التجمع يقيم لقاءً علمائياً تضامناً مع غزة

تضامناً مع صمود غزة المحاصرة وتبياناً للموقف الاستراتيجي لمحور المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر لأكثر من شهر، أقام تجمع العلماء المسلمين لقاءً علمائياً. 
تحدث خلال اللقاء رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين شارحاً الموقف السياسي والعملي من الأحداث ومبيناً استراتيجية المقاومة الإسلامية في التعامل مع تطور الأحداث.
في البداية تحدث رئيس مجلس الأمناء سماحة الشيخ غازي حنينة بالتالي:
في مركز تجمع العلماء المسلمين الذي كان يصفه شيخنا، الشيخ أحمد الزين رحمة الله عليه ببيت العلماء، هذا المركز، هذا بيت العلماء، العلماء الذين ينتسبون لتجمع العلماء المسلمين، هذا التجمع الذي بات شجرة وارفة تضرب جذورها في كل الأراضي اللبنانية والعربية والإسلامية والدولية، هذا التجمع الذي أصبح شجرة وارفة بفضل الله سبحانه وتعالى، هذا التجمع الذي يحمل فكر الإمام الخميني رضوان الله عليه ورحمة الله عليه، ويستظل بظل الولي الفقيه الإمام الخامنئي دام ظله، وننتهج نهج الإسلام المحمدي الأصيل الذي يحمل في قلب كل واحد منا وفي كل عضو من أعضاء هذا التجمع هم الأمة، ومصير الأمة، ومستقبل الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين، هذا التجمع الذي هو في صلب معركة طوفان الأقصى، في صلب هذه المعركة التي نستذكر فيها ونحن نعيش الحصار وشعب فلسطين يعيش الحصار، كحصار غزوة الأحزاب، عندما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، عندما وضع له عمامته وأعطاه سيفه وقال: "لقد قام الإيمان كله للكفر كله"، واليوم رجال الله رجال المقاومة الإسلامية على أرض غزة من حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية ورجال الله في جنوب لبنان، رجال حزب الله، ومعهم كل الفصائل المقاومة في جنوبنا الصامد، في هذا الجو أيها السادة العلماء، أيها الأحبة الأفاضل نعيش في هذا اللقاء الشهري المبارك، مع سماحة السيد هاشم صفي الدين رجل من رجال الله ورجل من رجالات حزب الله فليتفضل ببركة الصلاة على محمد وآل محمد. 
ثم كانت كلمة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين قائلاً:
المطلوب إسناد ودعم هذه الجبهة عسكرياً ولوجستياً بكل ما أمكننا من قوة حتى لو فتحت جبهات كثيرة، الأصل هي غزة الذي يُفشل كل المشروع هو غزة، حتى لو فتحت مئة جبهة حول غزة، وغزة لم تستنفذ يعني لن نصل إلى المطلوب، الأصل أن تستنقذ غزة وأهل غزة وتستنقذ المقاومة في غزة ، يعني أن يثبت أهل غزة ، من بقي من أهل غزة لأن هناك مجازر ترتكب في غزة، وأن تثبت المقاومة في غزة وأن تبقى حماس على أي حال، أنا بحسب فهمي كل هذه الأحلام الإسرائيلية ليس لها أي واقع ، ماذا يعني أن تقضي على حماس وتنهي حماس، فيما حماس موجودة في لبنان وموجودة في الأردن وموجودة بمصر وموجودة بالدول العربية، موجودة بالدول الخليجية وموجودة داخل فلسطين وموجودة بالضفة وموجود بالثمانية وأربعين وموجودة في كل مكان، كيف ستمحي حماس؟ لا يمكن محو حماس، هذا نتيجة غبائهم، وشعاراتهم الفارغة. 
المطلوب أولاً الإسناد والدعم العسكري واللوجستي هذا ضمن الإمكانات وإن شاء الله كان موجود وهم الآن يستخدمون هذه الأسلحة والذي بينته قبل قليل يعني جهد الحاج قاسم نحو القدس جهد كل المحور، جهد كل الإخوة في حماس والجهاد وفي كل الفصائل الفلسطينية الآن يقاومون بهذه الجهود ونسأل الله تعالى لهم الثبات والنصر.
ثانياً لأن المعركة استثنائية، ولأن حجم طوفان الأقصى هو إلى هذا الحد كبير، ولأن أهدافهم للأمريكيين وللغرب والإسرائيليين أهداف كبيرة وخبيثة، هم يتحدثون عن معركة طويلة هنا أتمنى للموضوع أن ينتبه له جيداً، عندما يتكلم العدو عن معركة طويلة صحيح، هناك شي غلط يتكلم عنه، لكن يوجد شي صح يتكلم عنه، إذا هو يحقق أهدافه، إخراج أهل غزة والقضاء على المقاومة إذا افترضنا هو يعتبر نفسه قادرا، أما نحن نعتبره غير قادر حينما يعتبر نفسه قادرا هو يعلم أن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى مدة طويلة، هذا عندما نتكلم بالمنطق العملياتي والعقلاني والعسكري، إذا الأهداف كبيرة بالنسبة إليهم والمعركة تحتاج إلى نفس طويل، وبالتالي التعاطي مع هذه المعركة يجب أن يكون بنفس ٍطويل، هذا النمط من المعارك لا يمكن أن نصل فيه إلى انتصار بسرعة لأن طبيعة المعركة هي هكذا، قد يتطلب الأمر في لحظة من اللحظات أن تُفتح هذه المعركة حينئذ تحدد أنت كمحور أنت كمقاومة أنت كشعب مقاوم تحدد الظرف وتحدد الخيار، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، إذا تمكنا كمحور مقاومة، وتمكنت المقاومة في فلسطين وتمكن أهل غزة أن ينهوا هذه المعركة دون أن نحقق أغراض نتنياهو هذا هو المطلوب، وهذا هو الانتصار الأصفى والأنقى أما في غير هذه الحال فنحن سنأخذ الأمور إلى وضع أخر، لكل وضع حساباته مثل ما أشار سماحة السيد، نحن لا نقول أنه إذا حصلت حرب إقليمية لها حساباتها ولها عدتها، الإسراع في طرح مشروع الترانسفير، ولعل هذا خير أنهم طرحوا مشروع الترانسفير في وقت غير مناسب وغير ملائم لإنهاء هذا المشروع، وإن شاء الله ينتهي. إذا الهدف الأساس الذي تحدث عنه الإسرائيلي والأمريكي لم يتحقق إلى الآن، وإن شاء الله لن يتحقق منه شيء. الهدف القضاء على حماس، حماس موجودة وتقصف صواريخ على تل أبيب. القضاء على المقاومة، المقاومة كلها موجودة في غرفة عمليات داخل غزة وغرفة عمليات مشتركة هنا في لبنان ويوجد مناصرين ومؤيدين وداعمين ومساندة، إخراج أهل غزة لم يحصل، استعادة الأسرى لم يحصل ماذا فعلوا؟ لم يحققوا شيئاً بعد شهر، الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك أهم قوة تسليحية في الجو وفي القتل وفي الدمار، وأهم منظومة أمنية وأهم منظومة تجسس وشبكات أمنية حينما يعجز دون تحقيق أي هدف بعد شهر من القتال الضاري والقصف المتمادي يعني أن هذا الجيش هو جيش ضعيف وغير قادر على حسم المعارك التي يخوضها، هذا هو الجيش الإسرائيلي.
أختم لأقول نحن أمام مرحلة جديدة، عنوان المرحلة الجديدة هو أين سيبقى الجيش الإسرائيلي؟ ما هو المتبقي من الجيش الإسرائيلي؟ ما هو المتبقي من قدرة الصهاينة والغرب على مستوى فلسطين والمنطقة؟ هذا العنوان إن شاء الله نلاحق كل التداعيات، نحن الآن مازلنا في صلب المعركة، يجب أن نعمل لنصمد وننجح وننتصر لتنتصر غزة وتبقى غزة، وإن شاء الله نحن على ثقة كاملة أن غزة ستبقى شامخة وقوية بأهلها بمجاهديها بمقاومتها، بوقفتها الوقفة التاريخية التي لا يمكن لأحد أن ينساها على الإطلاق بهذه الوقفة غزة وشعبها ومقاومتها هم الذين سيحددون مستقبل المنطقة، ليس نتنياهو من يحدد مستقبل الشرق الأوسط وليس هو الذي سيحدد مستقبل الشرق الأوسط فالحمد لله رب العالمين.