حبر على ورق 481
بقلم غسان عبد الله
أنانية
خطواته الثقيلة مرّت ببابي.. واجتازتني حقيبته إلى الجيران… لا رسائل هذا اليوم إذنْ.. فلتمطري أيتها السماء، بلّلي الرسائلَ في حقيبتهِ.. وامحي العناوينَ.. اهطلي يا سماء بشدّة حتى تنزلق الطوابعُ من أماكنها.. وتتهرّأ المظاريف فلا يعرف من أين تلك الرسائل جاءتْ ولا إلى أين تذهب.. لا رسائل هذا اليوم لي.. إذن لا رسائل هذا اليوم لغيري.
في الظلمة
في الظلمة الأفكار تتجسّد في دهاليز الروح، وحوشاً وأشباحاً وأشكالاً بشريّة تفترس بعضها بعضاً.. في الظلمة الأفكار لها مخالب وأنياب، وما من فريسةٍ سواك.
السيّد اللّيل
غمر اللّيل المدينةَ.. بعباءته المطرّزة بالنجوم.. وشهر هلاله كالسيف، وقال: “أنا السيّد المطلق الآن ولا ضياء بدوني”. مَن طرّز النجوم على عباءة اللّيل؟.
صورة الفنان في شيخوخته
على كرسيّـك الهزّار تجلس.. عيناكَ الذابلتان تحاولان قياسَ المشهد، وبيدٍ مرتعشةٍ، خاليةٍ من الفرشاة ستحاول أن ترسمَ مشهدَ الغيابِ على جدران الهواء بألوان ٍلا يراها أحدٌ غيرك.