روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 481

أبو منصور الثعالبي ـ الأدبُ والذهب

مـــن كان ينفعُهُ الأدَبْ

 ويُحِــلُّهُ أعلى الــرُّتَبْ

فلقد خَسِـــرْتُ عليهِ ما

 وُرِّثْتُ مِــــن أُمٍّ وأَبْ

كم ضيعــةٍ كانتْ تصونُ

 الـوَجْـهَ عن ذُلِّ الطَّلَبْ

أتلَفْتُهــا، لا فـي القِيانِ

 ولا هوَى بِنْتِ الــعِنَبْ

بل في الحوادِثِ والحوائجِ

 والنــوائبِ والنُّــوَبْ

أبو القاسمِ الشَّابي ـ أحلامُ الشباب

ألا إنَّ أحْلامَ الشَّـــــبابِ ضَئيلَةٌ

 تُحَطِّمُهـــا مثلَ الغُصونِ المَصائبُ

ســألتُ الدَّياجي عنْ أماني شَـبيبَتي

 فقـالتْ تَرامَتْهـــا الرِّياحُ الجَوائِبُ

ولمَّا ســألْتُ الرِّيحَ عنهــا أجابَني

 تَلَقَّفَهــا سَــــيْلُ القَضا والنَّوائبُ

فَصارتْ عَفــاءً واضْمَحَـلَّتْ كَذَرَّةٍ

 على الشَّاطئ المَحْمومِ والموجُ صاخِبُ

أسامة بن منقذ الشيزري ـ دعاءُ مظلوم

أدعُــو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ

 دُعَايَ قُـل لِـي عَـلامَ ذَا الغَضَبُ

هَجْـرُكَ لـي ظالمـاً وخَوفُكَ مِن

 دُعَـايَ يَا ظالِمـي هُـو العَـجَبُ

يَدعو لِســاني والقلبُ من وَجَلٍ

 عليكَ أن يُســــتجابَ لي يَجِبُ

وبَعْــدُ مَن لِي لو أَنّ وِزْرَكَ في

 صَحيفتي في المَعَــــادِ يُكتَتَبُ

ابن بقي القرطبي ـ مصاب الدهر

من ظنّ أن الدهــر ليس يصيبه

 بالحــادثات فإنه مغـــرور

فالْقَ الزمـــان مهِّوناً لخطوبه

 وأنجـــرَّ حيثُ يجرُّكَ المقدورُ

وإذا تقلَّبَتِ الأمــورُ ولـم تدم

 فســواءٌ المحـزون والمسرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *