حول اغتيال هنية وقصف الضاحية
استنكاراً للاعتداء الصهيوني على الضاحية ولاغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الأخ اسماعيل هنية والاعتداء الأميركي على أحد القواعد التابعة للحشد الشعبي في العراق أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
إن قائداً مثل الشهيد السعيد الحاج إسماعيل هنية لا يمكن أن تكون خاتمة جهاده إلا الشهادة في سبيل الله، هذا هو مصير المجاهدين الذين يُقبلون على الشهادة بفرح وسرور ويعملون من أجل أن ينالوا هذه الرتبة الشريفة والكبيرة عند الله عز وجل، وقد نال ما تمنى بعد مسيرة حافلة بالجهاد، وتاريخ جهادي طويل من أسر وتهجير وإبعاد وجراح، كل ذلك لم يثنهِ عن الاستمرار في عمله من أجل تحرير فلسطين وهذه كانت غاية الآمال، وكما يقول دائماً في نهاية حديثه “إنه جهاد نصر أو استشهاد” وقد حقق النصر في سبعة تشرين الأول، بدايات زوال الكيان الصهيوني وحقق الاستشهاد في الثلاثين من تموز.
إن الذي حصل يعتبر تصعيداً خطيراً لن يستطيع العدو الصهيوني من خلاله تحقيق أي هدف من أهدافه، بل سيكون مصيره الخذلان، وستكون الردود كافية في وضع نهاية لهذا الكابوس القابع على جسد الأمة الذي اسمه الكيان الصهيوني، هو تصعيد خطير لن يستطيع معه العدو الصهيوني تحقيق أهدافه، والولايات المتحدة شريكة أساسية بهذه الجرائم الثلاثة وتلك التي في العراق نفذتها هي مباشرة، أما في لبنان وإيران فإلى الآن المعني الوحيد هو الكيان الصهيوني الذي قام بهاتين العمليتين بمساعدة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه العمليات جاءت بعد زيارة نتنياهو لواشنطن وهي تعبير عما اتفق عليه مع الأمريكي، ولذلك نقول أن الأمريكي شريك أساسي في هذه الجريمة ويجب أن يناله العقاب.
إن هذه الجريمة النكراء لن تعطي لنتنياهو نصراً يحاول إعلانه وسط الفشل المستمر منذ سبعة تشرين الأول، إذ لم تكن يوماً الاغتيالات تشكل نصراً لمن ينفذ عملية الاغتيال، إنما هي تعبير عن الضعف وعدم القدرة على المواجهة، ولن تكون هذه العملية تعويضاً عن الهزيمة التي لحقت بنتنياهو وأركان حكمه بل هي تأكيد على الهزيمة وتأكيد على أنه في مراحل الانهيار النهائي.
إن الأمور ستتجه نحو ضربات كبيرة سيتعرض لها الكيان الصهيوني سواء من الجبهة اللبنانية أو العراقية أو اليمنية، والأهم من إيران التي اعتبرت على لسان سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دام ظله الشريف) أن عقاباً سينال الكيان الصهيوني نتيجة اغتيال ضيف الجمهورية الإسلامية الشهيد المجاهد الحاج إسماعيل هنية. ونحن نعتبر أن الرد تقرره قيادة محور المقاومة، ونحن على ثقة بأنها ستختار الأنسب، ستختار الرد الرادع وهي التي تقدر أنه هل ستذهب إلى حرب شاملة أو لا، لأننا لا نذهب إلى معركة يختار العدو توقيتها، وإنما نتعامل مع الأمور ضمن الحجم المطلوب، وبالتالي عملية كبيرة كهذه تحتاج إلى ردٍ كبير ومؤلم ورادعٍ للعدو الصهيوني وهذا ما سيحصل، وإن أراد هو جر الأمر إلى حرب واسعة فيكون قد اختار هذا المصير.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ ننعى إلى الأمة الإسلامية وللشعب الفلسطيني ولكل الأحرار في العالم الشهيد البطل المجاهد إسماعيل هنية أبو العبد، نعلن تضامننا مع شعب فلسطين ومع حركة حماس ووقوفنا إلى جانب المقاومة في كل الخيارات التي ستتخذها في قابل الأيام.