عبرة الكلمات 481
بقلم غسان عبد الله
وحشة
لماذا تريد من هذا الصّباح رهاناً على عودةِ القلبِ منتصراً بالجنونْ؟.. وتلكَ المفاتيحُ في بهو أحزاننا عُلّقتْ وحدها، لا يحاورها الفاتحونْ!!.. وبابُكَ مستوحشٌ… كان يغرقُ في الياسمينِ.. وكانتْ تغنّي له السَّاحرةْ فيفتح في ذاتِه ذاتَهُ لتدخُلَ من ضفّتيه العيونْ.. وكنتُ الوحيدَ الَّذي لا يبالي بمن يدخلون ومن يخرجونْ!!.
أسئلةٌ للبحر
البحرُ يهرَمُ في عروقي متعباً.. من هذه الفوضى الَّتي تنتابُ زورقَهُ اليتيمْ.. البحرُ يأكُل موجَهُ جوعاً ومفتقراً إلى الياقوت والحجر الكريمْ.. حوتٌ من الأحزان يبلعُني، تمرّ عليَّ أجيالٌ من الأمواج متروكاً بجوف الحوتِ، لم تفطَنْ سلالاتٌ النَّوارس بي فهل أسمعتُ – لو ناديتُ- بحَّاراً؟!!.. وهل ما زلتُ منذوراً لقبطانٍ عجوزٍ كرِّسَتْ كلُّ البحار على اسمِهِ فطغى وظنّ كؤوسَهُ تكفي لتفريغ البحارْ؟!!.
توق
“لم تعد لي غاية أسعى إليها” غير هذا التوق محموماً إلى ملاكٍ يهجي ما تبقى من خطوط في جبيني.. غير هذا الحب مهموماً بما يسقي فضائي من أنيني.. دافقاً كالنهر في بستان روحي.. كاسياً طعم حنيني بالأماني.. جابلاً من أضلعي طيناً أنيساً.. كم أداري أنسه حتى يراني حاملاً شمعي بألواح جراحي.. منشداً ما يبهج القلب بترتيل الأغاني.. واعداً ما يتدلى من عناقيد صباحي بجرار من ضياء..!.
ارحل بعيداً
يا بقايا الوجد في أنشودتي كسر المغني عوده ومضى ـ كأعمى ـ يابساً صحراؤه.. هالت على أوتاره.. رمل الغيابِ.. فرنَّ في ظمأ الوجودِ.. مخضّباً ساحاته الهيمى.. بأغنية الرحيلْ.