حول عملية النصيرات وتخليص أسرى العدو
تعليقاً على المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم النصيرات، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
يصر العدو الصهيوني على الاستمرار في ارتكابه للمجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية، وما فعله العدو الصهيوني اليوم في مخيم النصيرات من المجزرة البشعة التي أدت إلى استشهاد ما يزيد عن الثمانين شهيداً وعشرات الجرحى بقصف تجمعات بشرية كانت تحاول الحصول على بعض الحاجيات الضرورية لمعاشها، وهذا الأمر أدى إلى أن تعج المستشفيات التي ما زالت تعمل بعجز كبير بالشهداء والجرحى، هذا الأمر يتم وسط تغطية أمريكية واضحة لأن الولايات المتحدة الأمريكية لو أرادت منع العدو الصهيوني من ارتكاب هكذا مجازر لمنعتها، ولكنها ما زالت تفتح لها باباً من أجل تحقيق بعض الأهداف.
قد يظن العدو الصهيوني أنه بتحريره لأربعة من أسراه في هذه العملية أنه قد حقق إنجازاً كبيراً، في حين أن هذا لا يعتبر بمثابة إنجاز كبير وضخم، لأنه وبعد ثمانية أشهر من العمليات حصل على هذه النتيجة، وهو كان من بداية العملية يقول إنه سيحرر الأسرى في الأيام القليلة التي ابتدأ بمعركته ضد الشعب الفلسطيني في غزة. لذلك وإن كانت هذه العملية قد حققت هدفاً بسيطاً للعدو الصهيوني، إلا أنه لا يعني أنه قد حقق الانتصار، خاصة أنه لولا مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لما استطاعوا تحقيق هذا العمل بحسب ما صرح مسؤول صهيوني.
وبالتالي ما زال هناك عدد كبير من الأسرى بحوزة المقاومة، وما تبين من خلال الأسرى الذين حررهم العدو الصهيوني أنهم لم يكونوا في أنفاق ولم يكونوا في أماكن محصنة وإنما كانوا في شقق سكنية عادية، ما يعني أن هذه المقاومة تستطيع التعامل مع هذا الموضوع بحرفية، إلا أنه مع ذلك وصول المعلومة للعدو الصهيوني يحتاج إلى تدقيق من قبل حركة حماس لمعرفة إذا كان هناك من تسريب أو من خيانة في مكان ما.
إن القرار الذي اتخذه العدو الصهيوني من خلال هذه العملية الجبانة والتي قد يكون تمت بخدعة كبيرة وبمعلومات استخبارية نتيجة عن خيانة في مكان ما، هذه المسألة تحتاج إلى قرار من قبل حركة حماس ما دامت المعركة مفتوحة بأنه لا يجوز أن يُسمح للعدو الصهيوني بتحرير أسراه وهم أحياء، بل لا بد من أن يصار إلى قتلهم ولا يستلمهم العدو الصهيوني أحياء.
إننا نعتبر أن المعركة ستشتد في المرحلة المقبلة، لأن المجرم نتنياهو سوف يعتبر أنه حقق إنجازاً كبيراً يجعله يستمر في عنجهيته ومعركته، وهذا ما سيدخل القطاع في حرب كبيرة في المدى المنظور، لذا يجب على المقاومة التهيؤ للمرحلة المقبلة من خلال تجهيز كل الإمكانيات لمواجهة العدوان الصهيوني وإعداد العدة من أجل إيقاع أكبر ضرر فيه وإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوفه. وفي النهاية نحن على قناعة تامة بأن النصر سيكون حليف المقاومة، وأن نتنياهو أمامه أحد خيارين إما أن يذهب إلى المفاوضات ويوافق على ما تريده المقاومة، وإما أن يستمر في معركة ستودي بكل حكومته، وقد تكون إيذاناً ببدء زوال الكيان الصهيوني.