الإخلاصُ بالمعنى الديني النّية السّليمة والقَصد الطيب على طريق التكامل الإلهي
بقلم: نبيل علي صالح / كاتب وباحث سوري
لا شكَّ بأنّ مفهومَ الإخلاص له صلة وارتباط أساسي بأحد معاني العبودية في الدين.. بل هو قيمة معنوية ومرتبة تكاملية للإنسان العابد، وهو من عمل القلوب..
والإخلاص في اللغة – بحسب ما جاء في معجم مقاييس اللغة – يعني تنقية الشيء وتهذيبه.. حيث يقال: خلَّصتُه من كذا، وخَلَصَ هو. و(خَلَصَ) الشيء، أي صار (خالصاً) وبابه دخل.. و(خَلَصَ) إليه الشيء: وصل. و(خلَّصه) من كذا (تخليصاً)، أي: نجَّاه (فتخلص). و(الإخلاص) في الطاعة يعني ترك الرياء، وقد (أخلص) لله الدين.. و(خالصه) في العشرة: صافاه. وهذا الشيء (خالصةٌ) لك، أي: خاصة. و(استخلصه) لنفسه استَخَصَّهُ. وكلمة (الإخلاص) كلمة التوحيد. و(التخليص) التنجية من كل شائبة، تقول: خلَّصته من كذا تخليصاً، أي: نجيته تنجية، فتخلَّص.
وأما (الإخلاص) في الاصطلاح الديني فقد تم تعريفه بعدة تعريفات منها: ما أريد به وجه الله من أي عمل كان.. أو أنه سِترٌ بين العبد وبين الله تعالى، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله. والإنسان المُخْلِصُ هو الذي وحّد الله تعالى خالصاً، فلم يُشرك به شيئاً، وهو بهذا اسم فاعل. و(المُخلِصون) الموحدون. وقد وردت وفق هذا المعنى عدة آيات، منها قوله تعالى: ﴿فادعوه مخلصين له الدين﴾ (غافر/65).
لقد أورد القرآن الكريم كلمة الإخلاص في ثماني وثلاثين مرة، وهي جاءت بألفاظ متعددة، تركزت حول توجه القلب نحو العمل بالنية الحسنة والصافية والخالصة لوجه الله تعالى وسعياً لنيل مقام القرب منه عز وجل.. وهو من أهم المقامات وأرفعها في مراتب السلوك التكاملي البشري.. إن هذا المقام يجعل الإنسانَ المؤمن جاهزاً على الدوام ليكون الله حاضراً معه في كل مواقع حياته في كل علاقاته وشؤونه.. فلا يتركه، ولا يغيب عنه لحظة.. يقول عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجه اللَّهِ﴾ (البقرة/115).. ولكن هل يمكن للإنسان أن يبدأ المسير بسهولة على هذا السبيل؟ للأسف لا يمكنه، لأن معيقات وموانع، ذاتية وموضوعية، تجبُّ إزالتُها من خلالِ قيام الإنسان المؤمن بأفعال المُجاهدة والمُصابرة وتقوية الإرادة والاجتهاد والمثابرة على الصراط المستقيم.. ولكن يضافُ إلى ما تقدم شرط آخر جوهري وأساسي ينبغي على الإنسان السالك دربَ الآخرة، الوقوف عنده، وتذكره، والعمل به، لأنّه شرط أساسيّ في قبول الأعمال عند الله عز وجل، والقبول شرط نيل رضاه تعالى وبالتالي القرب منه، والشرط هو الإخلاص في النية والعمل.. يقول عز وجل: ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدا﴾ (الكهف/110). وهو يعني أنَّ اللقاءَ به تعالى مرهون بأمرين أساسيين يجب الخضوع لهما والالتزام بمقتضياتهما، أولهما: هو العمل الصالح، وثانيهما: عدم الشرك بالله والإخلاص له وقولاً وفعلاً.. يقول الإمام علي علي(ع): “إنّ أفضلَ ما يتوسّل به المتوسّلون الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله، وكلمة الإخلاص، فإنّها الفطرة“..
والله تعالى طلب من الناس وأمرهم بطاعته وعبادته ﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاه﴾ (الإسراء/23)، عبادة يقينية مخلصة لوجهه الكريم، لا يشتركُ أحد فيها معه: ﴿وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّين﴾(البينة/5)، وقال عز وجل: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ﴾ (الزمر/2)، ﴿وَادْعُوهُ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ (الأعراف/29)، وفي مكانٍ آخر يخاطبُ رسوله(ص) بقوله: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ﴾ (الزمر/11).
نعم، إنَّ الإخلاصَ هو أساسُ وركيزة أي عملٍ، وهو غايةُ كل مُرِيد، فعملٌ بلا إخلاص لا أجرَ له، وصلاةٌ بلا إخلاص لا ثواب لها، وصدقةٌ بلا إخلاص لا قيمة لها.. والأصل في الإخلاص هو أن يتوجه المرء بقلبه وروحه وكامل قواه النفسية إلى الله تعالى، أي هو صدق النية مع الله.. لأن الإخلاص فعلياً هو غايةُ الدين، جاء عن الإمام علي(ع): “الإخلاص غاية الدين“، وهو أفضل العبادات، بل هو روح العبودية لله وجوهرها بحسب ما أخبرنا إمامنا الصادق(ع): “أفضل العبادة الإخلاص“. وهو سرّ من أسرار الله قذفه في القلوب النقية الطاهرة لمن اختارهم للقرب منه تعالى، يقول الرسول(ص) مخبراً عن جبرئيل(ع) عن الله تعالى أنّه قال: “الإخلاص سرٌّ من أسراري، استودعته قلب من أحببت من عبادي“.
والإخلاص فرضٌ واجبٌ على كل مسلم ومسلمة.. يقول تعالى في محكم كتابه: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (البينة/5)، بل أمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذاتَه بإخلاص العبادة لله، قال عز وجل: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ (الزمر/2).. كما أمر الله عباده بإخلاص الدعاء له؛ قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (الأعراف/23).. وقال سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف/180).
وحقيقة الإخلاص تكون من خلال تخليص نيّة الإنسان وعمله من شائبة غير الله تعالى، يقول النبي الكريم(ص): “إنّ لكلّ حقّ حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يُحمد على شيءٍ من عمل لله“. فالمخلص هو الذي لا يطلب من وراء أيّ عملٍ يقوم به سوى التقرّب لله عز وجل والسعادة بقربه، ونيل رضاه.
إن كل الأعمال مرهونة بالنية الطيبة وإخلاص العمل لله، وأن لا يعتريها أي شرك به تعالى، ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِه﴾ (النساء/48)، لأنّه ظلم عظيم ﴿يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيمٌ﴾ (لقمان/13)، والله تعالى لا يهدي القوم الظالمين ﴿وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ﴾ (سورة الصف/7).
والدين الخالص له تعالى هو الذي يختاره عز وجل: ﴿ألا لله الدِّينُ الخَالصُ﴾ (الزمر/3)، وإذا داخلته شوائب وأهواء ونزعات خاصة، فلا يكون عندها هذا الدين خالصاً له.. يقول الرسول الكريم(ص): “لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه“.
إذاً إنّ الإخلاص لله هو ركيزة الدين وقاعدة الإيمان، وهو رأس الفضائل، والمناط في قبول الأعمال وصحتها، فلا قيمة لعملٍ لا إخلاص معه، جاء عن الإمام عليّ(ع): “من لم يصحب الإخلاص عمله لم يقبل“. لذا قال(ع) في شأن المخلصين: “طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره”.
وأما عن صور وأنواع الإخلاص، فإنّ لها تجليات عديدة، منها: الإخلاص في العقيدة، والإخلاص في العبادة والشعائر، والإخلاص في التعامل والعلاقات، والإخلاص في طلب العلم والدعوة، والإخلاص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغيرها.
وللالتزام بقيمة الإخلاص نتائج وآثار مهمة، يمكن تثبيتها في الآتي:
1- عجز الشيطان عن الهيمنة على الإنسان المخلص الملتزم.. لأنه عز وجل حاضر بشكل كلي دائم في حياة الإنسان المخلص، فلا طريق للشيطان إليه: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصينَ﴾(ص/82-83).
2- إعفاء الإنسان المخلص من الحساب في يوم الحشر، يقول تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ﴾(الزمر/68).. وتوضح الآية أن هناك جماعة من البشر هم في مأمن من صعقة يوم القيامة وهلعه، وإذا ضممنا إليها الآية الشريفة ﴿فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصينَ﴾(الصافات/127-128) ، ندرك أن الجماعة المقصودة هي جماعة العابدين المخلصين لله في العمل والقول الذين يكرّمهم تعالى بأن لا يقفوا في عرصة يوم القيامة، لأنهم قتلوا شهواتهم والنفس الأمارة بالسوء، وعانوا وتعبوا في المجاهدة وترويض النفس بالعمل الصالح وممارسة الطاعات وتطبيق أحكام الشريعة.
3- يميز الله تعالى جماعة أو طائفة المخلصين في يوم القيامة من خلال أنه لا يعطيهم الثواب والأجر لقاء ما عملوه في الدنيا، فالكرامة الإلهية أعظم وأكبر وأرفع.. إنه يميزهم ويكرمهم بفضله ورضوانه، عكس باقي العباد الذين يثيبهم ويعطيهم لقاء كسبهم وعملهم لله في الدنيا، يقول تعالى: ﴿وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصينَ أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ﴾ (الصافات/39-41).
4- إن هذه المرتبة الرفيع والمقام العالي الراقي للمخلصينيؤهلهم لأداء فروض الشكر والثناء والحمد لله تعالى، يقول تعالى: ﴿سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصينَ﴾ (الصافات/156-160).
5- جزاء المخلص لله يتركز في العلم والحكمة، بحسب ما ذكر الرسول الكريم(ص): “ما أخلص عبدٌ لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلّا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه“. والاستمرارية في الإخلاص تفجر ينابيع العلم وتورث الحكمة، وهي من حكمته وعلمه تعالى الذي لا علم ولا حكمة فوقه تعالى..
6- المخلص لله تعالى يرزقه تعالى بالبصيرة في دينه وحياته، بحيث لا يسقط أبداً في مواقع الزلل، ولا يقع في مهاوي الفتن، بل يبقى حاضراً عارفاً موقعه ودوره، جاء عن الإمام علي(ع): “عند تحقّق الإخلاص تستنير البصائر“.
ولا يمكن أن يتجسد الإخلاص ويتحقق في حياة المؤمن من دون إزالة ما يمنع تحققه وتجسيده، وهو الأنانية وحبّ النفس والهوى، جاء عن الإمام علي(ع): “كيف يستطيع الإخلاص من يغلبه الهوى“. وهوى النفس شرك يقع فيه الإنسان في خضوعه لذاته وشهواتها، واستجابته لأوامرها، بدلاً من الخضوع لإرادة الله تعالى، ولا علاجَ لهذا الخضوع إلا بالإيمان والطّاعات، يقول تعالى: ﴿وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ﴾ (سورة ص/26). واتباع الهوى يعني –من جملة ما يعني وضع الأهواء والنزعات الذاتية الشهوانية مكان الله، والميول الشخصية مكان قيم الدين وأحكامه. يقول عز وجل: ﴿وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى﴾ (النازعات/41-42).
من هنا لا طريق ولا مفر أمام الإنسان – الساعي في نهج الحق والإخلاص – إلا بأن يعمل على مواجهة هواه وتركه ميوله الخاصة وتركيز اهتمامه بالطاعات وأحكام الدين بعيداً عن المعصية والزلل والوقوع في براثن مخالفة أوامره تعالى.
والإنسانُ المخلص، هو الذي يفعلُ كل شيء في حياته بنية صادقة طلباً لرضاه تعالى، وحبّاً به، وسعياً لفضله وإحسانه وكرمه.. والعمل للوصول إلى جنته: قال تعالى: ﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ (الصافات/39-49). وجاء عن إمامنا الصّادق(ع): “والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا الله عزّ وجلّ“.. لكن المشكلة تبرز هنا عندما يهتم الإنسان بالدنيا ويعلي من شأن هواه فيها، فيصبح خاضعاً لملذاته ومطيعاً لشهواته، ليصل بالنهاية إلى الضلال المبين في الدنيا والسقوط في جهنم الآخرة، يقول تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْديهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ (الجاثية/23).
واليقين هو الممهّد لتفجّر الإخلاص في النفس.. اليقين بالله وبدينه وقيمه، واليقين بالمعارف الإلهية، ورد عن الإمام علي(ع): “الإخلاص ثمرة اليقين“. إنه اليقين في التوحيد القاضي بأنه لا قوة مؤثرة في هذا الكون والوجود سوى قوة الله تعالى، وأنّ كلّ شيء في هذا العالم يبدأ مننه تعالى، ويعود إليه: ﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾ (البقرة/156). وأول خطوة ينبغي أن يخطوها الإنسان وصولاً لليقين، هي خطوة العلم والمعرفة بأركان الدين وركائزه وعلومه وأحكامه، يقول الإمام علي(ع): “أوّل الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له“.