آخر الكلام

بانتظار النشور “إلى المقاوم الشهيد”

بقلم غسان عبد الله

إذا ما اكتملْنا..‏ بنا ترتوي الشمسُ‏ والصافناتُ تطيرُ‏..

كذا الشِّعرُ‏ يقدِّسُ ما يَتَهاجسُ في منتهانا‏ ويبكي إذا ما البنفسجُ‏ خالجَ مني الشررْ..‏

هو للبنفسجِ شعلةُ نارٍ‏ رمتْها السماءُ‏ فكانَ المطرْ..‏

لعينيهِ،‏ شعلةُ ماءِ القصيدةِ‏ حين تمورُ‏ شراعاً‏ لأجراسِ الحلمْ..‏

لعينيه،‏ وردةُ رقْصِ النوارسِ‏ حين المحارُ يغنّي:‏

(((فمي لارتشافِ الرنينِ‏ وبرْقُهُ سيلي..‏ ملاكُ شرودي‏.. وحَرْثُ انخطافي..‏

دمي لشعاعِ الرنينِ‏ وأيقونةُ اللازوردِ البتولِ‏ مآذنُ قلبي‏ وأسْرى انخطافي..)))

شررٌ جارحُ الانتشاءْ‏.. شررٌ مضمَرٌ‏ قابَ ماءِ السماءْ‏

زهرُهُ،‏ يستوي كالأزلْ‏.. هل تنشَّقَ فيَّ القصيدةَ‏ ثمَّ اشتعلْ؟‏

سَرَّبَ الحلمُ‏ أوطانَهُ في الجُمَلْ‏..

سرَّبَ الحلمُ أشلاءَهُ..‏ كمْ سقى نارَهُ‏ ورمّى في دمي‏ لحنَهُ وارتحلْ..‏

طالعٌ‏ في اكتناهِ الخرابْ‏ شجرٌ‏ ينحني للكتابْ‏..

هاجساً،‏ هاجساً،‏ ينحني‏ ثمَّ.. يفتحُ أغصانَهُ للسحابْ..‏

هذا دمُهُ..‏ والوردُ.. طَلْعُ الأسئلةْ..

بينه وبينَ السِّلْمِ،‏ تلكَ الجلجلةْ..‏

مَنْ ذا‏ يُصوِّحُ في المدى:‏ سَقطَ الصدى؟‏

لا ليسَ موتُكَ هكذا..‏ ليس وعدُكَ،‏ أيها العربيُّ هذا..‏

إنه‏ بغناءِ مَنْ صعدوا‏ إلى قِمَمِ الردى،‏ بمدينةٍ‏ حملتْ وأجهضَها الغزاةُ،‏ يقسمُ:‏

ما بينه وبين الصبحِ هاويةٌ‏ فهلْ‏ / والعتمُ يفضحهُ السَّنا،‏

أوقَدَ فيكم‏ رعشةَ الحريةِ الزرقاء؟‏

أمْ.. أينعَ فيكم،‏ وانطفأَ،‏ وكانَ آخرَ ما تَهازَمَ‏ في حديدِ الانبياءْ؟

الأولياءُ‏ تخاطفوه،‏ وجمَّلوه،‏ وكرَّسوه حديقةً للبندقيَّةْ..‏

الأولياءُ،‏ تباعدوا في مقلتَيْه‏ فقالَ:‏ (((هل يبكي الثرى؟‏ أمْ أنَّ يأساً‏ في البلادِ يُراقُ؟‏

كيف نفاجئُ الرعدَ الظليلَ‏ ونحنُ‏ لمْ نرثِ السماءَ..؟‏

سيوفُنَا،‏ نامتْ على أعناقِنَا‏ والرعبُ آنسَ‏ ما تشجَّرَ في الذبولْ؟‏

لا صحْوَ‏ نحملهُ، إذنْ..‏ هي أمَّةٌ‏ سَكِرَتْ فضاعتْ أمَّهاتُ الدم‏..

ضاعتْ‏ بارقاتُ الوعدِ‏.. والأحلامُ،‏ صادرَها الهباءْ..)))

مطرٌ،..‏ وَ.. ترتطمُ القصيدةُ بالشجرْ..‏

مَنْ ذا الذي‏ ألقى عصا كلماتِهِ‏ فإذا الحجارةُ‏ وردةٌ تسعى،‏ وتشتقُّ الشررْ؟..‏

قُمْ‏ أيها النايُ البصيرْ‏..

لكَ كلُّ ما في الأفقِ‏ مِنْ حلمٍ‏ ومنْ غيمٍ‏ وعاصفةٍ تَرى..‏

قُمْ‏ باسمِ مَنْ سَمَكَ الحصى‏ واغسلْ غبارَ الليلِ‏ عن دمنا الضريرْ..‏

يا أيها الناريُّ‏ قَدْ نادتْكَ‏ أزمنةُ النفيرْ‏ والنازلاتُ..

سرتْ إليكَ‏ جروحُنا‏ وخيولُ موتانا‏..

فقُمْ‏ يا فجرَ رحلِتنا التي تأتي..‏ سننتظرُ النشورْ..‏ سننتظرُ النشورْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *