عبرة الكلمات 466
بقلم غسان عبد الله
من سِفْر الدخول
هذا ليلُ الغربةِ ليس نهاراً للدفءِ.. لأعطيكَ من الأحمرِ جُمَّارةَ قلبي ومن الأزرقِ ماءَ الشعرِ هذا قنديلُ الأحلامِ الورديَّةِ.. لا إكليلَ قطاراتِ الحُبِّ.. لأهديكَ مع التلويحِ رسالةَ بوحٍ ومن الروحِ بطاقاتِ الزهرِ.. لا ليس فراتاً ما يتمرأى بين يديكَ سيدي.. فهذا عمري يرشحُ من دونِ إناءٍ ويسيلُ بلا خفَّينِ إلى القبرِ!.
لمن ينتمي الزيزفون؟؟
حبَّةً.. حبَّةً يرحلونْ.. ترحلُ الأغنياتُ، وينكسرُ الزيزفونْ.. لغنائي وردةٌ كالضجيجِ الذي يتكاثرُ من طعناتِ الهواءِ.. منْ أنا؟؟.. منْ تكونْ؟؟ ومضى الصوتُ مستسلماً للصدى راعفاً.. راجفاً في مساماتهِ همسةٌ، وجنونْ.. إنَّها العرباتُ وقد أرتجتْ قلبَها في المحطَّاتِ تمشي الحقائبُ مسرعةً وثقيلاً.. ثقيلاً يمرُّ السكونْ.. ليس لي شجرٌ لأغنِّي له: (عائدونْ…).. بعدما يدفنُ العمرُ أمواجَهُ تعزفُ الريحُ لحنَ الوداعِ فينتبه العاشقونْ.
حارس الأزهار
قلتُ لهُ: يا حارسَ الأزهار لو تُدخِلُني قطرَ ندى لو خمس حباتِ ندى.. حدثتهُ… والدمُ في أصابعي أبيضُ كالحصى يودُّ لو يرجمُهُ قلت لهُ: هَبْ أنَّني دخلتُ كالفراشةِ العمياءِ.. ناشراً خلفي شظايا العطرِ، أنَّني خرجتُ من إطارِ اللوحةِ المُشْكَلَةِ الألوانِ.. وانسكبتُ نرجساً وزنبقاً وياسميناً واختلستُ الوقتَ من بين يديكَ.. أنَّني دحرجتُ عينيَّ على الأدراجِ من خلف السياج.. أيُّها الطيِّبُ ها يدي على الزجاجِ وردةً جوريةً تركتها شاردةَ العنوانِ.. دلَّني بحقِّ قلبكَ الفضيِّ، كيف تصبحُ اللوحةُ بالبنفسجِ النديِّ أشهى؟ أيُّها الطيِّب.. ها يدي على الزجاجْ مجروحةُ الخدِّ والدمُّ كالأمواجْ.. في الجزر والمدِّ. قلت لهُ.. حدثتهُ.. أصغى وكان طيِّباً والدمُ في أصابعي أبيضُ كالحصى يودُّ لو يرجمُهُ.
من دفتر الخريف
صفحةً.. صفحةً تعولُ الآن في الصدرِ، تقطعُ حبلَ مشيمتها ثم ترمي به للبياضِ المريب صفحةً.. صفحةً تتناسلُ في الروحِ ذئبيَّةً كيف أنجو بلثغةِ طفلِ القصيدةِ؟؟ أين أخبِّئُ ضحكتَهُ؟؟ للخُطا شكلُ تفّاحةٍ ولعينيَّ لونُ الذبولْ قابَ قتلٍ وأدنى دنا السمُّ منِّي فخبَّأتُهُ في السوادِ دماً يرشحُ الآن علقمُهُ.. صفحةً.. صفحةً في خوابي المساءِ.. إذاً كيف يقرأ طفلُ الفجيعةِ عامَ الجفافِ بفصلِ الذهولْ؟؟؟.