
التطورات السياسية في لبنان والمنطقة واستهداف سيارة على طريق خلدة
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
في الوقت الذي يعرض فيه المبعوث الأمريكي توم براك اقتراحاً أمريكياً لتثبيت وقف إطلاق النار يتضمن فيما سرب عنه اقتراحات تنافي السيادة اللبنانية ولا يمكن القبول بها، إذ أنها شأن داخلي يتم الاتفاق عليه بين اللبنانيين على أساس تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة اخرى ويتم في هذا المجال تكثيف الحصار المالي والاقتصادي على كل لبنان منعاً لإعادة الاعمار، يقوم العدو الصهيوني بتصعيد عملياته العسكرية للضغط على لبنان للقبول بالمقترحات الأمريكية التي تم التوافق عليها سراً بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وليس صحيحاً أنها تُقَدمْ للبنان للمرة الاولى ويتم بعدها نقل الجواب اللبناني إلى الكيان الصهيوني، فالولايات المتحدة الأمريكية عودتنا دائماً أنها تسعى من اجل تقديم مصالح العدو الصهيوني على مصالح شعوب المنطقة، وما يحصل في غزة من تغطية على الابادة الجماعية واضح لا لبس فيه خير دليل على ذلك.
إننا في تجمع العلماء المسلمين نعلن أننا نقف إلى جانب المقاومة في أي خيار تختاره فيما يتعلق بمستقبل الصراع مع العدو الصهيوني ونحن على يقين بأن سلاح المقاومة هو أداة قوة بيد لبنان الدولة والشعب اللبناني، ولا يمكن للمقاومة أن تفرط فيه، لأنه بذلك ستكون نهاية لبنان الدولة والكيان، خصوصاً بعدما ورد في الإعلام الصهيوني أن مفاوضات التطبيع بين الكيان الصهيوني وسوريا تطرح التنازل عن ثلثي الجولان المحتل لمصلحة الكيان الصهيوني وسيطرة سوريا على أراضٍ لبنانية، ما يعني أن الخطر على لبنان مستمر ولا يمكن أن نسلم سلاحنا في الوقت الذي تتعرض فيه سيادتنا ووحدة أراضينا للخطر.
في نفس الوقت تستمر الإبادة الجماعية في غزة التي أدت في الأيام الماضية لارتقاء مئات الشهداء وآلاف الجرحى في مصائد توزيع الغذاء وفي المستشفيات وأماكن النزوح، وهذا التصعيد الذي جاء في الوقت الذي يدور فيه الكلام عن قرب التوصل لاتفاق، والذي عودنا فيه الكيان الصهيوني أنه في كل محطة تصل فيه المفاوضات إلى اقتراب الحل يقوم بالتصعيد لإيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى وتضييع فرصة الاتفاق، هذا مع العلم أن المطروح اليوم لا يرقى لكي يكون اتفاقاً مقبولاً، إذ أنه لا يتضمن صراحة وقفاً نهائياً لإطلاق النار، ما يعني أن العدو الصهيوني يستطيع العودة للعدوان على غزة واستمرار القصف والاحتلال بعد انتهاء مدة وقف اطلاق النار.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحتين المحلية والاقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على انتهاك القرار 1701 وقرار وقف إطلاق النار في أكثر من مكان في الجنوب اللبناني وصولاً إلى جبل لبنان حيث قامت بتفجير جرافة تعمل لصالح إحدى ورش مجلس الجنوب في ميس الجبل واستهداف سيارة على طريق خلدة بيروت أدت إلى استشهاد المواطن قاسم الحسيني وإصابة خمسة جرحى آخرين، وقامت أيضاً بتنفيذ سلسلة غارات على محيط مجرى الليطاني- يحمر الشقيف وبلدات اخرى في الجنوب اللبناني.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن أي طرح يأتي به المبعوث الأمريكي توم براك إذا كان يتضمن سحب سلاح المقاومة كشرط لوقف إطلاق النار وانسحاب العدو الصهيوني من الأراضي التي يحتلها، هو اقتراح مرفوض ولا يمكن الحديث عن سلاح المقاومة في مفاوضات مع العدو الصهيوني، لأنه شأن داخلي لبناني يبحث في إطار لجنة الحوار الوطني التي ستعمل على دراسة كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة في الخطة الدفاعية الوطنية.
ثالثاً: يدين تجمع العلماء المسلمين استمرار مجازر الاحتلال الصهيوني في غزة في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن قرب التوصل لوقف إطلاق النار ضمن هدنة محددة تُعطي للعدو الصهيوني إمكانية العودة لممارسة الاعتداءات ومع ذلك فإننا نثق بالقيادة الحكيمة للمقاومة الفلسطينية في الوصول إلى اتفاق يرفع الحصار الاقتصادي والتمويني عن غزة ضمن ضمانات مقبولة، خصوصاً من دول عربية راعية للاتفاق.
رابعاً: يحييِّ تجمع العلماء المسلمين المقاومة الفلسطينية البطلة على العمليات البطولية التي تخوضها ضد جيش الاحتلال الصهيوني في غزة، والتي كان آخرها إصابة صاروخ مضاد للدروع آلية مدرعة في خان يونس، ما أدى لمقتل جندي صهيوني من لواء غولاني وإصابة اخرين، إضافة لمقتل أكثر من 4 جنود في عمليات سابقة، وهذا ما جعل الإعلام الصهيوني يعلن أن عربات جدعون فشلت في كسر حماس، والحركة نجحت في البقاء.