عبرة الكلمات 448
بقلم غسان عبد الله
ظلٌّ القائم
بِضَمِيرِ المُتَكَلِّمِ أَحْفِرُ في المَجْهُولِ وُجُودِي.. وَالغَائِبُ فِيَّ يَمُدُّ على الآفَاقِ حُدُودِي.. يَأْتَمِرُ المَحْوُ مَعَ الأَمْطَارِ علَى كَلِمَاتِ نَشِيدِي.. والشَّمْسُ تُجَفِّفُنِي لو تَقْدِرُ… لكنِّي في ظِّلِّ القائِمِ أَسْتَنْبِتُ جَنَّاتِ خُلُوِدي.
لـم آتِ بَعْدُ..
الوقتُ لا يَكْفي لأُضْرِمَ في السَّحابِ حَرائِقي.. والأرضُ لا تَكْفي لأُطْلِقَ في مَجاهِلِها خُيُوليَ تَارَةً.. وَزَوارِقي.. لم آتِ بَعدُ.. ورُبَّما ما كُنتُ.. مُخْتَلِفاً أَراني عنْ كياني.. ليْ مَغارِبُ لم أصِلْ يَومَاً إليها مِثْلَما لم أَحْظَ يَومَاً بِالوُصولِ إلى ضِفَافِ مَشارِقي.
آيةٌ لِلطِّين..
هُوَ لم يَسِرْ يَومَاً على هذا الطَّريقْ.. هوَ لم يَذُقْ جَمْراً تَدَلَّى مِن جَوَانِبِهِ.. وَلم يَشْرَبْ مِنَ الماءِ الَّذي يَجْري كَنَهرٍ مِنْ حَريقْ.. لكِنَّهُ تَرَكَ الطَّريقَ لأَهْلِهِ وَمَضى يُفَتِّشُ عن طريقْ.. وَإِذا بِهِ يَعْتادُ أكْلَ الجَمْرِ.. شُرْبَ النَّارِ.. يَغْدُو آيَةً لِلطِّينِ وَجْهَاً لِلْغَريقْ.. يَمْشي ويَفْتَقِدُ البَرِيقْ.
دَمُ الحَقِيقَة..
أَصْغَى وَلَكنْ لم يَجِدْ شَيئاً فَقَالَ: أُفَسِّرُ النَّصَّ الغَرِيبَ كَمَا تُفَسِّرُهُ الغَرَابَةُ.. لم يَجِدْ شيئاً يَدُلُّ على الغَرَابةِ.. هَيَّأَ الأَدَوَاتِ ثانِيَةً وَفَجَّرَ بُقْعَةً أَدَّتْ إلى هَدْمِ السِّيَاقْ. – ماذا فَعَلْتُ؟! (أعادَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ).. – أنا أُحَاوِلُ.. فَلْيَظَلَّ النَّصُّ مَفْتُوحَاً كَأبْوَابِ السَّمَاءِ.. دَمُ الحَقِيقَةِ لا يُرَاقْ.