ملف حصرية السلاح ابتزاز أمريكي للبنان وإطلاق يد العدو لاستباحته!!
بقلم محمد الضيقة
وسط ارتفاع سقف المواقف الدولية والإقليمية والداخلية بشأن ملف سلاح المقاومة، كانت واشنطن عبر موفدها توم براك ترسل إشارات تحذيرية غير مسبوقة في الأيام القليلة الماضية..
كان أخطرها حسب إدارة ترامب احتمال فقدان السيطرة على الأوضاع في لبنان، إذا لم تسارع السلطة إلى حصره بيدها، هذا التصعيد الأمريكي واكبه موقفٌ صهيونيٌّ من أن حزب الله يعيد بناء قوته شمالي الليطاني، وهذا الاتهام الإسرائيلي يندرج في سياق سياستها التي تعتمد فيها على الذرائع لتبرير عدوانها.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن الإصرار على مسألة حصر سلاح المقاومة من دون وجود ضمانات حقيقية تلجم الكيان الصهيوني وغيره من خصوم حزب الله، ومن دون آلية تنفيذ تسبقها طاولة حوار من أجل الاتفاق على استراتيجية للدفاع عن سيادة لبنان، يعني أن هناك خطة أمريكية – صهيونية بالتنسيق مع بعض القوى في الداخل، خصوصاً القوات اللبنانية وحزب الكتائب بتفجير مجلس الوزراء إذا ما طرح بند حصرية السلاح على طاولة الحكومة.
وأضافت الأوساط أن حزب الله متمسك بسلاحه في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى بعد الأحداث والمجازر التي ارتكبها الإرهاب التكفيري في سوريا، وبالتالي فإن المقاومة باتت جاهزة في مواجهة إسرائيلية وفي مواجهة أي فريق قد يستهدفها أو يستهدف بيئتها، خصوصاً في منطقة بعلبك – الهرمل.
وأشارت إلى أن أي انفجار سياسي داخل الحكومة ستكون له تداعيات أمنية خطيرة على صعيد نشر الفوضى في الشارع، وهذا ما تسعى إليه لأنه في ظل انتشار الفوضى تصبح قادرة على التسلل للداخل وتزكية نار أي حرب قد تنشب بين المكونات اللبنانية.
وحذّرت الأوساط من أي خطوة ناقصة قد يلجأ إليها رئيس الحكومة نواف سلام، ويضع مسألة السلاح على جدول أعمال مجلس الوزراء لأن واشنطن التي تضغط بهذا الاتجاه من أجل ابتزاز لبنان تحت عنوان عدم تطبيق قرارات حكومية والأخطر في هذا السياق هو تجاوز القرار 1701 الذي يتضمن مجموعة من البنود التي تسبق جمع السلاح، وأهمها انسحاب قوات الاحتلال إلى ما وراء الخط الأزرق.
معتبرة أن الضغوط الأمريكية تهدف فيما تهدف إليه هو منع الحوار الداخلي بين المكونات اللبنانية كما يقترح رئيس الجمهورية وتجريد لبنان من عنصر القوة الوحيد، وفتح الطريق أمام العدو للتوسع ومواصلة الاعتداءات.
يبقى – تقول الأوساط – أن كل ما يصدر من واشنطن على لسان موفدها وعلى لسان الأطراف اللبنانية القوات اللبنانية والكتائب هو مجرد تهويل، خصوصاً مسألة تحديد تواريخ للعدوان الصهيوني، لأن الكيان الصهيوني عندما يريد شن حرب على لبنان لن يرسل الرسائل وهو المعروف عنه الغدر والمباغتة.
وكل هذا التهويل لا صدقية له لأن العدو يبحث عن إنهاء الحروب، وأقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لإعادة إعمار مستوطنات الشمال، وأقصى ما يمكن أن يفعله العدو هو تكثيف غاراته الجوية التي تستهدف الجبال والوديان والمواطنين الأبرياء، لأنه لم يعد يملك أي هدف على صلة بالمقاومة.
