مجلة البلاد الإلكترونية

الهيئة الإدارية: " نتنياهو يؤجل إعلان الهدنة الدائمة ووقف إطلاق النار لأنه يعلم أنه سيدفع الثمن الأكبر لنتائج العدوان على غزة وفشله في مواجهة ملحمة طوفان الأقصى"

العدد رقم 416 التاريخ: 2023-12-01

أوساط سياسية للبلاد: المقاومة تواصل سياسة الغموض وواشنطن والغرب خائفون من حرب شاملة قرارها بيد حزب الله

محمد الضيقة

منذ عملية "طوفان الأقصى" لم يتبدل المشهد الدموي في غزة وذلك بتشجيع من واشنطن والغرب عموماً الذين تقاطروا إلى الكيان الصهيوني من أجل نجدته، وإحساسهم من أن هذه القاعدة المتقدمة للغرب الاستعماري في طريقها إلى الزوال..

وعلى الرغم من المجازر التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، ما زالت فصائل المقاومة سواء تلك التي تقاتل في غزة أو في جنوبي لبنان تمتلك القدرة والقوة اللازمة لمواجهة هذا الهجوم البربري غير المسبوق، والذي فضح أكاذيب الغرب حول مسألة حقوق الإنسان والديمقراطية.

أوساط سياسية متابعة كشفت أنه في الأيام الأخيرة تراجعت سقوف الكلام الدبلوماسي تجاه قيادة حزب الله والذي بدأ بالتهديد والتحذير إذا ما طورت المقاومة العمليات التي تقوم بها الآن على الحدود إلى حرب واسعة، إلى الحديث عن ضرورة الحفاظ على المواجهات الحدودية الدائرة وعدم تجاوز الاشتباك التي نشأت بعد طوفان الأقصى، ومسارعة المقاومة إلى تنفيذ عمليات أدّت إلى شل وتعمية الصهاينة على الحدود وإلى شلّ سلاحهم المدرع، وإلى تهجير الآلاف نحو وسط فلسطين المحتلة.

وأضافت الأوساط، أنه وعلى الرغم من فقدان سفراء الدول الغربية الأمل في الحصول أو معرفة خطط المقاومة في المرحلة المقبلة إلا أنهم استمروا في إرسال رسائلهم وتفعيل الخط الساخن مع المسؤولين اللبنانيين من أجل الضغط على الحزب للقبول بأي مسعى أو اتفاق قد يتم التوصل إليه.

وأكدت الأوساط نقلاً عن السفارة الأمريكية في بيروت أن المسؤولين في واشنطن يتابعون عن كثب أي رسالة تصلهم من لبنان ومن قوات الطوارئ في الجنوب تتعلق بالوضع الميداني من أجل فك شيفرتها وتصنيفها في إطار ما يرسمه الحزب في الأيام المقبلة.

وأشارت إلى أن التهويل الأمريكي والتهديد بالدخول مباشرة لحماية الكيان في حال قررت المقاومة فتح الجبهة الجنوبية على مصراعيها لا يتطابق مع الاتصالات الأمريكية ليس في لبنان بل مع قادة دول الإقليم.

وأشارت الأوساط إلى أن المبادرة التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحر قد أغضبت السفارة الأمريكية لأن إدارة بايدن التي حرّضت حلفاءها في الداخل ولعبت دوراً رئيسياً في عدم ملء الفراغ الرئاسي حريصة على إبقاء التشتت والتشرذم الداخلي على حاله في هذه المرحلة لأنها تعتبر أن خطوة باسيل ستساهم في خروج المكونات السياسية من متاريسها، وقد تؤدي فيما لو كانت النوايا سليمة لإيجاد صيغ لملء الفراغ الرئاسي سريعاً، وهذا قد يؤمن للبلد استقراراً تحتاجه المقاومة خلال مواجهتها العدو الصهيوني، لأنه وبحسب هذه الأوساط أن مثل هذا الاستقرار قد يساهم إلى حد بعيد في أن يكون له تداعيات سلبية على واشنطن وحلفائها في الداخل وفي الغرب الخائفين من توسُّع الحرب وفتح كل الجبهات ضد العدو الصهيوني، وهم يبذلون جهوداً كبيرة لعدم الوصول إلى هذا الاستحقاق لأنه قد يؤدي إلى انهيار هذا الكيان وبالتالي فشل كل مشاريعهم ليس في الإقليم بل على مستوى الدول.

وأضافت الأوساط أن الدول الأوروبية وعلى الرغم من تغطيتها للعدوان الصهيوني إلا أنها خائفة وقلقة من دخول المقاومة في لبنان بالحرب على نطاق أوسع من الذي هو قائم الآن، لأن الغرب القريب من الشرق الأوسط سيكون الأكثر تأثراً بتداعيات الحرب الشاملة، وما ينتج عنها من مخاطر تهدد مصالحها في المنطقة وكذلك مما قد تحركه تلك المنازلة من هجرة واسعة وكثيفة ستأوي إليها.