وسط الإعلان عن تشكيل 3 لجان دبلوماسية مع العدو هل تنجح واشنطن في إلزام لبنان بأجندتها في المنطقة
بقلم محمد الضيقة
من جديد تحركت اللجنة الخماسية علانية والتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد أن اكتفت بإنجاز الاستحقاقين الرئاسة والحكومة بالاتصالات مع المسؤولين بشكل سري..
وكما يبدو فإن هذه اللجنة لا تتحرك إلا بإيحاءات أمريكية – فرنسية حيث أعقب تحركها العلني الإعلان عن تشكيل لجان سياسية لبنانية – إسرائيلية للبحث في النقاط الخلافية، هذا الإعلان عن هذا الاتجاه في المفاوضات يؤشر إلى أن هناك ضغوطاً على لبنان من أجل التطبيع مع العدو.
أوساط سياسية متابعة اعتبرت أن ما تم نقله عن الرئاسة اللبنانية من أن هذه اللجان تندرج في سياق استكمال تنفيذ القرار 1701، مؤكدة نقلاً عن هذه المصادر من أن لبنان لن يدخل في مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني، وحذرت الأوساط من أن هذا التوجه قد يقود في النهاية إلى التطبيع، لأن الإدارة الأمريكية كما عبرت عنها مبعوثة ترامب للشرق الأوسط هي التي تقود الإدارة السياسية في المنطقة، وكما يبدو تقول هذه الأوساط أن إدارة ترامب لديها مشروع تحاول تنفيذه بهدوء ومن دون ضجيج من أجل خدمة كيان العدو على الرغم من أنها تجاوزت رغبة نتنياهو وأجرت مفاوضات مع حركة حماس، كذلك تحاول الأمر ذاته في لبنان، حيث تبرر حركتها السياسية بالسعي لتسوية كل الخلافات على الحدود البرية والحدود البحرية، بعد أن أعلن نتنياهو بأنه لن يعترف بترسيم الحدود البحرية التي تم إنجازها قبل سنوات.
وحذرت الأوساط الدولة اللبنانية من الانخراط في هذه المفاوضات لأن إطلاق الأسرى وتسوية ملف النقاط التي لا زالت محتلة من قبل العدو منذ العام 2006 لا تحتاج إلى فرق عمل دبلوماسية، بل يمكن تحقيقها من خلال لجنة الإشراف باعتبار أن دورها ومهمتها منذ تشكيلها هو الإشراف على وقف إطلاق النار وإزالة آثار الاحتلال بما في ذلك انسحاب العدو من كل الأراضي اللبنانية والإفراج عن جميع الأسرى بما فيهم الذين ينتمون لحزب الله.
وأشارت الأوساط في هذا السياق أن ما يحصل في الإقليم من متغيرات وخصوصاً بعد الزلزال السوري قد تمتد تداعياته إلى لبنان، خصوصاً أن تقارير إعلامية تقول بأن دمشق في طريقها للتطبيع مع العدو.
ودعت الأوساط المسؤولين اللبنانيين إلى الحذر واليقظة وعدم الرضوخ للأجندة الأمريكية بعناوينها البراقة التي تحاول السفيرة الأمريكية الترويج لها علانية بعد أن كانت تروج لها سراً مع معظم المسؤولين اللبنانيين، هذا الترويج يختصر من أن إدارتها تسعى إلى تأمين حل شامل ودائم مع الكيان الصهيوني، ولا عذر لأي مسؤول بعدما شهده الإقليم من تطورات الخشية من حزب الله لأنه وبحسب رأيها من أن الحزب مشغول الآن في إعادة ترتيب أوراقه وبنيته التنظيمية، وبالتالي المطلوب من الدولة اللبنانية حسب ما تقول هذه السفيرة لكي تحصل على دعم هو الانصياع لأجندة واشنطن.