات أبرامز الأمريكية"، التي من المتوقع أن تستلمها كييف في الخريف، المقبل في إطار دفعة جديدة من المساعدات العسكرية، تبلغ قيمتها 175 مليون دولار.

زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى أوكرانيا، بعد يومين فقط من إعلان زيلينسكي إقالة وزير دفاعه، أولكسي ريزنيكوف، من منصبه، والطلب من البرلمان، اختيار رستم عمروف لخلافته، جاءت على وقع ارتفاع حدة الانتقادات الأمريكية للهجوم الأوكراني المضاد، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية أمريكية. وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "الهجوم المضاد كان بطيئاً للغاية، وقد أعاقت التكتيكات السيئة تقدّمه" وبحسب أحد المسؤولين، فإن واشنطن "تود إجراء مناقشات مع الأوكرانيين حول كيفية سير الهجوم، وتقييم احتياجات ساحة المعركة، وكذلك أي خطوات قد تكون مطلوبة لتعزيز أمن الطاقة في أوكرانيا قبل بدء الشتاء"، في إشارة إلى أهداف زيارة بلينكن إلى كييف. علماً أن الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، لا يحظى بإجماع داخل الولايات المتحدة، في وقت باتت تتناقص فيه "شعبيته" في الأوساط الأمريكية. فقد كشف استطلاع أجرته شبكة "سي أن أن"، أن "ما يزيد قليلاً عن نصف الأمريكيين أصبحوا يعارضون الآن إرسال المزيد من التمويل إلى كييف". في حين توقعت تقارير إعلامية أمريكية أن يواجه طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من الكونغرس، الموافقة على حوالي 40 مليار دولار من الإنفاق الإضافي، بينها 24 مليار دولار لأوكرانيا، معارضة، في ظل إصرار عدد من المشرّعين، لاسيما من أعضاء الحزب الجمهوري، تقليص النفقات.

روسيا الهجوم المضاد فشل

وفي ما حاول وزير الخارجية الأمريكية - كما أوضح مسؤولون أمريكيون - في زيارته إلى أوكرانيا إعادة تزخيم الهجوم الأوكراني المضاد، كان اللافت للانتباه "الاتهامات" الأمريكية لروسيا بالتعاون العسكري مع نظام كوريا الشمالية. وبعدما جدّد البيت الأبيض استنكاره زيارة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، كوريا الشمالية نهاية شهر تموز الماضي، حيث حضر عرضاً عسكرياً إلى جانب رئيسها كيم جونغ أون، متحدثاً عن "محاولة لإقناع بيونغ يانغ بيع روسيا ذخيرة مدفعية"، توقعت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الكوري الشمالي. وبحسب "معلوماتها"، فإن الأخير سيسافر إلى فلاديفوستوك، على ساحل روسيا الشرقي، في قطار مدرع. مشيرة إلى أن اللقاء المتوقع في وقت لاحق من شهر أيلول الجاري سيشهد توقيع صفقة بين البلدين. ففي حين يريد "بوتين الحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية، يسعى جونغ أون للحصول على تقنيات متقدمة للأقمار الاصطناعية والغواصات، بالإضافة إلى مساعدات غذائية". وإلى الولايات المتحدة الأمريكية، أكدت كوريا الجنوبية أيضاً وجود خطة للتعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، ونقلت وكالة فرانس برس، عن مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية قوله، إن عناصر عدة تشير إلى أن المناقشات بين الجانبين بشأن عمليات مستقبلية لتسليم الأسلحة، تتقدم.

وإزاء الاتهامات الأمريكية بالتعاون مع كوريا الشمالية للحصول على قذائف مدفعية، والتي يمكن إدراجها في إطار "تبرير" قرار البنتاغون تزويد أوكرانيا بأسلحة تحتوي يورانيوم منضب، أبقت موسكو على "غموضها" البناء بشأن خططها للحصول الأسلحة التي تحتاجها في إطار عمليتها العسكرية المتواصلة في أوكرانيا منذ شباط 2022، في ما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن بلاده "تناقش إجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الشمالية". ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عنه قوله بخصوص التعاون العسكري مع كوريا الشمالية، "هؤلاء جيراننا، وهناك مثل روسي قديم يقول: أنت لا تختار جيرانك ومن الأفضل أن تعيش مع جيرانك في سلام ووئام".

وبعيداً عن التوقعات المقلقة للغرب إزاء تفعيل روسيا علاقاتها مع كوريا الشمالية، بما يفسح المجال لتعاون عسكري متين، فإن زيارة بلينكن، وكذلك حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، أكدت المؤكد في روسيا، وهو أن الهجوم الأوكراني المضاد لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس "فاشل تماماً" بحسب توصيف شويغو، الذي أوضح وفقاً للمعطيات الميدانية أن "القوات المسلحة الأوكرانية لم تحقّق أهدافها على أي جبهة من الجبهات، خلال ثلاثة أشهر مما يسمى بالهجوم المضاد". مضيفاً أن كييف "تحاول يائسة أن تستعرض للغرب أي نجاح على الجبهة، من أجل الاستمرار في تلقي المساعدة".

خاتمة

بانتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة عن طبيعة التعاون العسكري الروسي مع كوريا الشمالية، وكذلك مصير الهجوم العسكري الأوكراني المضاد، فإن الصراع الروسي الأطلسي يشهد تزخيماً إضافياً، وينتقل إلى مستويات أكثر خطورة، مع دخول السلاح المزخّم باليورانيوم المنضب ميدان الصراع، وهو ما وصفته موسكو بالعمل الإجرامي، محذرة من أن القرار الأمريكي الأخير تزويد أوكرانيا بسلاح مدفعي يحوي هذه المادة الخطيرة، يمهد "لنهاية أجيال بأكملها".

 

إخترنا لكم من العدد

إعرف عدوك

التطبيع مع السعودية.. مصالح مقابل تحديات

التطبيع مع السعودية.. مصالح مقابل تحديات ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ترجمة وإعداد: حسن سليمان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تقف إسرائيل اليوم أمام فرصة تاريخية للدفع قدماً نحو اتفاق ...

إقليميات

ركب التطبيع المتهالك وهتاف الجماهير.. لا تصالح

ركب التطبيع المتهالك وهتاف الجماهير.. لا تصالح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هيثم أبو الغزلان ــــــــــــــــــــــ في الوقت الذي تزداد فيه الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين؛ أرضاً، وبشراً، ...

دوليات

نتائج الهجوم الأوكراني المضاد مخيبة لآمال إدارة بايدن اليورانيوم المنضب محاولة جديدة لتغيير معادلات الميدان

نتائج الهجوم الأوكراني المضاد مخيبة لآمال إدارة بايدن اليورانيوم المنضب محاولة جديدة لتغيير معادلات الميدان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ابتسام الشامي ــــــــــــــــــــــــــــ خيبت النتائج المتواضعة للهجوم العسكري ...

محليات

القوات رأس حربة في مواجهة مبدأ الحوار وفشل مبادرة الرئيس بري ستدخل لبنان في المجهول

أوساط سياسية للبلاد: عشية وصول الموفد الفرنسي... القوات رأس حربة في مواجهة مبدأ الحوار وفشل مبادرة الرئيس بري ستدخل لبنان في المجهول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد ...