حبر على ورق

حبر على ورق 480

بقلم غسان عبد الله

أحدهم

كلما أصيب بالجوع التهم إحدى قطع الأثاث، وكلما أصيب بالمرض، سرق عدة أيام من أحد معارفه.. وفي أحد الأيام أصيب بالإفلاس تماماً، فشوهد يجلس في مقبرة ويأكل جثة ميت.

قمر‏

ذلك القمرُ النازلُ إلى صفاءِ النّهْرِ واشتياقهِ… القمرُ الذي اتّخذ مع الماءِ وذابْ… القمرُ الذي رسمَ الدّهْشةَ أزهاراً وفراشاتٍ مضيئةً… كيف أصبحَ وحيداً يفتّشُ عن أشعّته الذهبيّة وسط هذا الخرابْ؟!.

الكتاب‏

كتابٌ مفتوحٌ مثلَ ضفّتي نهرٍ… مثلَ شُرفتينِ تبتكران لحظةً عاشقة.. في الصباحِ طارتْ منهُ فراشةٌ.. وفي الظهيرةِ وقف على حافتهِ طائرُ السنونو مغرِّداً… وفي المساء صفّق بجناحيه وحيداً ونام!!.

ثلاثةُ أقمار

يوم عرفتُ الطريقَ ورحتُ أركُضُ فوق حدودِ الجرحِ الشاسعِ.. لم يكن أحد معي غيرُ ثلاثةِ أقمارٍ.. قمر كانت أصابِعُهُ شموعاً.. وقمر كانت أنفاسُهُ ربيعاً.. وقمر لازمني وواصل الركض معي في شراييني.

صمت

لم يحدث أنني رأيته بعيداً عن غناء العصافير طوال حياته، ولم يحدث أن فارقته الأغاني حينما أصيب زقاق الطفولة بالوباء. كثيراً ما كان يرقص للسماء، وكثيراً ما تمنى أن تنجب زوجته العاقر طفلاً له. وحينما أنجبت زوجته طفلاً يشبهه حد الدهشة، صار يجلس طويلاً أمام نافذته المطلة على ماضيه بصمت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *