بعد تسريب واشنطن اقتراحات مفخخة لبنان يرفض تعديل 1701.. والمقاومة ترفض فصل جبهة لبنان عن غزة
بقلم محمد الضيقة
مضى أكثر من شهر على المعارك الدائرة بيت العدو الصهيوني والمقاومة التي أثبتت المواجهات أنها في تصاعد متواصل ومستمر ومن أنها استعادت زمام المبادرة ونجحت في إدارة المعركة التي ألحقت بالعدو خسائر بشرية وآلية فادحة.
وفي الوقت الذي تحقق فيه المقاومة انتصارات في الجنوب تحاول إدارة بايدن الإيحاء بأنها عازمة على إنجاز تسوية في لبنان تؤدي إلى وقف العدوان الصهيوني في سياق سياسة كالتي اتبعتها في غزة. حيث أنه عقب كل حديث عن تسوية كان العدو يرتكب عشرات المجازر.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن واشنطن تحاول تسويق اتفاق مرفوض مسبقاً ومن أجل إعادة تسويقه أوفدت مبعوثيها إلى المنطقة من أجل الإيحاء بأن واشنطن عازمة على تسويق اقتراحاتها وواكب هذا الحراك الأمريكي موجة إعلامية توحي بأن هناك تسوية متفق عليها، وقد شاركت وسائل الإعلام الصهيونية في هذه الحملة التسويقية من خلال التأكيد على أن نتنياهو قد وافق عليها وبأن هناك فرصة لإنهاء المعركة التي تدور في الجنوب.
وحذرت الأوساط لعدم الركون إلى ما تحاول واشنطن والعدو الصهيوني بشأن هذه التسوية لأن هدفهما هو إغراق الرأي العام بأخبار حول شروط هذه التسوية ومن ثم الإيحاء بأن حزب الله هو الذي رفضها من أجل زيادة الضغوط الداخلية على المقاومة في مسعى أمريكي – صهيوني مدعوم من بعض الأنظمة العربية من أجل إحداث شرخ بين المقاومة وبيئتها وبين الشارع اللبناني عموماً.
وأشارت الأوساط إلى أنه لا يوجد وثيقة متفق عليها ولا اقتراحات قدمت إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف بالتفاوض من أجل مناقشتها، مؤكدةً أن موقف لبنان كان واضحاً بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأمريكي هوكشتين إلى بيروت ولقائه الرئيس بري بأن لبنان مع تطبيق وتنفيذ القرار 1701 دون أية ملاحق أو تعديلات عليه والكرة في ملعب إدارة بايدن والعدو الصهيوني وأنه ليس بوارد تغيير أي حرف في القرار الدولي. وأكدت الأوساط أن لبنان سيرفض أي حديث عن القرار 1559 أو إحلال قوات متعددة الجنسيات مكان قوات اليونيفيل الموجودة أصلاً بموجب القرار1701 في جنوب الليطاني لمساعدة الجيش اللبناني في تنفيذه.
وفي هذا السياق قالت الأوساط إن حزب الله أكد أنْ لا عودة عن تفويض الرئيس بري للتوصل إلى وقف العدوان الصهيوني على لبنان وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في آخر إطلالة له.
وأكدت الأوساط أن أي خبر عن هدنة أو اتفاق بالشكل الذي يتم تسريبه من أجل تسويقه لن يوقف الحرب في لبنان، لأنه من صناعة المخابرات الأمريكية لأغراض دعائية فقط، مشيرةً إلى أن الذي يمكن تحقيقه فعلاً هو اتفاق هدنة مؤقتة كالتي وافق عليها سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله قبل استشهاده، وملخصها هدنة مؤقتة على جبهة لبنان مقابل إعطاء فرصة حقيقية بنفس المدة الزمنية وهي 21 يوماً لعقد صفقة تبادل في غزة وإيقاف العدوان على غزة وسوى ذلك كل الأخبار التي يتم تداولها هي ملفقة حيث دعت الأوساط إلى الحذر منها وعدم تداولها وعدم الرهان عليها. لأنه من الصعب على قيادة المقاومة القبول بفصل الجبهة عن جبهة غزة. والتزاماً ووفاءً لما تعهد به الشهيد الأقدس.