عبرة الكلمات 440
بقلم غسان عبد الله
إلى سيد الخصب
سَلِمتْ عيناهُ – حين أضجُّ إليهِ – من نغماتي وأرجُّ سكينةَ سنبلِهِ وأمدُّ بنظرتِهِ كلَّ حقولِ الخِصبْ.. وأتابِعُ على إيقاعِ صبرِهِ لحنَ حياتي.. وأرفعُ كأسَ الأفقِ لزنبقةٍ في رأسهِ.. أو على بياضِ جبينه.. أو عندَ عتباتِ قلبهِ.. أملؤها من شهده.. وأُبارِكُ كلَّ الأسى الآتي.. وأباغِتُ غفوتَهِ بالضوءِ وبالنعناعِ وبالنارنج.. وأُعيدُ لقلبي المتعبِ من سنا إشراقِهِ ماءَ وضوءٍ وابدأُ صلاتي.
إلى أخي الذي رحل باكراً
خذني إلى أرضٍ تفجِّرُ دهشتي الأولى وتجمعُ في يديها قوسَ ألواني لأذكرَ من ذكراكَ حلوَها ومرارَها وأوسِّدَ الجسَدَ المدمَّى بالحنينِ إلى يديكْ.. بعضُ الندى، أحتاجُ في عزِّ الرَّدى، لأُحطِّمَ الأصنامَ في درْبي وأعدو في الطّريقِ لمقلتيكْ.. وأرتِّبَ الأرضَ التي إن ما تدورُ الآن دورَتَها ستأخذني إليكْ.. ما زلتُ أنتظرُ منذُ السفرِ المهيب معكَ.. ما زلتُ أنتظرُ تلويحةَ يديكْ.
إلى أيمن
طفلُ القلبِ أيمنُ.. إخالُهُ اليومَ يحلمُ.. أن طواحينَ أنسٍ تدورُ بقربِ وسادته.. وكثيراً من الوردِ يعصر عطراً على الروحِ، يا نارُ كوني سلاماً ويا ريحُ هزي لهُ النخلَ كيما يقرَّ أيمنُ عيناً وتهنأ أحلامُهُ السلسبيلُ.
إلى السيد القائد
صوتُهُ أحبُّ إليَّ فقد أشعلَ العشقَ، إن الصلاةَ بقربِهِ أنسٌ.. وها هو يرفلُ قربَكَ يسجدُ على التربةِ.. يعفِّرُ خديهِ معكَ ويرفلُ بالدعاءْ.. ولَكمْ تحلو بقربِ تلاويحِهِ الصلاة.. أول العابرين إلى ضفة الحزنِ معشوشباً بألوانِ الحياةْ.. أجملُ العاشقين.. سلاماً على لونِهِ كلما أغمضَ جفْنَهُ بُشِّرَ بملاكٍ يرافقُ ضحكتَهُ.. من مكارِم وجنتهِ.