نشاطات

التجمع يشارك في المؤتمر المهدوي الأول

في كلمته أكد الشيخ الزعبي أنه لا يوجد أية نقطة خلاف حول الإمام المهدي عليه السلام بين السنة والشيعة، بل هناك إجمال وتفصيل، فما أجمله السنة فصله الشيعة، وتحديداً في كونه ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام، فالسنة لا يقولون بذلك، ولكن لا ينفونه، إذ ليس في رواياتهم ما ينفيه.

كما تطرق الشيخ الزعبي إلى رواية “يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي” فبين أن الصحيح فيها قوله: “يواطئ اسمه اسمي” فقط، وأما زيادة “اسم أبيه اسم أبي” فإنها لم ترد بسند صحيح. وكذلك لم يصح عند السنة أنه من ذرية الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، بل الأصح عندهم أنه من ذرية الإمام الحسين عليه السلام.

وقال الشيخ الزعبي: إن الإيمان بنهضة الإمام المهدي عليه السلام يمنح المؤمن حرصاً على الحقيقة الموضوعية، فكما أن نهضات الأنبياء لم يتبعها إلا من امتلكوا القدرة على التحرر من أسر الموروث وجاذبية السلف وقيود التقليد الأعمى، فكذلك النهضة المهدوية لا يناصرها إلا الأحرار عشاق الحقيقة القادرون على تمزيق حجب التقليد الأعمى. لأن المقلد لحزب أو لجماعة أو لشيخ إذا وصل به التقليد إلى حدّ أن يجعل ذاته الفردية أو الجمعية مقياساً لكل حقيقة، فإنه سيعادي المهدي عليه السلام إذا جاء بما يخالف معرفته التي اعتبرها نهائية غير قابلة للمراجعة. فالعدل المعرفي يقتضي أن يكون الإنسان موضوعياً لا يقحم أهواءه وانتماءاته في بحثه وطلبه المعرفي، بل يستطيع أن يرى الحقيقة ولو كانت عند ألدّ أعدائه.

وأكد الشيخ الزعبي أن العالم اليوم أصبح متبرماً بهذه السياسة الدولية، ويتطلع إلى نظام عالمي يُقَدَّم فيه الإنسان على الاقتصاد، وتُقَدَّم فيه الأخلاق على المصلحة، وإذا كانت حركات النهوض الإسلامي لم تصبح فاعلة بشكل كبير في الموقف الدولي، إلا أنها أصبحت مؤثرة وحاضرة بقوة، بدءاً من الثورة الإسلامية في إيران، وتحقيق الجمهورية الإسلامية، وصولاً إلى كل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا، حيث استطاع محور المقاومة أن يقدّم نموذجاً في السياسة يقدم الأخلاق والقيم على المصالح المادية، وخير مثال على ذلك دعم محور المقاومة للقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، الذي أصبح اليوم عنواناً للعدالة العالمية، ومعياراً للأخلاق السياسية. وإذا كانت إيران ومحور المقاومة لم يستطيعوا بعدُ أن يسقطوا الظلم العالمي، ولا أن يوقفوا الانحدار الأخلاقي، إلا أنهم استطاعوا أن يطرحوا مشروعاً بديلاً بدأ العالم ينظر إليه، وتنامى التفاعل معه، وما شاهدناه من تضامن طلاب الجامعات الغربية، وبعض الحكومات، لهو مؤشر مهم على أن مشروع العدالة العالمية يتقدّم ويتطوّر ويقوى، ولن يوقفه طغيان الاستكبار، ولا تخاذل أو خيانة المطبعين، حتى يصل إلى تحقيق انتصاره الكامل في النهضة المهدوية.

وختم: إن الذين يستشهدون اليوم في غزة أو لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن من أجل نصرة العدالة في فلسطين هم كالمستشهدين بين يدي الإمام المهدي عليه السلام، لأن قضيتهم قضيته في نصرة العدل ومقاومة الظلم.