إعرف عدوك

هكذا حول حزب الله الطائرات بدون طيار إلى تهديد مركزي يشكل تحدياً للجيش الإسرائيلي

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

نشر حزب الله، أمس (الأحد)، توثيقاً لبالون المراقبة “طال شمايم” التابع لسلاح الجو بالقرب من مفرق غولاني، بعد أن أصيب يوم الأربعاء بطائرة بدون طيار أطلقتها المنظمة. وتعد المنظومة التي تم تركيبها في عام 2021 من أكبر المنظومات من نوعها في العالم، وتهدف إلى استخدامها للكشف والتحذير من التهديدات المتطورة.

وفقاً لتحقيق أجراه مركز “علما”، الذي يحقق في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الشمال، وقعت خلال شهر آذار 2024، 24 حادثة اقتحام بطائرات بدون طيار، وفي نيسان ارتفع العدد إلى 42 حادثة، وفي شهر أيار حوالي 20 حادثة. وتشمل هذه البيانات أيضاً حوادث تسلل الطائرات بدون طيار التي تهدف إلى جمع المعلومات الاستخبارية.

وأشار بوعز شابيرا، الباحث في معهد علما، إلى أنه “على الرغم من أن حزب الله لم يكشف عن هذه القدرة إلا في الأيام القليلة الماضية، إلا أن القدرة في حد ذاتها ليست جديدة. وكجزء من بناء قوة جيش الطائرات بدون طيار، ساعدت إيران حزب الله في بناء قدرات طائراته بدون طيار والبنية التحتية التشغيلية لها. لقد تم تدريب مشغلي الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله منذ سنوات، ويتجلى هذا الأمر في كمية الأدوات التي في أيدي المنظمة، وفي نشر البنية التحتية لمهابط الطائرات في لبنان، وفي مستوى مهارة الطيارين”.

ويؤكدون معهد علما أن “تزايد استخدام حزب الله للطائرات بدون طيار وكثافة هجماته يدل على صعوبة التعامل مع هذا النوع من الأسلحة” ويشير إلى عدة جوانب في هذا الشأن:

1- القدرة على اكتشاف الهدف مبكراً واعتراضه، الصعوبة الناشئة عن الاكتشاف المبكر للهدف واعتراضه ترجع إلى حقيقة أنه هدف صغير يتحرك بسرعة بطيئة نسبياً. إن سرعة الطيران التي تصل إلى 300 كم/ساعة تعتبر سريعة بالفعل بالنسبة للطائرة بدون طيار، ولكنها سرعة بطيئة نسبياً بالنسبة لسلاح منحني المسار وطائرة، وبالتالي قد تجعل اكتشافها بواسطة الرادارات أمراً صعباً. وسنضيف إلى ذلك أيضاً ظروف التضاريس الجبلية التي تزيد من تعقيد قدرات الكشف للرادارات العاملة في المنطقة.

2- أسلوب عمل حزب الله، حزب الله يعمل على إيجاد نقاط الضعف في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، من خلال نشر العديد من مواقع الإطلاق المعدة والمموهة، بالإضافة إلى طريقة إطلاق الطائرة بدون طيار نحو الهدف. ومن أجل جعل هجماته فعالة قدر الإمكان، يقوم باستمرار بفحص نظام الكشف الإسرائيلي من خلال إطلاق طائرات بدون طيار على مسارات وببروفيل طيران مختلفة لتحديد الثغرات ونقاط الضعف.

3– تكتيكات تجعل الأمر صعباً على إسرائيل، يستخدم حزب الله أساليب مصممة لجعل الكشف المبكر لمواقع الإطلاق والناشطين صعباً، فضلاً عن تقصير أوقات الهجوم. ولهذا الغرض، نشر العديد من الطائرات بدون طيار، الجاهزة للعمل، في أراضي جنوب لبنان القريبة من الحدود وأخفاها في مواقع معدة في مناطق مفتوحة وداخل المنطقة المبنية.

ويشيرون في معهد “علما” أيضاً إلى أن “هناك صعوبة أخرى تتعلق بالطريقة التي تطير بها الطائرة بدون طيار نحو الهدف. إحدى إمكانيات الطيران هي تغذية (إعطاؤها) الهدف ومسار الرحلة مسبقاً، بحيث تتم الرحلة نحو الهدف بشكل مستقل عندما تعتمد الملاحة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام INS”. من أجل زيادة صعوبة تشغيل الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة الدقيقة، قام الجيش الإسرائيلي بفرض عوائق (تشويش) واسع النطاق لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الشمال منذ بداية الحرب – ولكن من المحتمل أن يكون حزب الله يطبق حلولاً للتحايل على الحصار الذي أثبتت روسيا فعاليته في الحرب في أوكرانيا”. والاحتمال الثاني الذي يتم أخذه في الاعتبار هو الطيران بواسطة مشغل يتحكم في الطائرة بدون طيار طوال الرحلة بأكملها.

وقال طال باري، مدير الأبحاث في معهد علما، لموقع القناة 12 إن “حزب الله يستغل المعركة الحالية لمعرفة قدرات الجيش الإسرائيلي، الهجومية والدفاعية، وكذلك لمعرفة قدراته مقارنة لقدرات الجيش الإسرائيلي”. يتعلق الامر باستخراج العبر، حيث في الوقت الحالي هو يهاجم أهدافا ويكسب الوقت كجزء من الاستنزاف. هذه مسألة وقت حتى تحصل حرب شاملة، في حزب الله يستعدون لحرب حقيقية”.

وأضاف قائلاً: “كلما استمرت المواجهة – سيتم الكشف عن قدرات متطورة أكثر لحزب الله – الأمر ليس مسألة هل بل متى. لا يمكن تجاهل حربهم على الوعي وحربهم النفسية. هم يحرصون جداً على مرافقة (تصوير) القتال، ويوجهون إلينا نحن الإسرائيليين وأيضاً إلى الجمهور الداخلي في لبنان – وبذلك يشيرون إليه – أنظروا أي قوة نملك”.