روائع الشعر العربي 455
عبد الله بن المبارك ـ الصديق
إذا صاحبتَ في الأسفار قوماً | فكن لهم كذي الرحمِ الشفيق | |
بعيبِ النفس ذا بصَرٍ وعِلـمٍ | عَمِيَّ القلب عن عَيبِ الرفيق | |
ولا تأخــذ بعثَرةِ كلّ قومٍ | ولكن قل هلمّ إلى الطريق | |
فإن تأخذ بهفوتهــم تمَلّ | وتبقى في الزمان بلا صديق |
إبراهيم طوقان ـ الطريقُ إلى الفناء
لي بِالحَياة تَعلــق وَتَشــــدُّدُ | وَالعُمــر ما بَعدَ المَدى فَسـيَنْفَدُ | |
نَفَسٌ أُرَدِّدُهُ وَأَعلــــــم أَنَّهُ | لِلمَـــوت بَينَ جَوانِحـي يَتَرَدد | |
وَيَلــــمُّ بي أَلــم أُخاتله بِما | يَصف الطَبيبُ فَيَســتَكين وَيَخمَد | |
وَيســرني أَني نَجَوتُ مِن الأَذى | وَيلي كَأَني إِن نَجَـــوت مخـلد |
أبو القاسمِ الشَّابي ـ أحلامُ الشباب
ألا إنَّ أحْلامَ الشَّـــــبابِ ضَئيلَةٌ | تُحَطِّمُهـــا مثلَ الغُصونِ المَصائبُ | |
ســألتُ الدَّياجي عنْ أماني شَـبيبَتي | فقـالتْ تَرامَتْهـــا الرِّياحُ الجَوائِبُ | |
ولمَّا ســألْتُ الرِّيحَ عنهــا أجابَني | تَلَقَّفَهــا سَــــيْلُ القَضا والنَّوائبُ | |
فَصارتْ عَفــاءً واضْمَحَـلَّتْ كَذَرَّةٍ | على الشَّاطئ المَحْمومِ والموجُ صاخِبُ |
أسامة بن منقذ الشيزري ـ دعاءُ مظلوم
أدعُــو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ | دُعَايَ قُـل لِـي عَـلامَ ذَا الغَضَبُ | |
هَجْـرُكَ لـي ظالمـاً وخَوفُكَ مِن | دُعَـايَ يَا ظالِمـي هُـو العَـجَبُ | |
يَدعو لِســاني والقلبُ من وَجَلٍ | عليكَ أن يُســــتجابَ لي يَجِبُ | |
وبَعْــدُ مَن لِي لو أَنّ وِزْرَكَ في | صَحيفتي في المَعَــــادِ يُكتَتَبُ |