أوساط سياسية للبلاد:

لودريان يؤكد أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الرئاسية

وأن مهمته مستمرة وقائمة ولن تنتهي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

وسط مناخ ملبد بالغيوم يواكبه رفض من القوات اللبنانية وحلفائها لمبدأ الحوار بذل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جهوداً كبيرة خلال زيارته الثالثة إلى بيروت لإنهاء الأزمة الرئاسية، حيث أجرى لقاءات ثنائيةً مع كافة الكتل والأحزاب حول السُبل الممكنة لملء الشغور الرئاسي، إلا أن المفارقة التي واكبت عودة لودريان هي أن كل الملفات الساخنة التي كانت مفتوحة في المنطقة وصِلتها مع قوى دولية بدأت تسلك طريقها نحو التبريد.

أوساط سياسية متابعة أوضحت أنه وعلى الرغم من التوترات الداخلية كنتيجةٍ لما يشهده مخيم عين الحلوة إلا أن الأنظار كانت تتابع عن كثب لما يحمله الموفد الفرنسي من جديد، وأضافت أن لودريان ومنذ اليوم الأول أكد من أن الحوار بين المكونات السياسية اللبنانية هو السبيل الوحيد لاستعادة لبنان عافيته، واعتبر أن مبادرته تتقاطع مع مبادرة الرئيس نبيه بري ولا تختلف عنها بأي تفصيل، حوار ومن ثم جلسات انتخابية متتالية حتى يتصاعد الدخان الأبيض من مجلس النواب.

وبحسب هذه الأوساط فإن الموفد الفرنسي الذي التقى المستشار السعودي نزار العلولا في باريس قبل قدومه إلى بيروت لا شك بأنه يحمل جديداً قد يساهم في حلحلة بعض العقد التي تعترض سبيل الحوار، مؤكدة أن باريس مصّرة على إكمال مهمتها ولن ترضى بالفشل، خصوصاً أنها مكلفة من اللجنة الخماسية بمتابعة الأزمة اللبنانية.

وأشارت الأوساط إلى أن نجاح مهمة الموفد الفرنسي مرتبط إلى حد بعيد بالموقف السعودي الذي ما زال يناور لجهة أن الرياض غير معنية بالملف اللبناني إلا في حال تلبية شروطها لجهة مواصفات الرئيس وبرنامج عمله، وهذا يعني أن موقف السعودية يتمايز موضوعياً عن الموقف الفرنسي، إضافة إلى التناقض في أجندات دول اللجنة الخماسية، حيث أن كل دولة تحرص على حجز مكان لاستمرار نفوذها، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبرت الأوساط أن موقف القوات اللبنانية وحلفائها الرافض للحوار يستند إلى موقف الإدارة الأمريكية والموقف السعودي الضبابي، وهذا يؤشر إلى أن مسألة ملء الفراغ الرئاسي قد يطول إلى فترة بعيدة، إلا إذا حصل تطور ما في الإقليم يساهم في خضوع القوات وحلفائها لخيار الحوار، إلا أن الرهان - تقول الأوساط - يبقى على الحوار الدائر منذ أسابيع بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي تراجع عن موقفه المؤيد لمبادرة بري وعاد يناور ويضع شروطاً ليست موضوعية في سياق سياسة الترقب والانتظار لما ستؤول إليه المبادرة الفرنسية.

وأكّدت الأوساط أنه وعلى الرغم من أن مبادرة الرئيس نبيه بري هي الوحيدة القادرة على إحداث خرق في جدار الأزمة إلا أن تخندق القوات اللبنانية وحلفائها في رفض مبدأ الحوار إضافة إلى موقف التيار الوطني الغامض يؤشر إلى أن الموفد الفرنسي لن يتمكن من تسويق مبادرته الداعية إلى حوار غير مشروط وغير محصور في أسماء، ويسعى لطرح كل الملفات على طاولة الحوار من دون فيتوات وشروط مسبقة.

يبقى، حسب هذه الأوساط، هل يعلن الموفد الفرنسي فشل مهمته؟ وهل يعلن عن الأطراف التي تعرقل ملء الفراغ الرئاسي؟ أم أن باريس ستنتظر تبدُّل في مواقف الإدارة الأمريكية والسعودية لجهة إقناع حلفائهم في لبنان بضرورة تسهيل مهمة لودريان والقبول بالحوار كمدخل وحيد لحلِّ الأزمة الرئاسية التي قد تبدأ فعلياً في أواخر شهر أيلول، حتى لو بقيت القوات اللبنانية وحلفاؤها على رفضهم للحوار.