فضاءات فكرية

في مواجهةُ هيمنة قوى العولمة والتغريب الثقافي ودور الإعلام الجديد في الحضور والمسؤولية

بقلم: نبيل علي صالح / كاتب وباحث سوري

وما يُقصدُ بالعولمة – كما بات معروفاً – هو التقارب بين المجتمعات والبلدان، سواء على المستوى الاقتصادي (عن طريق ربط المؤسسات والأسواق والجامعات والبث التلفزيوني بواسطة الأقمار الصناعية والأنترنت) أو على المستوى السياسي (ويتعلق الأمر بدفع دول العالم نحو اقتصاد السوق وهو ما يدعو إليه الفكر الليبرالي).. أي: تعميم فكر الغرب وثقافته ومنتوجاته على العالم كله دونما أي اعتبار وتقدير لثقافات الدول وسياقاتها الحضارية.. وهذا يعني أن العولمة لم تأت أو لم تكن محصلة أو نتيجة لتفاعلات حضارات غربية وشرقية، انصهرت في بوتقة واحدة؛ بل هي جاءت نتيجة سيطرة قطب واحد على العالم، يستهدف نشر فكره وثقافته مستخدماً قوته العلمية وغير العلمية لخدمة مصالحه الاقتصادية وغير الاقتصادية، مع آلة إعلامية جبارة تخصص لها ميزانيات مالية ضخمة لضخ المعلومات والأفكار.  

وتزداد خطورة هذه العملية المتواصلة (التي يمارسها الغرب الحديث في سعيه للاستمرار في فرض مركزيته على العالم أجمع وبصورة خاصة على عالمنا العربي والإسلامي، وطغيانها كثقافة عالمية واحدة على كل الثقافات القومية والمحلية المتعددة، ومحاولة ابتلاعها والحلول محلها) من خلال ما وفرته وقدمته التقنيات العلمية الحديثة (الناجمة بدورها عن تفجر ثورة المعلومات والاتصالات بمختلف اختراعاتها وتجهيزاتها السيبرانية) من وسائط وأدوات الضغط الجديدة المتمثلة في مواقع الإعلام الجديد، من المنصات الرقمية التفاعلية، والمدونات الشخصية أو الصفحات والحسابات الرقمية (ومنها الصحافة الإلكترونية)، والمواقع والحسابات “الفيسبوكية” التي يتم إنشاؤها بسهولة وبمجهود شخصي فردي بسيط، بكل ما تحتويه من صور ومشاهد وأفلام وفيديوهات وبث الرؤى الخاصة والانطباعات الذاتية عن أي شيء وفي كل وقت.. مع إمكانية تشاركها مع آخرين وبأعداد مفتوحة جداً.. حيث تجري على مدار الساعة والدقيقة عمليات ضخ متواصل على صعيد عمل آلة الغرب العولمية الإعلامية في محاولات نخبه طمس معالم الهويات الثقافية والدينية، وإضعاف روح المقاومة وقوى الرفض والتمرد فيها، وإدماج المجتمعات في إطار البناء الثقافي الغربي.. ولهذا يمكن القول هنا بأن تعميم وانتشار ثقافة ولغة الدول الكبرى في البلاد العربية والعالم الثالث عموماً، هو أمر أخطر بكثير ربما من تعميم وانتشار البضائع والسلع التجارية؛ كون الثقافة اندمجت في العملية الاقتصادية والتجارية أسوة بغيرها من السلع والمنتجات القابلة للتداول في سوق المنافسة على أساس أن منظومة الحضارة الغربية تصنف الثقافة كسلعة ضمن باقي السلع، وهي بذلك تستهدف الثقافة الرمز.

ومع هذا البروز والحضور الواسع لتشكيلات ومظاهر الإعلام الجديد، زادتْ حدة الهيمنة والفرض والاستلاب، حيث شكلت تقنية المعلومات والاتصالات بيئة ثقافية عالمية من خلال إدخال البشرية إلى ثقافة الصورة السمعية/ والبصرية التي سمحت بالتدفق السريع والحر للمعلومات والإعلام متخطية حاجز الزمان والمكان؛ لتستقطب الملايين عبر قارات العالم لنشر الثقافة الاستهلاكية وتنميط السلوك؛ بقصد الانخراط في ثقافة عالمية جديدة.. ويتم اختراق وتشويه البنى التقليدية لدى أبناء المجتمعات العربية من خلال نشر ثقافة إعلامية وإعلانية، اتصالية تسطح الفكر وتزيف الوعي، وتصنع الذوق الاستهـلاكي والرأي السياسي، وتشويش نظام القيم وتنميط السلوك ناشرة بذلك جملة من الأوهام هي: وهم الفردية، ووهم الخيـار الشخصي، ووهم الحياد، ووهم الطبيعة البشرية، ووهم غياب الصراع الاجتماعي.

والغرض دوماً في نظر الغرب هو تأبيد مصالحه الاقتصادية والسياسية وغيرها، حيث ارتبط توظيف الإعلام الجديد هناك بالحاجة الماسة إليه على تلك المستويات، كما ازدادت الحاجة إليه مع الحروب والصراعات وخلق بؤر التوتر والتناقضات الاجتماعية والعرقية والأقوامية وغيرها، ليكون التوظيف والاستخدام للمعلومات متاحاً في الحروب للتأثير على الخصم فيما يعرف بالحرب النفسية لإسقاطه وإخضاعه.. إذ أن انتقاء المعلومة المناسبة والتحكم في تدفق معلومات أخرى من شأنه أن يقلب الحسابات ويغير الموازين ويحقق – بالتالي والنتيجة – المصالح والأغراض الخاصة في مزيد من الهيمنة والاستحكام وفرض الرؤى والقرارات والتلاعب بالمصائر.. ومع تطور تقنيات الإعلام وارتباطه بالتطور التكنولوجي الذي يمتلكه الغرب نفسه أصبح الإعلام سلطة قاهرة مؤثرة وحاضرة بقوة، وأصبحت الفجوة بين دول العالم الثالث والغرب فجوة عميقة، إذ أصبح الغرب اليوم يتحكم في تصدير التقنية الإعلامية وتوزيع المعلومة بل ترتبط المؤسسة الإعلامية في كثير من الدول الغربية بوزارات الخارجية وبالمؤسسة العسكرية والمخابرات العسكرية وبمصالحها القومية والاستراتيجية داخلياً وخارجياً.

نعم إنَّ الهيمنة أمر واقع في عالم العولمة الإعلامية والثقافية، والخطورة الأكبر في موضوع الإعلام الرقمي والتفاعلي الجديد المعولم، تكمن –كما قلنا- في تغيير ثقافة الناس والسيطرة على رمزياتهم وغزوهم في عقولهم وعاداتهم وسياقاتهم الحضارية عبر التركيز على النشء الجديد وأجيال الشباب في ترسيخ ثقافة الاستهلاك بالصورة السمعية والبصرية التي يمكن أن تسطح وعيهم وتهيمن على سلوكهم وتدفعهم للتشكيك بثقافتهم وهويتهم الدينية بالذات.

ونحن بطبيعة الحال لا ننكر ثمار العولمة النافعة والطيبة أو الإيجابية، حيث أنها قد أسهمت – باعتبارها فضاءً مفتوحاً للتّسويق والعرض العالمي – في توفير إمكانيات واسعة لحضور فكرنا وثقافتنا.. أي أنه يمكن استثمار العولمة ومواقع الإعلام الجديد إيجاباً لصالح قضايا الشعوب والثقافات الإنسانية الأخرى المغايرة للثقافة الغربية، ومنها ثقافتنا العربية الإسلامية.. خاصّة مع بروز مجموعة من الظواهر الجديدة (جاءت كنتيجة لوسائط وبرمجيات ومختلف تطبيقات الإعلام الجديد)، وفّرت الأجواء الملائمة لولادة جيل جديد من الإعلاميين غير المختصين، ولكن المتقنين لعملهم وآليات عملهم، والقادرين على النشر الواسع اللامحدود، والتحوّل الكبير بين مختلف البرامج والوسائط، حتى بات بعضهم مؤثراً في مشاركاته وتفاعلاته الجماهيرية بشكل أكبر بكثير من تفاعل وسائل الإعلام التقليدية المعروفة، مع اعتمادهم على تعدد المنصات الإعلامية الحوارية الجديدة، التي أسهمت بالتسهيل على الأفراد ومؤسسات الإعلام والمجتمع، من توصيل رسائلهم، والتفاعل المثمر مع التدفق الحر والهائل للمعلومات، والتعبير عنها بكل الأوقات والأزمان (مرونة مكانية وزمنية)، والتي تمكّنتْ بمجملها من كسر قواعد وأنماط التحكم التقليدية في هيمنة المؤسسات الإعلامية والصحفية على كل ما يُنشر ويضخ إلى الجمهور، مع إمكانية استخدام مختلف المواقع الإعلامية لنشر اللغة العربية وثقافتها عبر العالم، وتأصيل الثقافة العربية والإسلامية في قلوب أبنائها، وترويج التجارة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، وإظهار إيجابياتها ومحاسنها، وإبراز القضايا السياسية العربية والإسلامية والتأكيد عليها خصوصاً وأنها كانت بعيدة عن دائرة اهتمامات الدول والحكومات الكبرى. كالقضية الفلسطينية وارتكابات الصهيونية والتمييز العنصري وغيرها..

وعلى صعيد المواجهة، علينا بداية أن نواجه مواقع الهيمنة العولمية التغريبية تلك من خلال تقوية الإرادة والإصرار على وجود ثقافة وهوية عربية إسلامية متماسكة وقوية، ومرنة ومتحررة من قيود الاستبداد التاريخي والمعاصر (الذي فرضته عليها قيود التاريخ وتسلط الحكام المعاصرين، للانطلاق إلى رحاب الحرية والحياة)، ومعبِّرة عن حقيقة المشاعر النفسية والأنسجة العقائدية التي يختزنها المسلمون في داخل وعيهم بعد تنقيتها من شوائب التاريخ، وإعادة تقديمها إلى العصر بما يتلاءم مع واقع الإسلام في أصله وحقيقته الجوهرية كدين عالمي ورسالة إنسانية، من أجل أن يكون تفاعلنا مع الآخر – في مجال العولمة الثقافية وغير الثقافية – مثمراً ومنتجاً وبعيداً عن الاستلاب والتبعية، وقادراً على تقويم مظاهر هذه العولمة، ودراستها، وغربلتها، بحيث تتحول إلى حركة حضارية إيجابية عاقلة، تسير على طريقة تأمين النمو أو الصحيح لثقافات الآخرين، وتسهم في بناء ثقافة عالمية إنسانية توظّف في خدمة الناس.

وفي تصوري أنه من الصعب جداً أنْ نؤسس بنجاح لشروط تلك المواجهة من دون فهم عميق لقوانين الحياة الراهنة، وأدواتها، وسبل ممارسة الأداء الناجح في مختلف مجالاتها وميادينها.. ونجاحنا نحن كمسلمين، لا يكمن في الهروب من العولمة ورفض مواجهة ما تشكله من خطورة كبرى على ثقافتنا.. ولا يكمن في التقوقع والانغلاق على أفكارنا ورسالتنا، والابتعاد عن معطيات العصر وتجنّب مواجهة تحدياته وهمومه وتعقيداته، لأنه بكل بساطة وقوة يقتحم أجواءنا بدون استئذان، من كل حدب وصوب. ولن نكون فاعلين فيه ما لم نشارك في بناء حضارته، ونتحّمل مسؤولياتنا فيه (خصوصاً الثقافية منها) بإيجابية تامة، ونتعامل مع معطياته بنجاح.. وسبيلنا إلى ذلك العلم والإيمان والعمل بهما، وتدبُّر قوله تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ (الرحمن/33).. فالسلطان هنا منطق وحجة وبرهان وعلم، وعمل به وتطبيق لمعطياته، ونفوذ حسب قوانينه التي تبقى اكتشافاً لقدرة الخلق وقوانين الكون الذي يدبره بقدرته وحكمته.

إذاً المطلوب هو أن نستخرج أفضل وأهم ما تختزنه ذاتنا الثقافية الإسلامية، أي أن نؤسس لثقافة إسلامية أصيلة جديدة تخوض غمار مواجهة الواقع السياسي والاجتماعي..

والعيش في هذا العالم يقتضي الانفتاح عليه وليس الانغلاق على الذات والهوية.. الانفتاح من موقع الوعي والندية، والعمل على خَلْق إمكانات جديدة للنفاذ إليه علماً ومعرفة وتأثيرات إيجابية فاعلة.. وليسَ صحيحاً أنَّه لا يمكننا العيش فيه (في هذا العصر) إلا بخسائر وتكاليف باهظة.. وليس صحيحاً أيضاً أنه لا يمكننا العيش في هذا العالم، وتنظيم شؤوننا وعلاقاتنا مع مختلف قواه ومجتمعاته وتياراته، من دون صراعات واقتتالات وحروب دائمة وتناقضات متواصلة.. كما أنه ليسَ صحيحاً أيضاً أنّ تراثنا وعقيدتنا الدينية، مانعة ومعيقة للانفتاح والتغيير، فهذا المعتقد الديني الإسلامي الذي كان عالمياً (إنسانياً) في زمن مضى، قادر اليوم على مواصلة طريق الفتح العلمي والابتكاري، واستثمار عقول أبناء مجتمعاته.

إننا نعتقد أنّ استثمارنا لإمكانات العولمة (في محاسنها ومنافعها التي قدمتها لنا تقنيات العلم والتكنولوجيا الحديثة)، وذلك بغرض حماية ثقافتنا والحفاظ على الهوية والدفاع عن الخصوصية الثقافية الحضارية في مواجهة قوى التغريب والإعلام الجديد المعولم، مشروط بمدى عمق عملية الانخراط الواعي في عصر العلم والتكنولوجيا، والوسيلة في كل ذلك هي اعتماد الإمكانيات التي توفرها العولمة نفسها، أعني الجوانب الإيجابية منها.. ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يلي:

أولاً- على صعيد السّياسة والثقافة:

1- إصلاحُ السياسة بإعادتها إلى المجتمع وقواه الحية، لأنّ المجتمع يتقوى بالحقوق الإنسانية الأساسية التي وهبها الله تعالى للإنسان.. وأوضاعنا العربية والإسلامية الراهنة لا تؤهلها فعلياً لمواجهة تحديات التغريب والعولمة، طالما بقيت الحقوق غير مجسّدة والتخلف السياسي مهيمناً.. ولا بد من المباشرة بالإصلاحات السياسية الحقيقية القائمة على التعددية والحريات وتحقيق العدالة، وبناء دول المؤسسات.

2- ضمانُ الحرية الثقافية وتدعيمها؛ حيث إنّ حرية الثقافة، وإنْ كانت تنبع من العدالة في توزيع الإمكانات والإبداعات الإنسانية على الأفراد، فإنها في الوقت نفسه عامل أساس في إغناء الحياة الثقافية وزيادة عطائها؛ ولكن لا يجوز فهم الحرية على أنها فتح للباب أمام كل تعبير، وقبول كل فكر؛ ولكن الحريّة المقصودة هي الحريّة المُنضبطة بضوابط.

ثانياً- على صعيد العلم والمعرفة والإعلام:

صياغة استراتيجية عربية للتعامل مع العلم والتكنولوجيا الحديثة، وإعادة النظر في المناهج الدراسية والجامعية على نحو يهدف إلى تأصيل الملامح الحضارية في الشخصية العربية لمواجهة تحولات عالم اليوم.

1- التنسيقُ والتعاون بصورة متكاملة بين وزارات التربية والتعليم العالي والثقافة والإعلام، والأوقاف والشؤون الإسلامية، والعدل؛ وذلك للمحافظة على الهوية الإسلامية من أية مؤثرات سلبية.

2- ضرورةُ خلق إعلام عربي وإسلامي واعٍ وناضج ومسؤول يبني الإنسان العربي المسلم المتصدي لمسؤولياته، والواعي والقادر على أن يكون فاعلاً في حوار الثقافات، ومصوناً ضد أخطار العولمة، ومحافظاً على هوية الأمة وقيمها.

3- التعرّفُ على العولمة الثقافية، والكشف عن مواطن القوة والضعف فيها، ودراسة سلبياتها وإيجابياتها برؤية منفتحة، غايتها البحث والدراسة العلمية، وفى الوقت نفسه نعرِّف تلك الثقافات العالمية بما لنا من تراث وتقاليد وقيم اجتماعية عريقة

4- تمجيد التراث العربي الصالح والبناء عليه وتوعية الشباب بأهمية وعظمة هذا التراث للحفاظ على قيمه وثوابته التاريخية حتى لا تقتلعنا رياح الغزو الثقافي من جذورنا، وتكون التوعية عن طريق استخدام الفضائيات العربية وعقد الندوات والمحاضرات، ووسائل أخرى تدخل ضمن هذا الشأن، لاستنهاض همم الشباب، والوقوف في وجه التغريب والعولمة المتوحشة والإمبريالية الثقافية الإقصائية الجديدة والمتجددة.

ثالثاً- في مجال العقيدة والأخلاق:

 يمكن تعزيز الهوية العربية بأقوى عناصرها، وهي العودة إلى مبادئ الإسلام، وتربية الأمة عليها، من خلال، العقيدة القائمة على توحيد الله تعالى.. وهي عقيدة وهوية تجعل المسلم يعيش في حالة عزة معنوية عالية.. وأيضاً من خلال شريعة الدين السمحة وأخلاقه وقيمه الروحية؛ فالهزيمة الحقيقية هي الهزيمة النفسية من الداخل؛ حيث يتشرب المنهزم كل ما يأتيه من المنتصر.. وأما إذا عُزِّزت الهوية ولم تستسلم من الداخل؛ فإنها تستعصي ولا تقبل الذوبان، وإبراز إيجابيات الإسلام وعالميته، وعدالته، وحضارته، وثقافته، وتاريخه للمسلمين قبل غيرهم، ليستلهموا أمجادهم ويعتزوا بهويتهم، فقد استيقظت أوروبا في القرن الحادي عشر الميلادي على رؤية النهضة العلمية الإسلامية الباهرة، وسرعان ما أخذ كثيرون من شبابها يطلبون معرفتها فرحلوا إلى مدن الأندلس؛ يريدون التثقف بعلومها، وتعلموا العربية، وتتلمذوا على علمائها، وانكبوا على ترجمة نفائسها العلمية والفلسفية إلى اللاتينية، وقد أضاءت هذه الترجمات لهم مسالكهم إلى نهضتهم العلمية الحديثة.