شهداء مجدل زون
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتباحثت في الأوضاع المستجدة على الصعيدين المحلي والإقليمي، خاصة ما يجري في غزة وجنوب لبنان، وصدر عنها البيان التالي:
دخلنا في اليوم الثامن والثلاثين بعد المئة وما زالت الآلة الصهيونية تعيث فساداً ودماراً بغزة ولا تستهدف سوى المدنيين الآمنين الذين يتعرضون للقتل والتجويع في كل يوم وسط صمت دولي مريب ومشبوه ومتآمر، وخاصة بعد أن اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو تجاه القرار الإنساني الذي قدمته دولة الجزائر، ما يؤكد أن هذا العدوان الحاصل في غزة إنما هو بقيادة ورعاية أمريكية، وأن المجرم الأول هو الشيطان الأكبر أمريكا التي يجب أن تنال عقابها، وسيذكر التاريخ أنها دولة إرهابية ودولة مجرمة لا تقيم وزناً للقيم الإنسانية والأخلاقية.
إن ما يحصل في جنوب لبنان اليوم من اعتداءات متكررة ومتصاعدة من قبل العدو الصهيوني يفرض رداً حاسماً من قبل المقاومة التي تقوم بدورها في التعاطي مع الموضوع بحكمة وبتصعيد متناسب مع ما يقوم به العدو الصهيوني، ولذلك لا بد من التنبه إلى أننا لا نستطيع أن نحدد للمقاومة الإسلامية نوعية وكيفية الردود فهي الأخبر والأدرى بذلك، وهي التي تدرس الإمكانيات المتوافرة لديها، وما يخطط له العدو وتتعامل مع مخططات العدو بحكمة ودراية، غير أن هناك قاعدة أساسية تبنتها المقاومة وهي أنه لن يفلت العدو الصهيوني من العقاب، وسيُرد على كل اعتداء يقوم به بما يتناسب مع حجم ونوعية الاعتداء الذي قام به العدو الصهيوني.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية وتدارسها للأوضاع في الساحتين الفلسطينية واللبنانية والسورية ومحور المقاومة نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على قصفه بالطيران لبلدة مجدل زون ما أدى لاستشهاد مواطنة وطفلة وإصابة عدد من الأهالي، وهذه الجريمة لن تمر من دون عقاب، ويجب أن يكون هناك رد قريب ورادع لأن العدو قد تمادى في اعتداءاته وأصبح لا يميز في قصفه بين هدف مدني وهدف عسكري، بل إن كل الأهداف التي طالها العدو الصهيوني هي أهداف مدنية الهدف منها التدمير وعقاب أهل الجنوب على تبنيهم للمقاومة ونهجها.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن إعلان العدو عن منشأة عسكرية مزعومة في منطقتي جبيل وكسروان إنما هي بحسب وزارة الطاقة منشأة تابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، وعليه فإن فكر العدو الصهيوني بأن ينال من هذه الأماكن فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى ضرب مواقع مشابهة في داخل الكيان الصهيوني، وهذا ما عودتنا عليه المقاومة، وبالتالي يجب عليه أن لا يغامر هكذا مغامرة، وإن غامر فالرد جاهز.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني باستهداف حي كفرسوسة السكني في العاصمة دمشق والتي أدت إلى استشهاد مدنيين اثنين وجرح ثالث، وهذه الأهداف التي ينال منها العدو الصهيوني إنما هي أهداف مدنية، وتستدعي الرد من قبل سوريا، ولذلك فإننا نؤكد مرة أخرى على أنه لا بد من أن يرد على القصف بالقصف لأن هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين للأبطال المقاومين في الضفة الغربية خاصة في جنين المحتلة على مواجهتهم للعدو الصهيوني، والعملية البطولية التي أدت إلى تفجير آليات للعدو الصهيوني وقتل وجرح من فيها، ويؤكد التجمع على أن المواجهات التي يخوضها أبطال جنين بالحي الشرقي منها إنما تعبر عن قوة وإرادة وتصميم، وأن هذا العدو لن يستطيع أن يكسر إرادة المقاومة في فلسطين.
خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الأميركي – البريطاني على استهداف منطقة العرج شمال غرب مدينة الحديدة اليمنية، وكل ذلك لن يثني الجيش اليمني وأبطال اليمن عن توجيه الضربات للعدو الأمريكي البريطاني والتصميم على قرارهم بمنع وصول السفن إلى الكيان الصهيوني مساهمة في دعم ومساندة المقاومة في فلسطين.