في لبنان ترحيل كل الملفات الداخلية إلى أجل بعيد ومحور المقاومة جاهز للتدخل عندما تطلب المقاومة في فلسطين
محمد الضيقة

أوساط سياسية للبلاد:
في لبنان ترحيل كل الملفات الداخلية إلى أجل بعيد
ومحور المقاومة جاهز للتدخل عندما تطلب المقاومة في فلسطين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الضيقة
بات من المؤكد ترحيل كل الملفات الداخلية اللبنانية إلى مراحل لاحقة بانتظار ما ستسفر عنه المنازلة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني في قطاع غزة، حيث تبقى كل الأنظار متجهة ومشدودة إلى ما يحصل بعد الهزيمة التي أُلحقت بالجيش الصهيوني، كذلك إلى الجبهة الشمالية الممتدة من الناقورة على الحدود الجنوبية حتى الجولان السوري المحتل.
أوساط سياسية متابعة أكدت أنه على وقع التطورات الدراماتيكية في قطاع غزة والحدود الجنوبية بدأت تطرح فرضيات يتم تداولها من أكثر من طرف سياسي حول تداعيات الحدث الفلسطيني على لبنان وعلى كل ملفاته العالقة، مشيرة إلى أن محور المقاومة ربح حتى الآن في هذه المواجهات، وحتى قبل أن تنتهي الحرب، مؤكدة أنه وبمعزل عن مسار تطور الحرب الدائرة والعدوان الصهيوني البربري والوحشي على المدنيين في القطاع، فإن محور المقاومة انتصر انتصاراً ساحقاً، وحاسماً من اليوم الأول حين أسقط المقاتلون الفلسطينيون من كافة الفصائل هيبة الجيش الصهيوني أمام العالم كله.
وأشارت الأوساط إلى أن الوحشية الصهيونية هي نتيجة طبيعية لانهيار المنظومة الأمنية وحتى السياسية وفقدانها السيطرة على الأحداث، الأمر الذي دفع واشنطن والغرب كله للتحرك لحماية هذا الكيان من الانهيار الشامل، فالمعركة الآن تدور حسب هذه الأوساط بين الإدارة الأمريكية وحلفائها في كل العالم، ومحور المقاومة الذي يتابع عن كثب مجريات الأمور وجاهز في كل لحظة للتحرك وقلب الطاولة على كل الوجود الأمريكي في المنطقة.
وأضافت الأوساط، أن العدو الصهيوني لن يكون بمقدوره أن يمحي آثار هزيمته المدوية والتي ستترسخ في أذهان كل اليهود ليس في فلسطين المحتلة بل في كل العالم، لافتة إلى أن الوحشية التي يمارسها ضد المدنيين في غزة متوقعة ولن تساعده مهما فعل في استرداد ما خسره، كما أن واشنطن غير قادرة على فعل شيء له باستثناء ما فعلته حتى الآن لأنه لن يغير في التوازنات ولن يمنع من تحرك محور المقاومة كله في حال تجاوز العدو الخطوط الحمراء التي رسمها هذا المحور، وتحديداً مسألة الاجتياح البري للقطاع.
وأكّدت الأوساط أن الحدود الجنوبية على الرغم من أن الأحداث التي شهدتها في الأيام الماضية تبقى تحت السيطرة على الأقل في المدى المنظور، ربما إلى حين ما ستؤول إليه الأوضاع على جبهة غزة، مشيرة إلى أنه من الصعب قراءة موقف حزب الله قبل أوانه، وتحديداً من التداعيات الأمنية والسياسية التي قد تترتّب على تنفيذ إسرائيل ما وعدت به المستوطنين باجتياح القطاع، وهذا الأمر حسب هذه الأوساط قد يدفع المقاومة الإسلامية للتّحرُّك بالتأكيد وهو أمر باتت تعرفه واشنطن وحلفاؤها من أن أي تطور نحو القطاع حسب ما تحاول إسرائيل ترويجه ستدخل المنطقة في حرب إقليمية شاملة، وهذا ما تخشاه واشنطن كما الكيان الصهيوني.
أما بالنسبة للأزمة اللبنانية الداخلية تقول الأوساط إنه من المبكر جداً تحديد كيف ستكون تداعيات ما يحصل في غزة على الملفات الداخلية وخصوصاً ملء الفراغ الرئاسي، إلا أن الأكيد أن ما بعد حرب غزة لن يكون كما قبلها ووضع المنطقة سيتغير كلياً ولا بد أن ينعكس على لبنان.