عبرة الكلمات 480
بقلم غسان عبد الله
أشجار
إنّها الأشجارُ… أشجارُ الذهبِ وعناقيدُها الشفقيّةُ… أشجارُ الألفةِ وأشجارُ الحنين… الأشجارُ العاليةُ التي حادتْ عنها الينابيعُ وهَجَرَها المطرُ… الأشجارُ التي تركتها العصافيرُ تئنُّ في وَحْشَتها واغترابها الطويل… تلك الأشجارُ الباسقةُ… لماذا تركتموها تموت واقفة؟!!..
زمن
هذا هو الزَّمَنُ الذي يمشي الَّصَنوْبَرُ فيهِ.. تشتعلُ الضفاف من خطوةٍ… رسمت حُدودَ الكبرياءِ من الهُتافِ إلى الهُتاف… هذا هو الزمن الذي تمشي الشَّواهِدُ فيهِ والرَّاياتُ.. يمشي بنا حزنُ التُّرابِ.. فتارةً تقف الجهاتُ.. وتارةً تمضي بنا للمستحيلِ جهاتُ.
الشهيد
ها أنتَ مُذْ شَقَّ الصَّهيلُ إلى السَّماءِ الدَّرْبَ.. تبدو صاعداً فَلَكَ العُلى.. فبأيِّ غيبٍ رائعٍ رسمت خُطاكَ القُبَّراتُ، وأشعلت صمتَ الدُّروبِ الريحُ والخُطُواتُ!!؟
ها نحنُ
يا أُمَّةً… ضاقت بها صوب العُلى كُلُّ الدُّروبِ..، سوى طريقِ المَجْدِ: من أرق النخيلِ إلى الصَّهيلِ تَمُدُّ ساحَ الكبر فيهِ دماءُ… ها نحنُ.. والصُّبْحِ الذي يأتي نَمُدُّ إليكِ جسرَ الأُمنياتِ فخطوةٌ للصُّبح تجمعنا وأُخرى حين تمشي.. خلفها تمشي سماءٌ من شُموسٍ، بعدها تمشي سماءٌ من نُسورٍ، بعدها تمشي بظلِّ الرَّايَةِ الجوزاءُ.. كيف استمالَ بِيَ الطَّريقُ خُطايَ كي تمشي إليكَ، وكيف نادمني حنينُ العُشْبِ كي أسري بذاكرةِ السُّفوحِ كأنني بكَ رعشةٌ ألقى بها فوق السُّفوحِ الماءُ!!؟… فصحا تُرابُ الأنبياءِ تَهُزُّ نخوتَهُ الجريحةَ زفرةٌ من كبرياءٍ راح يبعثُها على مَدِّ التُّرابِ إباءُ. ستظلُّ تخفقُ نبضةٌ في كُلِّ شريانٍ أفاقَ على الثَّرى وطناً /دماً…، ويظلُّ يخفقُ في السَّماءِ لواءُ.