عبرة الكلمات
غسان عبد الله

عبرة الكلمات
ـــــــــــــــــــــــــ
غسان عبد الله
ـــــــــــــــــــــــ
افتقاد
أفتقد ابتسامتكِ المعجونةِ بالحبِّ والقرنفل.. بريقَ عينيكِ المتوهّجِ في تفاصيلِ الذاكرة وممراتِ التعب.. فلماذا رحلتِ؟.. ولماذا حين رحلتِ.. أخذتِ السماء كلّها؟.. السماءَ المزروعةَ أقماراً وشموساً.. وكان يكفيني أن تتركي لي.. مساحةً صغيرة منها.. تتسع لعبورِ قمرٍ شاحبٍ ونجمةٍ ذابلة.. كان يكفيني.. أن تتركي لي نصفَ غيمةٍ بيضاء معطرةٍ برائحة المطر!!.. بساطاً من الضوء!!.. أنتظر عليه فصل قدومِكِ!.. أفتقدكِ هذا الصباح.. أفتقدكِ كلّ صباح على الرغم من احتمال وجودِكِ في دمي بنسبةٍ لا متناهيةٍ من الشوقِ والحريق.
لماذا
للدموع مساحةُ الروحِ.. وللعيونِ أضمومةُ أحزان.. تتناثر في فضاء القلب ما الذي يحدث؟.. الآن.. وبعدَ الآن.. لماذا ينزفُ القلبُ من نوافذِهِ كلّها لماذا تتمزقُ الأحلامُ كمسوّدات متعبة لشاعر نشوانْ؟!.
انبهار
تَوَهَّمْتَ، في البدءِ، سفرَ الرحيلِ، وَالَفْتَ، روحَكَ بينَ اشتباكِ الموَّدةِ والسيف، غَرَّكَ وقْتُ الندى ثم ضاعَ، وحاولتَ صيدَ الوداعةِ من رَحِمِ الخوفِ، لُذْتَ تجمِّعُ أطرافَ روحٍ تناءتْ وقلتَ الوداعْ.. فأصبحت كالشجر المستقر، إذا عَانقَ البردُ وحشته واكتسى بثلوج الظهيرةِ، ما ذقت سرَّ البكاء الأليفِ، وللحُلْم عُمرْ يفيضُ، وما كنت في أوَّل العمرِ غير انبهار بأضواءِ هذا الزمانِ ولعبته الفارعةْ.
قيد الأحزان
عمري الذي يتكسَّرُ في صمتِ المرايا يتدفق نهراً من الحزنِ والفجيعةِ كلَّ صباحْ.. أجمعُ أضمومةَ ياسمينَ تمحو أحزاني.. وتكفي لتغطي أرقي عندما أنامُ!.. لأكسرَ قيدَ الأحزانِ.. وأعودَ لعالم الأفراحْ.