العصبية الصهيونية والفاشية الأمريكية مستبدتان في الشرق الأوسط
بقلم توفيق المديني
يَعُجُّ إقليم الشرق الأوسط المُعاصر بالعصبيّات العنيدة والعتيدة التي تَرفض مُغادرة فضاءاتها المَعرفيّة التاريخيّة الموروثة، وتَرفع راياتِ المُمانَعة عالياً في مُواجَهةِ أيّ تقدُّمٍ نَوعيّ في المنطقة..
حيث تريد لها أن تبقى مجرَّد شعوبٍ بائسةٍ بالمعنى الرومانيّ القديم للكلمة، أي مجرّد تجمّعاتٍ إثنيّة مُقعَّرة، وأخطر هذه العصبيات، العصبية الصهيونية بقيادة مجرمي الحرب آرييل شارون وبنيامين نتنياهو، والفاشية الإمبريالية الأمريكية بقيادة دونالد ترامب وأسلافه.
تريد العصبية الصهيونية والفاشية الأمريكية بسط الهيمنة الأمريكية بناء نظام إقليمي شرق أوسط جديد يحل مكان نظام سايكس بيكو الاقليمي القديم، وسيكون نظاماً أمريكياً – صهيونياً صافياً، لا وجود فيه لقوى المثلث الذهبي الحضاري التاريخي: المصري (العربي) والتركي والإيراني، التي كانت في أساس كل تاريخ وحضارة إقليم الشرق الأوسط المعاصر.
الولادة الميتة للنظام الإقليمي الصهيوني – الأمريكي في الشرق الأوسط
هذا المخطط الأمريكي – الصهيوني ليس جديداً، فمنذ غزو العراق واحتلاله عام 2003، واحتمال خوض حرب أخرى مع إيران في الفترة القادمة، تأتي ضمن هذا السياق، أي أنَّ تفتيت العراق، ونشر الفوضى والحرب الأهلية فيه، لم يكونا مما لم تتوقعه الفاشية الإمبريالية الأمريكية بقيادة الرئيس السابق جورج بوش الابن حين غزتْ العراق، بل إنَّ ذلك هو الهدف الذي سعى إلى تحقيقه الكيان الصهيوني وأصدقاؤه المحافظون الجدد، في إطار إعادة صياغة الشرق الأوسط على نحو ييسِّر السيطرة عليه والتلاعب بمقدّراته.
وكان مجرم الحرب الصهيوني آرييل شارون، قبل القيام بغزو لبنان في يونيو/حزيران 1982، قد كتب خطاباً رسم فيه تصوراً جديداً لدور الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط. وكان هذا التصور يمثل تحولاً جذرياً عن الفهم التقليدي لحاجة الكيان الصهيوني إلى حماية نفسه من جيرانه المعادين، وقد أثار ذلك التصور دهشة واستغراب بعض المعلقين الصهاينة. ولا يمكن تحقيق تصور شارون من دون انفراد الكيان الصهيوني بامتلاك الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، أو إقامة تحالف وثيق مع الولايات المتحدة.
وقد نُشر الخطاب في صحيفة معاريف الصهيونية وطرح فيه شارون فلسفة أمنية جديدة للكيان الصهيوني، لم يعُدْ الكيان الصهيوني بموجبه يفكر بشروط السلام مع جيرانه، أو بمحاربة خطر المواجهة المباشرة مع الدول العربية على حدوده. وبدلاً من ذلك أصبح يسعى الى توسيع دائرة نفوذه لتشمل المنطقة بأسرها. وها هو مجرم الحرب قائد العصبية الصهيونية بنيامين نتنياهو يسير على خطى سلفه شارون، من أجل قيادة النظام الإقليمي الشرق أوسطي بمفرده.
يقول شارون في خطابه: “وراء الدول العربية، في الشرق الأوسط وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، يجب علينا أن نوسع مجال اهتمامات “إسرائيل” الاستراتيجية والأمنية في الثمانينات لتشمل دولاً مثل تركيا، وإيران وباكستان، ومناطق مثل الخليج العربي وإفريقيا، ودول شمال إفريقيا بخاصة”.
ويعتمد نجاح “اسرائيل” في ذلك، كما قال شارون، على “تفوق نوعي وتكنولوجي حاسم” في الأسلحة العسكرية، وبخاصة عزمنا على منع دول المواجهة أو الدول التي قد تصبح دول مواجهة من الحصول على أسلحة نووية”. وسرعان ما أصبح يُعرَف هذا التصور لـ “اسرائيل” كقوة إقليمية عظمى، باسم “مبدأ شارون”، كما أنَّه أثار انتقادات واسعة. فقد كتب مراسل صحيفة عل هامشمار “الإسرائيلية” اليسارية، تسفي تيمور، إنَّ شارون يقترح إقامة “امبراطورية صهيونية”،
فلم يكن تصور شارون للكيان الصهيوني كإمبراطورية في الشرق الأوسط، هو التصور الوحيد الذي تتداوله المؤسسة الأمنية الصهيونية في أوائل الثمانينات من القرن الماضي. فقد اقتُرحت خطة أكثر طموحاً وأبعد مدى للمنطقة ضمن مقالة نشرتها المنظمة الصهيونية العالمية باللغة العبرية في فبراير/ شباط ،1982 وقد كتبها الصحافي الصهيوني أودين يينون. وكان من كبار المسؤولين في وزارة الشؤون الخارجية، ما يعني أنَّه كان يتمتع بعلاقات وثيقة بجهاز الاستخبارات الصهيوني الموساد.
وفي هذه المقالة التي تحمل عنوان “استراتيجية لـ “إسرائيل” في الثمانينات” دافع يينون عن تحويل الكيان الصهيوني إلى قوة إقليمية إمبراطورية، منسجمة إلى حدٍّ كبير مع الخط الذي طرحه مبدأ شارون، ولكنَّه أضاف هدفاً آخر، وهو تفتيت العالم العربي الى فسيفساء من الجماعات الإثنية والدينية المتناحرة، التي يمكن التلاعب بها بسهولة من أجل خدمة المصالح الصهيونية. وهذا هو واقع الحال الذي تعيشه سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8ديسمبر2024، والعراق عقب غزوه واحتلاله في عام 2003.
وكانت محاولات بن غوريون الدؤوبة لإقناع الولايات المتحدة بفوائد إقامةِ تحالفٍ سرِّيٍ بين الكيان الصهيوني، والدول المحيطة بالعالم العربي، إيران وتركيا وإثيوبيا في أواخر خمسينيات القرن الماضي، قد ظفرتْ بالتأييد في نهاية المطاف أواخر سنة 1958. وأدرك بن غوريون أنَّ هذا التحالف يمكن أن يضع الكيان الصهيوني في قلب خطط أمريكا للشرق الأوسط. فلم يعد الكيان الصهيوني بلداً صغيراً منعزلاً، بل الرائد وحلقة الوصل بين مجموعة من الدول.. التي يتجاوز عدد سكانها مجموع عدد سكان الدول العربية.
أما في ما يتعلق بالعراق وإيران، فهنالك تاريخ طويل من تدخل الموساد الخفي، الذي يعود إلى عشرات السنين الماضية. وعلى سبيل المثال، بدأت الحركة الصهيونية العالمية قبل قيام دولة “إسرائيل” تطوير علاقات مع الأكراد في العراق منذ عشرينات القرن الماضي.
يتساءل الخبراء في إقليم الشرق الأوسط، إلى متى تستطيع الإمبريالية الأمريكية البقاء في المنطقة (بعيداً عن الباسيفيك الذي أصبح محور العالم) لرعاية هذا المشروع الإقليمي الشرق أوسطي، لا سيما بعد أن أثبتت حروب الإبادة الأمريكية – الصهيونية ضد فصائل محور المقاومة في كل من غزَّة ولبنان واليمن( ولاحقاً ربما حربي إيران والعراق) أنَّ القوةَ الصهيونيةَ عاجزةٌ بمفردها عن القيام بدور شرطي الإقليم لاعتباراتٍ ديموغرافيةٍ، وصناعيةٍ عسكريةٍ، وثقافيةٍ (عجز جل المستوطنين الصهاينة عن التعايش مع شعوب وثقافات المنطقة).
بناء دويلات الطوائف وتهجير الفلسطينيين بالقوة العسكرية
والخلاصة؟ ربما هي واضحة: النظام الإقليمي الشرق أوسطي الأمريكي – الصهيوني الذي سيرسم بالكثير من الحروب والدم والدمار والعمليات الجراحية، سيقف (إذا ما استكمل حلقاته) على رجلين من طين، سواء بسبب هشاشة البنى الإمبراطورية الصهيونية، أو بفعل الأزمات الداخلية الأمريكية العنيفة المتوقعة، بسبب انقلاب العولمة الليبرالية المتوحشة على سيدها الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعتبر أمريكا أولاً.
لكن، وفي حال لم تتحرك قيادات المثلث الذهبي (مصر وإيران والمملكة السعودية) هنا والآن وتطلق مشروعها الإقليمي- الحضاري الخاص لمواجهة المشروع الإقليمي الجديد الأمريكي – الصهيوني، سيكون إقليم الشرق الأوسط على موعد مع الحروب الطائفية والمذهبية، وآلام مخاض ولادة عنيفة لدويلات الطوائف القائمة على أسس دينية ومذهبية وعرقية في كل من لبنان وسوريا والعراق وإيران، وطرد الفلسطينيين من داخل الكيان الصهيوني، ومن المناطق الفلسطينية المحتلة بحيث يتسنى ضم ما تبقى من أجزاء فلسطين التاريخية إلى الكيان الصهيوني.
ويمكن تفسير اهتمام زعيم الفاشية الإمبريالية الأمريكية دونالد ترامب، وزعيم العصبية الصهيونية بنيامين نتنياهو بالاستيلاء على سيناء من مصر، بهدف تهجير فلسطينيي قطاع غزَّة بالقوة العسكرية إلى خارج حدود “إسرائيل” الكبرى، وتوطينهم في سيناء.. وحسب مخطط التهجير الأمريكي – الصهيوني، تُشَكِّلُ سيناء مساحةً يمكن استغلالها لاستيعاب النمو السكاني بين فلسطينيي غزَّة، أو حتى تقديم حل دائم لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
وفضلاً عن ذلك، تذهب العصبية الصهيونية الفاشية المدعومة من الإمبريالية الأمريكية إلى الرغبة في تدمير النظام الأردني لخلق إمكانيات جديدة لتوطين الفلسطينيين من الضفة الغربية. فالعصبية الصهيونية الفاشية تريد أن تكون سياسة الكيان الصهيوني في الحرب والسلم تحقيق القضاء على الأردن ونظامه الحالي، وتسليمه للأغلبية الفلسطينية، لإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، بدلاً من حل الدولتين (العزيز على قلوب الحكام العرب المستسلمين والمهزومين والتابعيين للإمبريالية الأمريكية، والمتحالفين مع الكيان الصهيوني)، الذي دفنه ترامب ونتنياهو في مقبرة التاريخ.
العدوان على سوريا وأول اشتباك بين المقاومة الشعبية والصهاينة
بعد تدمير قوات الجيش العربي السوري عقب سقوط نظام الأسد، وفي ظل عدم قدرة الجيش السوري الجديد على المواجهة، استغل العدو الصهيوني المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا لاحتلال مساحات إضافية من الأرض في جنوب سوريا السورية، والعمل على تحويل الجنوب السوري إلى منطقة منزوعة السلاح مع الإعلان عن أنها لن تسمح للجيش السوري بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
ويواصل الطيران الحربي الصهيوني اعتداءاته المتكررة على عدة مواقع في سوريا، فقد أعلن بيان جيش الاحتلال الصهيوني أنَّ قواته تحت قيادة فرقة 210، تواصل تنفيذ عمليات “دفاعية لإزالة التهديدات في سوريا”. وأوضح البيان أن طاقم القتال من لواء المظليين، بالتعاون مع مقاتلي وحدة “يهلوم”، نفذوا خلال الأسابيع الماضية عمليات ميدانية في عدة مواقع استناداً إلى معلومات استخباراتية، حيث تم العثور على مجموعة متنوعة من الوسائل القتالية، مثل العبوات الناسفة، الذخائر، قذائف الهاون، والمعدات القتالية.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني إنَّ الهجوم استهدف “بقايا قدرات عسكرية” في قاعدتَي تدمُر وتيفور، اللتين تقعان على بُعد نحو 50 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة تدمُر. ويعدّ هذا العدوان الصهيوني الثاني في غضون أيام، على القاعدتين نفسيهما؛ وكان الجيش جيش الاحتلال الصهيوني أعلن، يوم الجمعة الماضي، أنه قصف قاعدتين عسكريتين وسط سوريا، إحداهما في تدمُر.
وفي جنوب سوريا، ذكرت شبكة “درعا 24” أنَّ قوة من جيش الاحتلال الصهيوني حاولت صباح الثلاثاء 25 مارس/آذار2025 التوغل في قرية كويا عبر الوادي في ريف درعا ما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع شبان من القرية تصدوا لها وأجبروها على التراجع. وأفادت شبكات إخبارية محلية، منها “تجمع أحرار حوران”، بأن سبعة مدنيين استشهدوا وأصيب آخرون جراء القصف المدفعي الإسرائيلي على قرية كويا، مع حركة نزوح واسعة للأهالي إلى البلدات والقرى المجاورة. وبحسب الشبكة، فإنَّ القصف المدفعي الإسرائيلي انطلق من مواقع جيش الاحتلال الصهيوني في ثكنة الجزيرة القريبة من الحدود السورية مع هضبة الجولان المحتلة، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع وحوامات عسكرية. وتعد هذه الثكنة التي سيطرت عليها تل أبيب بعد يومين من سقوط الأسد، نقطة انطلاق للقوات الصهيونية لتنفيذ عمليات توغل في الأراضي السورية.
وهذه المرة الأولى التي يستشهد فيها هذا العدد من المدنيين منذ بدء الاعتداءات الصهيونية في جنوب سوريا ولا سيما في محافظتي درعا والقنيطرة، ما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات، منها ظهور حركة مقاومة شعبية في ظل عدم قدرة الجيش السوري الوليد على المواجهة. وتقع قرية كويا في ريف درعا تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن خط وقف إطلاق النار وفق اتفاق “فك الاشتباك” المبرم عام 1974 وأطاح به الكيان الصهيوني أخيراً.
واستنكرت الخارجية السورية – في بيان – “العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، والذي شهد تصعيداً خطيراً في قرية كويا بريف درعا الغربي”، مضيفة أنَّ القرية تعرضت “لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف الأحياء السكنية والمزارع”. واعتبرت أن هذا التصعيد يأتي “في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغّل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية”. ودعت السوريين إلى “التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة”، مطالبة بـ “فتح تحقيق دولي حول الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء وحول الانتهاكات الإسرائيلية”.
النظام الأردني يخشى أزمة وجودية
يقول البروفيسور كيرتس أريان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية أبالاتشيان. وهو مؤلف كتاب “الأردن والانتفاضات العربية: بقاء النظام وتأثير السياسة الخارجة نطاق الدولة”. في مقال نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أنَّ الأردن يعيش أزمة وجودية، فمع أنَّ الأردن استطاع خلال تاريخه التغلب على مشاكل داخلية وخارجية واستقبل موجات من اللاجئين، نظراً لعدم استقرار جيرانه، وتجاوز أزمات اقتصادية حادة، إلا أنَّ الوضع اليوم مختلف. فهو حليف قوي للولايات المتحدة، إلا أنَّ المعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ردَّتْ على خطة ترامب لإعادة التوطين بإجماع نادر وغاضب، حيث إنهم ندَّدُوا بأي ترحيل قسري للفلسطينيين إلى الأردن. وهو ما زاد من تعقيد علاقة الأردن بالولايات المتحدة.
وعلى الرغم من إدانات الحكومة الأردنية للكيان الصهيوني، فقد واصل المتظاهرون الأردنيون الضغط عليها لتغيير سياساتها جذريا. وطالبوا بإلغاء معاهدة السلام لوادي عربة 1994وإنهاء صفقة الغاز المثيرة للجدل مع الكيان الصهيوني، وطرد القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية من المملكة، وقطع أي إمدادات تصل إلى “إسرائيل” عبر الأراضي الأردنية طالما استمرت الحرب. وأدى إسقاط الصواريخ الإيرانية، بداية 2024 إلى غضب شعبي وزاد الضغط على الحكومة بعد ذلك.
ويُعَدّ ُتجميد المساعدات الأمريكية كارثيا على الأردن تحديدا، فلا توجد دولة في الشرق الأوسط، تعتمد على دعم وكالة “يو أس إيد” وأونروا مثله. ومن المتوقع أن ينهي وقف “يو أس إيد” مئات مشاريع التنمية والمساعدة في الأردن والتي تدعم خدمات الصحة العامة والتعليم وتوفير المياه والحكم المحلي والأعمال التجارية الصغيرة والمدارس. وستشل عمل شبكة من المنظمات غير الحكومية ومؤسسات الدولة المرتبطة بالدعم الأمريكي وتشغل آلاف الأردنيين.
وربما اعتقد ترامب أنه قادر على إجبار حليفه الأردن على الموافقة على مقترحه، لكن الظروف في الأردن تجعل مشاركة الحكومة في مثل هذا المخطط مستحيلة. فعلى الرغم من ضعف اقتصاده ونقص الموارد الطبيعية، فقد استقبل الأردن بالفعل موجات من اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 فصاعدا، واستقبل العراقيين الفارين من حروب الخليج، وبعد عام 2011، اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الأهلية.
وتظل فكرة الترحيل، حتى بالنسبة للأردنيين الرافضين للرؤية المحلية القومية، فإنَّ ترحيلاَ جماعياً للفلسطينيين إلى الأردن، يثير قلقهم ويذكرهم بما يثيره اليمين الصهيوني المتطرف عن “البديل الأردني”، وحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن. وقد اعتبر المسؤولون الأردنيون، على مستوى السلطة التنفيذية والتشريعية هذا الحديث خطا أحمر، وأن فلسطين هي للفلسطينيين.