نشاطات

حول التوغل الصهيوني في سوريا

 دخلنا في منتصف الشهر الخامس عشر من حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، وما زالت المقاومة تقاتل وكأنها في اليوم الأول، وسط صمود أسطوري أكد أنه لا يمكن كسر إرادة شعب يريد أن يقاوم ويرفض أن يستسلم، إنها إرادة الحياة العزيزة الكريمة لدى الشعب الفلسطيني التي تترجم بطولات على كامل التراب الفلسطيني، ولكن للأسف فإن حكام العالم العربي والإسلامي في غياب تام عن الحدث وكأنهم راضون بما يحصل، بل لعل بعضهم يدفع الكيان الصهيوني باتجاه إكمال الحرب مع الاستعداد لدفع تكاليف هذا العدوان. ومن يسمع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يقول أنه سيجبر دول الخليج على دفع تكاليف الحرب على غزة، وثمن الأسلحة التي زودت بها الولايات المتحدة الأمريكية الكيان الصهيوني، يتأكد من هذا الأمر.

 إن الأوضاع في المنطقة تسير باتجاهات لم تحسم بعد، فلا استقرار في سوريا، ولا يعرف أحد إلى أين سيتجه الوضع، هل إلى التقسيم إلى كيانات تركية وسورية وصهيونية، أو إلى كانتونات طائفية، أو إلى فوضى عارمة؟ لذا على القوى الحية في سوريا أن تتنبه إلى المخاطر وتبادر إلى لملمة الأمور وتسعى لوحدة الشعب والأرض السورية، وتراهن على الشعب الذي يتوق إلى الاستقرار والأمن وبناء دولة تحفظ كرامته وسيادته واستقلاله. وفي لبنان بدأت خطوات انتشار الجيش اللبناني في المناطق التي احتلها العدو الصهيوني، وهي وإن كانت بطيئة، إلا أنها خطوة جيدة في اتجاه استكمال انتشار الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية حتى في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ويجب أن تعمل الحكومة اللبنانية للضغط على فريق الهدنة لمنع الانتهاكات الصهيونية اليومية للقرار 1701 والتي ستستدعي إن تمادى العدو بها لرد من المقاومة اللبنانية التي ما زالت تعطي الفرصة للجهود الدبلوماسية وسط التزام صارم بالقرار 1701.

إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للوضع على الساحة الإقليمية وخاصة في غزة ولبنان وسوريا، نعلن ما يلي:

 أولاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن العدو الصهيوني قد استنفذ كل وسائل الضغط التي يمتلك في غزة، ولم يستطع تحقيق أهدافه من العدوان، خاصة لجهة القضاء على حماس، فهو اليوم يرسل لها أوراق التفاوض الجديدة ولا لجهة إطلاق أسراه بالحرب، بل اضطر للسعي إلى اتفاق قيل إنه في طريقه إلى الحصول الذي نأمل أن يكون قريباً لرفع المعاناة عن أهل غزة.

 ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين ما أعلنت عنه صحيفة هآرتس الصهيونية من أن أربعة فلسطينيين على الاقل قتلوا تحت التعذيب في معتقلات الشاباك منذ بداية الحرب على غزة، وسط صمت دولي مريب من العالم والمؤسسات الإنسانية، وهذا ما يضيف الى صفحة الانتهاكات الصهيونية صفحة جديدة ويجب العمل على ايقاف هذه الأعمال اللاإنسانية، وأن يتدخل من يسمي نفسه بالعالم الحر لردع العدو الصهيوني عن التمادي في جرائمه ضد الانسانية.

ثالثاً: يدين تجمع العلماء المسلمين الاعتداءات المتكررة والمتمادية للعدو الصهيوني على سوريا وآخرها قصفه الجوي لجبل “قاسيون” واستمرار قضمه للأراضي في محافظة القنيطرة، ويدعو من بيده الأمر اليوم في سوريا للمبادرة لاتخاذ خطوة عملية لوقف العدوان وإجبار العدو الصهيوني على التراجع عن الأراضي التي احتلها، خاصة مع إعلان وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس عن أنه طلب من الجيش الصهيوني الاستعداد للبقاء طوال الشتاء في هضبة الجولان السورية.

رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن موافقة الحكومة اللبنانية على خطة انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني هو خطوة مهمة في إطار السعي لاستكمال سيطرة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية، وطرد العدو الصهيوني منها تنفيذاً للقرار 1701، ويدعو التجمع إلى تسريع الخطوات تسهيلاً لعودة الأهالي لقراهم التي هجروا منها، والبدء بعملية إعادة البناء وجني ما تبقى من محاصيل زراعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *