عبرة الكلمات 504

بقلم غسان عبد الله

مناجاة

أناجيكَ كلَّ أوانٍ‏ وأدعو ضياءكَ أن يحتويني‏.. أرتّلكَ..‏ الشوقُ يسفح غيث جفوني‏ وحين أسمّيكَ‏ تسطع شمس من الأمنياتِ‏ كأنَّكَ بعث الحياةِ،‏ وموت المنونِ‏ كأنكَ إيايَ‏ أدعوكَ كي ألتقيني‏ وأُخرِجَ من وحدتي بكَ لؤلؤةَ المعجزاتْ.

أمريكا

أنا لا أخافُ أمريكا..‏ أمريكا شجرةٌ بلا جذور.. وحتى عندما تلتفّ عليَّ أغصانُها الوحشيّة‏.. وحين تقطعُ أوراقي‏ وأغصاني أنيابُها‏ المثمرةُ سمّاً‏.. سأحاربُها بجذوري‏.. جذوري‏ العاليةِ أبداً.‏

جهات

مدينتي طويلة‏ لهذا فأنا ممتدٌ مثل نهر.. مدينتي عريضة‏ لهذا فأنا أُلامسُ حدودَ الصحراء‏.. مدينتي عميقة‏ لهذا زرعتُ قدميَّ في الأرض‏.. مدينتي عالية‏ لهذا فإن بكائي مثلُ مطر‏.. آهٍ‏ إني أنجذبُ من جميع الجهات.

رهان

كنتُ أراهن أن مولاي يسكن قربي‏.. كنتُ أراهن؛ أن بلادي تملأ قلبي‏.. غابَ مولاي،‏ حين بدأتُ أعدُّ خُطاهْ‏.. في وحشةِ الانتظارِ وألمِ العيبةِ.. صرختُ ملءِ القلبِ أين حبيبي؟‏ صحتُ بهذي الغربة وحدي‏ أين حبيبي؟؟…‏ وانكسرت في صدري الآه.‏

مواساة

ليس في إمكان شجرة حبّ صغيرة نبتت للتوّ، أن تُواسيك بخضارها، عن غابة مُتفحِّمة لم تنطفئ نيرانها تماماً داخلك وتدري أنّ جذورها ممتدة فيك.

الحب والكراهية

لم أسمع بزهرة صداقة نبتت على ضريح حبّ كبير.. عادةً، أضرحة الفقدان تبقى عارية.. ففي تلك المقابر، لا تنبت سوى أزهار الكراهية.. ذلك أنّ الكراهية، لا الصداقة، هي ابنة الحب.