وسط انقسام في اللجنة الخماسية بيروت تنتظر عودة الموفد الفرنسي والحوار هو السبيل لملء الفراغ الرئاسي
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
وسط انقسام في اللجنة الخماسية
بيروت تنتظر عودة الموفد الفرنسي والحوار هو السبيل لملء الفراغ الرئاسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
ــــــــــــــــــــــ
بانتظار عودة الموفد الفرنسي إلى بيروت بات المشهد اللبناني عامة والرئاسي خاصة أسير الخلافات بين الداخل والخارج. وفيما فشلت اللجنة الخماسية في الاتفاق على رؤيا أو صيغة لمساعدة لبنان للخروج من أزمته، استمرت القوات اللبنانية وحلفائها في رفع سقوفها الرافضة للحوار وفقاً للدعوة التي وجهها الرئيس نبيه بري.
أوساط سياسية متابعة أكَّدت أن اللقاء الذي عقدته اللجنة الخماسية على هامش أعمال الأمم المتحدة في نيويورك يؤشّر إلى فشل ذريع بسبب الانقسامات بين أعضائها على عكس ما تحاوله بعض الوسائل الإعلامية خصوصاً لجهة تسليط الضوء على الموقف الأمريكي الذي عبّرت عنه نائبة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط الأدنى، ودعت فيه إلى ضرورة تحديد سقف زمني للمبادرة الفرنسية، وأضافت أن عدم صدور بيان عن الاجتماع يؤكد أن اللجنة الخماسية في طريقها إلى الانحلال على الرغم مما يتم تداوله عن دخول قطر إلى الملف اللبناني بقوة وبدعم أمريكي مباشر، معتبرة أن الرؤيا الأمريكية - القطرية بشأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية تتناقض كلياً مع الرؤيا الفرنسية باستثناء أن الطرفين يعتبران أن الحوار هو السبيل الوحيد لملء الشغور الرئاسي.
واعتبرت الأوساط أن الموقف الأمريكي غير الداعم لمهمة الموفد الفرنسي يعني أن واشنطن من خلال تكليفها الدوحة بمتابعة الأزمة اللبنانية تنوي إطالة الأزمة اللبنانية لحسابات متعلّقة بملفات عديدة في المنطقة والإقليم، وذلك بانتظار نضوج معطيات على صعيد ما يحدث بين واشنطن وطهران. مؤكدةً في هذا السياق على أن أي حراك سواء كان فرنسياً أو قطرياً هو مجرد تقطيع للوقت بانتظار أن تقتنع القوى السياسية اللبنانية بالجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم على صيغة ترضي كافة الأطراف وتساهم في ملء الفراغ الرئاسي، وغير ذلك - تقول الأوساط - لن يكون هناك أي حراك عربي أو غربي إلى حين عودة الموفد الفرنسي حيث من المتوقع أن يدعو كافة القوى السياسية إلى حوار في قصر الصنوبر، تليه دعوة الرئيس نبيه بري إلى حوار في المجلس النيابي برئاسته، وذلك لمدة سبعة أيام تليها جلسات انتخابية متتالية حتى انتخاب رئيس جديد.
وحذّرت الأوساط بعض الأطراف التي تراهن على اللجنة الخماسية لأنها منقسمة على ذاتها، وهناك تناقضات حادة بين أعضائها، وعدم إجماعها على رأي واحد للحل في لبنان، وهذا يؤكد أن الحل الخارجي لن ينضج بعد، وهو مؤجل إلى فترة بعيدة، وهذا لا يعني حسب هذه الأوساط رهن مصير البلد للخارج في ظلّ الأزمات التي يعاني منها لبنان، الأمر الذي يحتّم على المعنيين بالتحرك وهو متوقع بعد أن باتت أرضية الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري قائمة وحاضرة، حيث أكدت الأوساط أن رئيس المجلس ينتظر لاتخاذ القرار النهائي عودة الموفد الفرنسي لمعرفة ما يحمله من أفكار قد تمهّد الطريق لدى القوات وحلفائها بالقبول بالحوار، وهو أمر ضروري لنجاحه، وإذا ما أصرت القوات على مواقفها تتساءل الأوساط هل يدعو الرئيس بري إلى حوار يجمع الموافقين عليه وهم باتوا أغلبية، خصوصاً إذا حضره التيار الوطني الحر.