التجمع يستنكر إذعان الحكومة للإملاءات الأمريكية
تعليقاً على التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
لقد جاء رد العدو الصهيوني سريعاً على قرارات الحكومة اللبنانية اللادستورية واللاميثاقية بقيامه بتنفيذ أحزمة نارية في أكثر من منطقة في الجنوب اللبناني، حيث شن الطيران الحربي للعدو الصهيوني المعادي مساء أمس سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من جنوب لبنان شملت أطراف بلدة أنصار ومنطقة المحمودية والبريج وبلدة جباع ووادي برغز قضاء حاصبيا، إضافة إلى سلسلة غارات على محيط بلدة دير سريان استتبعتها بإطلاق مسيرة خمسة صواريخ على نفس المكان الذي استهدف بالطائرات الحربية الصهيونية، ما أدى الى ارتقاء شهيدٍ من التابعية السورية وإصابة مواطنين بجروح، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الكيان الصهيوني لا يقيم وزناً لقرارات مجلس الوزراء، بل إنه يعلن أنه مستمر بمسلسل الاستهدافات بانتظار اللحظة التي قد تنجح فيها حكومة الإذعان بتنفيذ قراراتها المتعلقة بالسلاح، “وهذا لن يحصل” لينقض على لبنان، كامل لبنان ويقيم مستعمراته داخل قرى الجنوب وصولاً إلى الشمال، فهذا حلم صهيوني، إذ يوجد جماعات داخل الكيان الصهيوني تخطط وتعد العدة لإنشاء مستوطنات في لبنان، وبدلاً من سعي الحكومة لموقف موحد ضد هذه التهديدات، وقيام وزير الخارجية اللبنانية بواجبه في إرسال مذكرات إلى مجلس الأمن الدولي تطلب انعقاده لبحث هذه التهديدات، يقوم وزير الخارجية يوسف رجي بالاعتراض على كلامٍ داعم سلاح المقاومة من قبل وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، في موقف قل نظيره من هذا الوزير الذي لا يقوم بأي تحرك ضد العدو الصهيوني، بل يسارع الى التضييق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضمن مسلسل صهيوني أمريكي، وبذلك فإن الحكومة تعمل بإملاءات أمريكية – سعودية على توفير الأرضية التي تساعد على تنفيذ العدو الصهيوني لتهديداته بخصوص احتلال لبنان. والمواطن اللبناني يسأل اليوم حكومته ما هي الخطة التي أعدتها لتحرير الجنوب كما جاء في خطاب القسم والبيان الوزاري؟ وهل يكون ذلك بسحب سلاح المقاومة، عامل القوة الوحيد بيد لبنان؟ وما هي الضمانات التي استندت اليها لاتخاذ هكذا قرار، خاصة مع الكلام الواضح للمبعوث الصهيو/أمريكي توم براك بأنه لن يضغط على الكيان الصهيوني لإلزامه بتطبيق القرار 1701؟ وهل سيبقى لهذا البلد من وجود وكيان مستقل، بعد تهديد المبعوث الامريكي توم براك بأنه سيذهب لبنان باتجاه عودته جزءاً من بلاد الشام، تنفيذاً لاتفاق أمريكي مع أحمد الشرع لاقتطاع جزء من لبنان وضمه الى سوريا.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع المتلبد والخطير نعلن ما يلي:
أولاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين ان الحكومة اللبنانية قد ارتكبت خطيئة كبرى بقرارها اول من أمس يرقى لمستوى الخيانة العظمى كونها تعرض البلد لأخطار ليس اقلها قيام العدو الصهيوني باحتلال لبنان، وأخطرها إدخال البلد في فتنة داخلية تعرض سلمه الأهلي للخطر، خاصة مع كلام لرئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بأنه هناك شارع سيقف بوجه شارع إذا ما اعترض على قرار الحكومة، ما يعني أنه يخطط لفتنة داخلية لن تحصل بفضل وعي اللبنانيين والقيادات الوطنية وعلى رأسها دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين ويدين إقدام العدو الصهيوني على شن سلسلة غارات شكلت أحزمة نارية، واستهدفت مناطق متفرقة من جنوب لبنان، في ردٍ واضح من العدو الصهيوني على قرارات الحكومة اللبنانية، والتأكيد على أن هذا العدو لن يوقف عدوانه، بل سيستمر حتى بعد سحب السلاح إن حصل، وهذا ما أكده أكثر من مسؤول صهيوني، فلماذا تصر الحكومة على تنفيذ القرارات والإملاءات الأمريكية والسعودية من دون أي ضمانات، بل مع وجود تهديدات واضحة؟.
ثالثاً: يتمنى تجمع العلماء المسلمين على فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن يتدخل اليوم في جلسة مجلس الوزراء، ويلتزم بدوره كحامي للدستور والسلم الأهلي، ويمنع إقرار الورقة الأمريكية التي هي بمثابة ورقة استسلام للعدو الصهيوني، وليعلم أنه إن رضي هو وحكومته ورئيسها الإذعان، فإن في لبنان شعباً حراً وأبياً سيرفض ذلك، وبالتالي فإنه يُعرّض السلم الأهلي للخطر.
رابعاً: تمنى تجمع العلماء المسلمين على قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل التدخل وعدم جر البلد إلى اقتتال داخلي يهدد وحدة الجيش، وليعلن موقفاً واضحاً بأن موضوع سلاح المقاومة لا يمكن أن يُبحث والاحتلال الصهيوني جاثم على أراضينا، وأن أي كلام حول هذا الموضوع يجب أن يكون بعد إتمام الانسحاب الصهيوني من كامل الأراضي التي يحتلها، وعودة الأسرى ووقف الاعتداءات والبدء بإعادة الإعمار.
