فضاءات فكرية

معاييرُ التّقـدّمِ والحداثة وحَالَة “القَطِيْعَة مَعَ التُّـرَاث”

بقلم: نبيل علي صالح / كاتب وباحث سوري

وإذا ما اتفقنا على وجود أسس مشتركة للتقدم الإنساني يتوافق عليها الناس في سعيهم لبناء مجتمعات مزدهرة وآمنة وسعيدة، هل يمكننا الوصول إلى تلك الأسس والمعايير من خلال ثقافتنا التاريخية وتراثنا الذي مضى عليه قرون طويلة دونما تنقية حقيقية وغربلة عميقة تطال كثيراً من بنيته القارّة في طبيعة المفاهيم والرؤى المسيطرة على الذهنية والمتحكمة بالعقول والسلوكيات الممارسة؟!..

يرنو العربُ والمسلمون منذ زمن طويل لتحقيق أسس ومقومات التقدم وإنجاز التطور المجتمعي بكافة مواقعه وامتداداته والذي يتناسب بطبيعة الحال مع سياقاتهم الحضارية، ولكنهم رغم كلّ الأماني والتطلعات والرؤى والرغبات، ما زالوا يعيشون في قوقعة واقع سياسي واقتصادي بعيد عن أدنى معاني التقدم، يعانون فيه أشد المعاناة في الوصول لحقوقهم وتأمين مقتضيات وجودهم ولو بالحدود الدنيا، رغم ما نشهده من بعض “فورات” حداثية شكلية في بعض تلك المجتمعات.

وفي سبيل معرفة أسباب هذا التخلف المقيم (خصوصاً منه السياسي والاقتصادي والعلمي) حاولَ بعض المفكرين والسياسيين تحميل الدين – وما يرتبط به من تراث وموروث ديني تاريخي – مسؤولية هذا الفشل والتخلف العربي والإسلامي؛ واضعين علاجاً وحلاً واحداً، وهو بتر هذا التراث وإلغاؤه، والقطيعة معه بالكامل، وعدم السماح له بالتعبير والتواجد في الفضاء الثقافي والسياسي العام إلا كحالة فولكلورية طقوسية ذاتية كشكل ثقافي تاريخي للتزين والتبريك ليس إلا.. أي إدارة الظهر لكل ما يمت له بصلة، والاندراج الكامل في فضاء العلمنة والحداثة الغربية – بما تتضمنه من معايير وفلسفات ورؤى ولزوميات فكرية وسياسية وغيرها – دونما أي تقدير أو استئناس بقيمة تراثية، وأيضاً دونما أدنى تدقيق في معايير الثقافة الغربية التي يراد الاندماج بها..!!.

وقد لاحظنا أن هذا المنطق الأحادي الذي دعمته عملياً كثير من نخب ونظم الحكم العربي والإسلامي – والذي تم فيه تشويه معنى التراث بشكل مقصود، والتعامل الفكري الانتقائي معه – أثّر سلباً على وعي كثير من الناس، حتى باتوا يرفضون الدين والتدين ومختلف الانتماءات والقناعات الدينية، ويسخرون من كل محمولات ومضامين التراث الديني التاريخي التي يعدونها خارج العصر والعلم والعقل، بل وبدأت تظهر دعوات إعلامية لاجتثاث التراث الديني العتيق، كنتيجة – ربما طبيعية – لهيمنة التيارات الجهادية العنيفة ذات النظرة العدوانية والسلوك الدموي والمقاصد اللا إنسانية.

طبعاً الواضح أنّ ردود فعل الناس السلبية تلك، قد يكون لها ما يبررها نسبياً.. فهي تنظر للقريب المعاش الذي يتصل مباشرة بمعاشها اليومي، ولا تفكر – عموماً – بالبعيد المُنْتظر أو غير المعاش.. بمعنى أن الناس مرتهنة في العمق لمصالحها وحاجاتها القريبة ومرتبطة أشد الارتباط بيومياتها ومادياتها أكثر من نظرياتها وقيمها وغاياتها وتطلعاتها، بالتالي من الصعب عليها أن تقرأ ما بين السطور أو ما وراء الواقع أو ما هو منتظر ومأمول، أو تتجاوز المتاح القائم إلى المخبوء البعيد.. كما أن ما ارتكبته بعض تيارات الجهاد الدين في السابق من أعمال قتل وذبح وتنكيل يخيف الجميع، حتى أولئك المنتمين للفكر والثقافة الاسلامية المعتدلة..

من جهتنا نحن نقول بأنه لا إمكانية مطلقاً لإلغاء التراث، ولا مجال لاجتثاث أصل الفكرة وهو الدين ذاته، لأن الدين له ألف روح وروح.. ولا يمكن إلغاؤه أو إبعاده عن الساحة، ولا حتى مجرد المطالبة بإقصائه.. وهذا هو التاريخ شاهد على ذلك.. حيث أن كثيرين – من الحكام والمفكرين وأصحاب المناهج الأيديولوجية المتنوعة والمختلفة – حاولوا العمل على تلك الفكرة، ورهنوا حياتهم ووجودهم لها، وجربوا كثيراً من أساليب وطرق الهيمنة على المجال الروحي الدين، ولكنهم فشلوا وكلفوا مجتمعاتهم وأممهم كثيراً من الدماء والدموع، حتى أنهم تآمروا مع العدو ضد مصالح بلدانهم عن قصد وسوء طوية، أو عن غباء وارتهان كامل للآخر.

فنيتشه مثلاً – وهو فيلسوف ألماني كبير – كان يريد إلغاء فكرة الدين، بل كان يدعو في كتبه وأفكاره إلى استئصال واجتثاث أصل وجوهر فكرة الدين ذاته، ولكنه لم يلقَ أدنى استجابة إلا من قليلين.. بينما كان كثيرون من فلاسفة التنوير الأوروبي قد دعوا إلى عقلنة التراث، وكبح جماحه مثل الفيلسوف كانط..

وهذا ما نريده نحنُ هنا في مجالنا الحضاري الديني الإسلامي.. إنه عقلنة التراث، وإزالة شوائبه وتحريفاته وما لحق به من عوالق تاريخية، والعمل على تقديمه بلغة العصر، وضبط مساراته، وإعادة ضخ نبض وروح الإنسانية إليه، بعدما فقدها طويلاً نتيجة سلوك كثير من ممثليه ودعاته والمتحدثين باسمه، وأيضاً نتيجة تدخُّلات الساسة في الديني، وتجيير مقولاته – بالتواطؤ مع كثير من نخب الدين الذين حولوا الدين إلى مجرّد مؤسسات جهازية وظيفية مرتهنة للدنيوي – لصالح منافعهم ومكاسبهم الجزئية والفئوية الضيقة..

فالمطلوب هو احتلال “الفرد – الانسان” لمركز الاهتمام والصدارة والأولوية والمبدئية القيمية (النظرية والعملية) في كل شيء.

إن المجموع البشري العام يرفض التلاعب بالدين والتراث، وينأى عن التطرف، وينبذ التعصب والعنف (بقطع النظر عن وجود كثير من الناس قد تؤيد حالة جهادية من هنا او هناك نتيجة القمع والاستبداد كردة فعل فقط على واقع مزري سائد).. كما أن المجموع العام، أي غالبية الناس عندنا، تنفتح على التراث الإيجابي النافع القائم على إشاعة ونشر قيم المحبة والاعتدال والتسامح والانفتاح الفكري والعقائدي وعدم الانغلاق الهوياتي، أي أن الناس تريد أن تستمر بالتعامل مع الفكر المفيد والخيّر المرتبط بوجودها، والمؤدي فعلياً إلى تحقيق مصالحها وأمانيها الحياتية في العيش السعيد والمستقر.. وتتقبل أي تفسير عقلاني مدني إنساني للدين والتدين..

.. والناسُ هنا – يعني في اجتماعنا الديني الحضاري – متدينة تاريخياً على وجه العموم من دون فرض من أحد، تذهبُ إلى الجوامع والكنائس والأديرة، ومختلف أماكن العبادة للقيام بواجباتها وطقوسها الدينية، وتأدية فروض الطاعة لمن تواليه وتؤمن به من مقدسات رمزية ومعنوية وغيرها.. أي هي تحبُّ رموزَها، وتتعبد مقدّساتها، ولكن دونَ وجود فكرة الهيمنة على الآخر عموماً والاستئثار معاني الدين والتراث الواسعة.. حتى أنّ كثيراً من مقدسات هذه الفئة موجودة كمقدسات أيضاً لدى الفئة أو الطائفة الأخرى، وهذه من الخفايا الإيجابية لحضارتنا الإسلامية المتنوعة التي فيها من المشتركات القيمية الحضارية مع الآخر المختلف، ما يمكن أن يؤسس لحياة اجتماعية إنسانية مشتركة دائمة بعيداً عن الإلغاء والإقصاء والاحتكار والتفرد بالدين والمعنى والقيم الأخلاقية الإنسانية.. فكل واحد لديه أفكاره وقناعاته، ومهتم بشأنه الذاتي الفكري وغير الفكري… ولكن الإسلام عموماً هو القاعدة الحضارية الكبرى، وهو الوعاء الحضاري الأكبر الذي ترتكز عليه ثقافة العرب والمسلمين، وهو أساسُ شخصيتهم التاريخية التي هي موضع فخر واعتزاز لدى الغالبية المطلقة من أبناء مجتمعاتنا تلك، حتى لو كانوا متدينين وملتزمين بأديان أخرى، يحترمها ويقدرها وينفتح بوعي وعمق ديننا الحنيف، بعمق ومسؤولية، ولا يفرق بين رموزها الرسل العظام.

من هنا، الناسُ تتحرك بحسب السائد، وإذا ما قدم لهم علماءُ ومراجعُ الدينِ (الواعين المعتدلين والمثقفين التنويريين)، أفكارَ التطور والحداثة والتنوير، سينفتحون عليها بلا أدنى شك، وسيجدونهم يلفظون أفكار ومناهج التطرف، بل سيفكون العلاقة معهم، وسينبذون تيارات العنف الجهادي، حتى القناعات الفكرية بهم سيلقون بها في عرض البحر.. وهم ليسوا مختلفين حول الدين والتراث ذاته، بمقدار ما هو مختلفون على التأويل والتفسير والشرح..

نعم، عقْلنوا لهم التراث، حرروا لهم الروح الكلية من هيمنة أغلال رموز التطرف التاريخي المعروفين، وسترون منهم العجب العجاب عقلانياً ومدنياً وحضارياً.

إنَّ القطيعة مع التراث الحضاري الاسلامي – على الطريقة “النيتشوية” الاجتثاثية أو على طريقة بعض رموز وأفكار وآراء تيارات العلمنة العربية المستبدة الفاشلة والعقيمة – مستحيلة وغير ممكنة بأي صورة من الصورة، وقد فشلت فشلاً ذريعاً كل أفكار وطروحات ومشاريع التقدم العلمانية الإقصائية القمعية التي دعت إليها ومارستها كثير من نخب الاستبداد التحديثي العربي.

فالناس متدينة ولو بالمعنى “الشعبوي”، وأي فكرة أو عمل قطعي استقطابي حاد مثل الدعوة لفكرة القطيعة والاجتثاث، سيفجّرها من جديد، وسيجعل الجميع مرتمياً باللاشعور في حضن جماعات التطرف الديني المضاد للتطرف العلماني..

.. وما يمكن فعله والعمل عليه هنا – وهو مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا كمثقفين ومفكرين وفلاسفة ومتنورين بطبيعة الحال – هو القطع مع الفكر المتطرف والرأي المتطرف والفتوى المتطرفة.. أي قطع الصلة المعاصرة مع الفقه التكفيري القديم الحاكم بيننا حتى تاريخه من خلال التأويل والنسخ والشروحات العقلانية الجديدة.. مثلما فعل فلاسفة ومتنورو وحداثيو وعقلانيو أوروبا مع فكرهم وتراثهم القروسطي المنغلق.

وبلا أدنى شك، يعد هذا العمل شاقاً ومضنياً، ولكنه عمل تاريخي كبير وحيوي بامتياز.. والمخاضات العسيرة المضنية التي سيتحرك فيها وعلى طرقها، ستؤدي لا محالة إلى ولادة فكر حداثي تنويري عقلاني جديد، متصالح مع نفسه، ومع العصر الذي يعيش فيه دونما تخلٍ عن قيمه الإنسانية القارّة..

وهذه هي رغبة وأمنية كل الناس التي تريد العيش الآمن والمستقر مع رفاهية وعيش إنساني رغيد مبنى على فكر وفقه حضاري منفتح على الحياة والعصر.. ولكن هذا كله لن يحدث في ظل هيمنة تراث مليء بألغام التطرف والكراهية.. يعني يستحيل تحقيق السلام الاجتماعي في بلداننا في مثل هذا المُناخ التراثي المتفجر بالكراهية المذهبية والدينية والعرقية، لأنّ الأمان والسلام كما يقول روسو لا يحلُ بين شخصين يعتقدُ أحدهما بأنَّ الآخر يدخلُ الجحيم..!!.

.. نعم، إنّ أساس المشكلة في كل ما نواجهه من فشل تنموي وسياسي واقتصادي، وفي كل ما نعانيه من هيمنة للتطرف السياسي والديني في بلداننا، هو الخطأُ في قراءة النصوص الدينية وتوظيفها لأغراض سياسية بحتة، وهي عملية قامت وتقوم بها نخب الوعظ الديني الذين اتخذوا من الدين ذاته نمطاً أداتياً يغلبُ عليه المظهر الاستعراضي على حساب أبعاده الروحية والقيمية الحقوقية.

وبطبيعة الحال، قاعدة وركيزة معالجة أمراضنا التراثية متوفرة على نطاق واسع في داخل مجالنا الحضاري وثقافتنا الدينية التراثية، وهي تنطلق من قناعة أن الانسان هو أساس وغاية الوجود كله.. بل هو سيده بعقله وفكره وإنسانيته، وكل شيء ينطلق منه ومن أجله يجب أن يصب في مصلحته الدنيوية قبل الأُخروية، في محاولته إقامة جنة له على الأرض قبل جنته الموعودة تلك.

من هنا المطلوب هو – كما قلنا – التجديد في الفكر الديني.. وهذا يحتاج لبنية معرفية متماسكة، ونخب مفكرة حكيمة، وموضوعية، وواعية، تعي ما تفكر فيه وما تنتجه من معارف وأفكار بنائية تجديدية لا تقطع ولا تندمج.. بل تقرأ بعيون العقل والتدبر والنقد… فمن يحتقرُ تراثه ويشتمهُ ليس مؤهّلاً بالمطلق لمثل هذه المسؤولية الجسيمة، وكذلك من هو مستغرق فيه عاجز عن إنتاج معرفة متجددة موضوعية صحيحة مقبولة.

إن البلدان والدول والامصار لا تتقوم ولا تبْنى ولا تتطورُ ببقاء تراثها القديم السلبي الانفعالي مهيمناً عليها في مدى الزمان كله، بما فيه من الخوف والامّعية والاتباعية والهامشية، بل بالجرأة والشّجاعة والنقد والمسؤولية، والإشارة الى الأخطاء صغيرها وكبيرها.. كما لا يحدث التقدم بتدبيج أشعار ومعلّقات المديح والاطراء والنفاق السياسي وغير السياسي.

.. وهذا هو الإمام علي(ع) – وهو أعظم وأرقى وأهم وأعلى شخصية إسلامية بعد رسول الله(ص) – انظروا إليه ماذا (وكيف) كان! يتحرك ويفعل، خصوصاً بعد أن أصبح في موقع قيادة الدولة الاسلامية المترامية الأطراف لمدة خمس سنوات.. لقد كان مثالاً ونموذجاً حقيقياً للحاكم العادل المسؤول “والديمقراطي جداً بلغة عصرنا”، حيثُ كان يتقبل نقد الناس له، ويقبل مشورتهم.. وكان يصرُّ على عدم المديح له والثناء عليه، حتى الخوارج (وهم من أجلاف العرب والمسلمين، وأكثرهم تجمداً وتخشّباً في الفكر والسلوك حيث كانت لهم قناعاتهم المتزمتة) حتى هؤلاء الذين سبوا الإمام وشتموه، ولاحقاً قتلوه، سَمَحَ لهم الإمام (عليه السلام) بالدعوة إلى أفكارهم وقناعتهم التي كانت تتناقض مع بنية الدولة ذاتها، بل وسمح لهم بحرية التعبير عن الرأي والمعتقد، لا بل وكان يقول لأصحابه وأتباعه وأركان دولته: “لا تقتلوا الخوارجَ بعدي، فليسَ من طلبَ الحقَّ فأخطأه، كمَنَ طلبَ الباطلَ فأدركه“.. هم طلبوا حقاً لكنهم فشلوا فيه، فكراً ومنهجاً ودعوةً.. أي كان(ع) يحاول إيجاد المبرّر لهم ليستمروا بالحياة السياسية وغير السياسية، فاعتبرهم مخطئين في التفسير والقناعات، فهم طلبوا الحق ولكنهم أخطأوا السبيل والدرب، فما ذنبهم (وهم جماعة غير صغيرة) بجناية بعض صغير منهم..!!.

إنّ بدايةَ الطريقِ لحلول أزماتنا، وعلى رأسها أزمتنا مع التراث الإسلامي (وليسَ أزمة التّراث ذاته وما يوجّه إليه من نقد متطرف وشتائم قاسية، ومحاولات رفض وقطيعة واتهامات العنف والتكفير وووإلخ)، لا بد أن تنطلق – على الصعيد الفكري المعرفي – من وضع رؤية استراتيجية عقلانية لتنقية التراث ذاته، والسعي لإقامة مجتمع الوعي المعرفي والثقافة المعرفية العلمية، أي ثلاثية: التربية والمعرفة والوعي، تكون قائمة على الحقوق والقيم القارة، على حرية الرأي والتعبير والتنظيم وضمانها الأخذ بالحكم الصالح (القائم على الحريات السياسية هي قاعدة التنمية الاقتصادية)، ونشر التعليم وتطويره، وتوطين العلم وبناء قدرات البحث العلمي، والتحول نحو نمط إنتاج المعرفة وتأسيس نموذج معرفي عربي وإسلامي.

والإسلام ذاته في قيمه وتراثه وعقيدته، ليس حائلاً دون ما تقدم من طروحات قيامة العرب والمسلمين وتحقُّق نهضتهم المدنية.. أما العقائد الاصطفائية التي يدعي أصحابها امتلاك المقدس الديني منه والدنيوي، فلم تفعل شيئاً نافعاً عليه القيمة في واقع تطور حركة الفرد والمجتمعات العربية والإسلامية، ولم تتقن أمراً (للتقدم والتطور) قدر اتقانها للغة التذمر والشكوى والنواح والنحيب على ماضٍ زاهي ومجد تليد وزمن فائت، لذلك باتت تحتاج لحائط أو جدار تمارس عليه أنينها ونحيبها وبكاؤها (ومزاميرها التاريخية) من باب عسى ولعل..

.. وربما الخلل ليس في وجود فكر وعقيدة وأيديولوجيا (كمقر للفكر البشري حول شأنٍ وجودي ما خاص وعام يتعلق به)، بل في وجود أفراد متعصّبين لها، وسياسات تستثمرها وتلوّنها وتقسرها بحسب مصلحتها، وتتلاعبُ بها على الوجه الذي تريد..!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *