نشاطات

مركز صحف والتجمع ينظمان أمسية قرآنية

في أجواء المبعث النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج، نظم مركز صحف وتجمع العلماء المسلمين أمسية قرآنية بعنوان “رحلة النور وشروق المبعث”.

الأمسية التي أقيمت بحضور علمائي وأكاديمي وإعلامي، افتتحت بتلاوة قرآنية وموشحات لهيئة “آيات” القرآنية، تلتها كلمة ترحيبية لمدير مركز صحف سماحة الشيخ علي خازم، وجاء فيها:

باسم تجمع العلماء المسلمين وباسم مركز صحف لحفظ التراث القرآني والكتابي يسعدني أن أرحب بكم جميعا في هذه الأمسية المباركة بفيوضات الاستماع والانصات لتلاوة كتاب الله العزيز، والمبعث النبوي الشريف والإسراء والمعراج، وببركة انتصار العبد الصالح الإمام السيد روح الله الخميني وشعب إيران على الطاغية واسقاط عرش الطاووس واعلان شعار اليوم إيران وغدا فلسطين، وببركة الانتصار الفلسطيني والانتصار لفلسطين بمعناه القرآني في قوله تعالى: ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ﴾، وبمعناه الواقعي الذي نشهده منذ فتح طوفان الأقصى من غزّة إلى محيط بلاد الشام والعراق واليمن.

أيها الأخوة والأخوات

لاحظتم في هذه الفترة التفات غير المسلمين في العالم الى أهم ظاهرة بدت من أهل غزة وهي حال التجلد بالصبر والحمد لله والاسترجاع ما استدعى إقبالا على محاولة فهمها بقراءة مصادرها في الإسلام والتعرف على القرآن الكريم.

 إنّ القرآن الكريم هو عنوان الرسالة الإسلامية ودليل الأمة في شهادتها على الناس، وفي استكمال تبليغ الرسالة الذي يشتد التكليف به هذه الأيام لتخليص البشرية من الفساد والطغيان متابعة لغرض البعثة الشريفة.

وكما قال الإمام الخميني قدس سره: “غاية البعثة تزكية الناس حتى يتعلموا ـ بواسطة التزكية ـ الحكمة والقرآن والكتاب. ولو تزكّوا لما حصل الطغيان. إن من يزكّي نفسه لا يشعر بالاستغناء أبداً ﴿إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى﴾”.

وقد اقترن المبعث النبوي بالقرآن الكريم وبالإقراء فصار المصحف الشريف شعارا وعنوانا من عناوين الأمة الإسلامية واستحق أن تكون له مؤسساته بعناوينها المتعددة ومنها ما رأينا أهميته في لبنان وهو إنشاء متحف صحف القرآني الذي يسد ثغرة لم يتصد أحد لها ليكون إلى جانب المؤسسات القرآنية العديدة مساهما في بناء وحفظ الشخصية الإسلامية.

اليوم سيشاهد من زار معارضنا والمتحف زيادة وتنوعا في المقتنيات نحرص على استمرارها ومن باب المثال: بلغ عدد المخطوطات الأصلية 55 مخطوطة بزيادة أكثر من ضعف العدد الذي بدأنا به يعود أقدمها إلى ٩٠٠ سنة، وكذلك في التنوع فقد أضفنا مخطوطات في ترجمات القرآن ومخطوطة نادرة من جهة نوع الخط فحصلنا على نسخة تامة بالخط البيهاري وهو الخط المصحفي الذي استعمل في الهند بين القرنين الثامن والعاشر الهجريين.

أيها الأخوة والأخوات، أردنا في اجتماعنا هذا اعلان رغبتنا في الاستفادة من طاقاتكم في تعريف هذا المتحف ومن ورائه المركز لتحسين فرص الاستفادة منه تعليميا وروحيا وترويجا للثقافة القرآنية والمصحفية بشكل خاص فنأمل التواصل وحسن التجاوب.

شكرا لكم على تلبيتكم دعوتنا هذه ولا يفوتني الشكر لكل من ساهم في استكمال تهيئة المركز والمتحف مادياً ومعنوياً خصوصاً الأخوة في تجمع العلماء المسلمين الذين قدموا المكان بكل احتياجاته، وإنّ لوجود المركز والمتحف في مبنى تجمع العلماء المسلمين أكثر من دلالة، فهذا التجمع تأسس على التزام قضية الوحدة الإسلامية وهو يؤكد باحتضانهما على مرجعية القرآن الكريم ودوره في نهضة المجتمعات وعلى دوره في وحدة الأمة.

أخيرا ألفت نظركم إلى أننا وعلى عادة المتاحف قد خصصنا لفلسطين في هذه الأمسية جناحاً يضم المحفوظات الفلسطينية في متحف صحف القرآني وهي:

– مصحف مخطوط في بلدة سحماتا.

– مصحف مطبوع معنون ب مصحف الحرمين والمسجد الأقصى.

– مصحف وبحاشيته تفسير الجلالين مطبوع في القدس.

– مسكات ريش كتابة مصنوعة في القدس.

– صندوق مصحف مصدّف مصنوع في القدس.”

وبعد كلمة الشيخ علي خازم، جال الحاضرون على أقسام المتحف في جولة حرة اطلعوا خلالها على مقتنيات المتحف المتنوعة، مشيدين بجهود القيمين على المركز في حفظ ونقل المصاحف والمخطوطات والأدوات التي تملك قيمة ثقافية وإسلامية وقرآنية هامة، داعين إلى الحضور للمتحف والاستفادة منه علميا وروحيًا.