أوساط سياسية للبلاد:

الخطاب الثاني لسماحة السيد نصر الله يضع العالم مجدداً أمام خيارين:

وقف العدوان أو الحرب المفتوحة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد الضيقة

ــــــــــــــــــــــ

ما زالت المواقف والرسائل التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الجمعة الماضية ترخي بتداعياتها على المستويين الدولي والإقليمي، الذي يُنتظر أيضاً في إطلالته الثانية إذا ما كانت ستتضمن إشارات تساهم في توضيح موقف المقاومة بشأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة..

وبالتأكيد أن قيادة الحزب رصدت جيداً ردود الفعل الدولية والإقليمية كما في الكيان الصهيوني على مواقفه في كلمته الجمعة الماضية.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن الكيان الصهيوني ومنطقة الشرق الأوسط وحتى العالم على مفترق طرق شائك وبالغ التعقيد، وما سيصدر عن سماحة السيد نصر الله في كلمته الثانية سيتضمن مواقف مفتوحة على جميع الحسابات، مضيفة أن خطاب يوم الجمعة فك شيفرة خريطة ما هو متوقع، حيث اعتبرت هذه الأوساط أن هناك ثلاثة سيناريوهات لما سيقوله سماحته في كلمته الثانية.

الأول: أن يكرر ما جاء في خطابه الأول بوصف التطورات التي حدثت بعد الجمعة الماضية وخصوصاً الحراك الأمريكي في المنطقة والفشل في التوصل حتى الآن إلى هدنة إنسانية على الرغم من ادعاءات واشنطن على أنها تمارس ضغوطاً على كيان العدو، وهذا يعني حسب هذه الأوساط بأن العدوان قد يستمر لفترة طويلة، وهذا سيترتب عليه مواقف جديدة من حزب الله.

الثاني: سيكون خطاب سماحته ذا سقف عالي وسيضع خطوطاً حمراء جديدة إن تجاوزتها إسرائيل سيقوم إلى توسيع المواجهة على الحدود مع فلسطين المحتلة، وأكدت الأوساط في هذا السياق أن هذا التهديد ليس فقط للكيان الصهيوني، بل إلى أمريكا وحلفائها في الغرب والإقليم.

الثالث: وهو سيناريو الحرب الشاملة والمفتوحة وهو مستبعد حسب هذه الأوساط في هذه المرحلة، إلا أنه أحد خيارات محور المقاومة المطروح على طاولة النقاش وهو سيصبح نافذاً في حال توفرت له الظروف الدولية والإقليمية وحدوث تغيير في المواقف الرسمية العربية الذي ما يزال معظمهم يراهن على الغرب لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولته المستقلة.

وأشارت الأوساط إلى أن خطاب سماحة السيد نصر الله نهار السبت سيكون تاريخياً بحجم المتابعة وموقع محور المقاومة من تشكيل المنطقة سياسياً وعسكرياً وسيكون له تداعياته وتفاعلاته في ساحات عربية وغربية وفي ساحة العلاقات الصهيونية - الأمريكية، الأمر الذي قد يساهم في وقف العدوان لأن المعركة التي تدور الآن تندرج في سياق تراكم الانتصارات وليست معركة الضربة القاضية.

وأكدت الأوساط، أن محور المقاومة لن يعلن في هذه المرحلة الحرب الشاملة على الرغم من أنها إحدى السيناريوهات القائمة.

وسيزيد في خطابه الثاني حيرة العدو والغرب وواشنطن، لأنه من المستبعد أن يعلن الحرب الشاملة بالطريقة التي تنتظرها واشنطن وحلفاؤها الغربيون وبعض الحكومات العربية، لذا من المتوقع أن يكون خطابه بمنتهى الذكاء والفطنة بعيداً عن الانفعال والعواطف وسيحدد خطوطاً حمراء جديدة إذا تجاوزها الكيان الصهيوني قد تصل إلى الحرب المفتوحة التي تخشاها إسرائيل وحلفاؤها.