الخوف من الذهاب إلى أسوأ من اتفاق 17 من أيار
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على لبنان لتقديم تنازلات إضافية للعدو الصهيوني، في حين أنها تدافع عنه وتبرر اعتداءاته اليومية على الأراضي اللبنانية، والخرق المستمر للسيادة براً وبحراً وجواً، وللأسف فإن لبنان ينصاع لهذه الضغوط ويقدم التنازلات تلو التنازلات دون أي تقدم لجهة تحصيل الحقوق اللبنانية سواء بتحرير أراضيه أو استعادة الأسرى أو وقف الاعتداءات المستمرة.
في البداية وافقت الحكومة اللبنانية على مقدمة الورقة الأمريكية، ولم يبادر العدو الصهيوني لإعلان موافقته عليها أو التزامه بها، ثم كلفت الحكومة الجيش اللبناني بإعداد خطة لنزع سلاح المقاومة ضمن مشروع حصرية السلاح بيد الدولة، وكانت النتيجة استمرار القصف والعدوان الصهيوني، بل صار هذا العدو يحدد للجيش الأماكن التي يجب عليه تفتيشها، وصولاً للإعلان الأمريكي عبر “المندوبة الصهيونية مورغان أورتاغوس” طلب تفتيش بيوت اللبنانيين، ثم جاء الطلب الأمريكي بأن يكون هناك مفاوض مدني ضمن الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم، وانصاعت الحكومة اللبنانية للطلب، وعينت السفير سيمون كرم مندوباً لها في هذه اللجنة، وهدف الولايات المتحدة الامريكية الواضح من وراء هذا الطلب الذهاب إلى مفاوضات مباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني مقدمة للتطبيع. وقد ابتدأت مظاهر هذا الأمر في إعلان الكيان الصهيوني عن أنه يريد بحث قضايا اقتصادية وحكومية، من خلال ما أعلنه عن أن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو قد أوعز لنائب رئيس مجلس الأمن القومي بأن يرسل ممثلاً عنه للاجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان كمحاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية والتعاون بين إسرائيل ولبنان. لذلك فإننا نستشرف خطراً كبيراً من أن خطة الولايات المتحدة الأمريكية هي الذهاب إلى أسوأ من اتفاق السابع عشر من أيار السيء الذكر، والذي تسبب في انتفاضة أدت لإسقاطه.
وإعلان فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن تعيين سيمون كرم لا يعني تعديل صلاحيات ومهمة الوفد اللبناني، ولا الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، ولا فتح مسار السلام والتطبيع مع العدو الصهيوني، ولا يعني التنازل عن الحقوق والسيادة، هو إعلان مهم ولكن السؤال هل سيكون قادراً على الالتزام به؟ وهل سيصمد أمام ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية المدعومة من بعض الداخل؟ إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أن فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بصفته حامياً للدستور، ومطلوب منه الحرص على مصلحة لبنان وعدم إدخال البلد في فتنة بسبب هذا الأمر، ستكون أسوأ من الحرب مع العدو الصهيوني.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد مناقشة الأوضاع المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:

أولاً: يعلن تجمع العلماء المسلمين أنه ينظر بعين الريبة من توسيع مشاركة لبنان في لجنة الميكانيزم، خصوصاً أنها جاءت دون مقابل صهيوني يؤكد على أنه لا يريد الاستمرار في العدوان، إضافة إلى أن سعي الولايات المتحدة الأمريكية من وراء الضغط لهذا التعديل هو إلغاء مهمة لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار وتحويلها إلى لجنة تفاوض مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني وصولاً إلى التطبيع.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدوان الصهيوني على لبنان، والذي كان أخره قصفه لمبانٍ سكنية في بلدات جباع ومحرونة وبرعشيت والمجادل، وقيامه قبل ذلك بإلقاء محلقة صهيونية قنبلة صوتية في بلدة العديسة جنوب لبنان، ويعتبر تجمع العلماء المسلمين أن هذه الاعتداءات يجب الرد عليها بمواقف واضحة من قبل الدولة اللبنانية ولو بتعليق المشاركة في لجنة الميكانيزم حتى تقوم بدورها المطلوب منها.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار حملة الإبادة الجماعية للعدو الصهيوني على غزة، والتي كان أخرها قتل عدد من المواطنين في مجزرة بشعة في مواصي خان يونس، كانوا في مخيم إيواء قيل لهم أنه آمن ليتبين أنه كان مصيدة لهم لاغتيالهم بمجزرة يندى لها جبين الإنسانية.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام قوات الاحتلال الصهيوني بالتوغل في قريتي الصمدانية الشرقية والعجرف بريف القنيطرة، ونصب حواجز والتدقيق في هويات المدنيين دونما رد من سلطة الأمر الواقع في سوريا التي تتعامل مع الانتهاكات الصهيونية وكأنها أمر واقع تريد التعايش معه.
