روائع الشعر العربي 424
أبو العلاء المعري ـ حذرٌ من الإنسِ
الحَــظُّ لي وَلأهلِ الأَرضِ كُلِّهِـمُ | أَلاَّ يَرانِيَ أُخــرى الدَهرِ أَصحابي | |
وَشِـــقوَةٌ غَشِيَت وَجهي بِنَضرَتِهِ | أَبَرُّ بي مِــن نَعيمٍ جَـرَّ إِشـحابي | |
حـابي كَثيرٌ وَمـــا نَبلي بِصائِبَةٍ | وَكَيفَ لــي في مَـراميهِنَّ باِلحابي | |
قَــد كُنتُ صَعباً وَلَكِنْ أَرهَفَتْ غِيَرٌ | حَــتّى تَبَيَّنَ كُلُّ الناسِ أَصحــابي | |
فَاِحــذَر مِنَ الإِنسِ أَدناهُم وَأَبعَدَهُم | وَإِن لَقــوكَ بِتَبجــيلٍ وَتَرحـابِ |
الأبْيَوَرْدي ـ لعبةُ الأقدار
خُطــوبٌ لِلقُلــوبِ بِهـا وَجيبُ | تَكادُ لَهـــا مَفارِقُنا تَشــــــــــــــيبُ | |
نَرى الأَقــدارَ جـاريَةً بِأَمـــرٍ | يَريبُ ذَوِي العُقــولِ بِما يَريبُ | |
فَتَنجَـــحُ في مَطالِبِهـــا كِلابٌ | وَأُسْــــدُ الغابِ ضارِيَةٌ تَخيبُ | |
وَتُقسَــــمُ هَــذِهِ الأَرزاقُ فِينا | فَمــا نَدري أَتُخطيءُ أَم تُصيبُ |
لَبيبُ إبن عبد ربه الأندلسي ـ خداع الدنيا
أَلا إنَّمــــا الـدُّنيا نَضَارَةُ أَيْكةٍ | إذا اخْـضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَانبُ | |
هِيَ الدَّارُ مَــا الآمَالُ إِلا فَجـائِعٌ | عَليْهــا وَلا اللَّذَّاتُ إِلا مَـصَائِبُ | |
فَكَمْ سَــخِنَتْ بِالأَمْسِ عَيْنٌ قريرَةٌ | وَقَرَّتْ عُيُونٌ دَمعُهَا الْيوْمَ سَـاكبُ | |
فَلا تَكتَحِلْ عَيْنَاكَ فِيهَــــا بِعَبْرَةٍ | على ذَاهِبٍ مِنْهَــــا فَإِنَّكَ ذاهِبُ |
ابن أياس الكناني ـ حبٌّ شديد
نازَعَني الحُـــبُّ مَــدى غايَةٍ | بَليتُ فيها وَهُـــوَ غَضُّ جَـديد | |
لَـــو صُبَّ ما بِالقَلبِ مِن حُبِّها | عَلى حَــديدٍ ذابَ مِـنهُ الحَـديد | |
حُبّي لَهــا صافٍ وَوُدّي لَهــا | مَحضٌ وَإِشــفاقي عَلَيها شَـديد | |
وَزادَني صَبراً عَلى جَهـــدِ ما | أَلقى وَقَلبي مُســــتَهامٌ عَميدُ |