حول استيلاء المعارضة على سوريا
عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتدارست الأوضاع المستجدة سياسياً خاصة بعدما حصل في سوريا وصدر عنها البيان التالي:
نعيش هذه الأيام أجواء تفاعلات مصيرية في المنطقة سترسم معالم مستقبلها وسيتحدد من خلال النتائج التي ستفرزها طبيعة القوى التي ستتحكم في دولها، إن الذي حصل في سوريا يعتبر تطوراً بالغ الأهمية يفرض الاستعداد لتداعياته خصوصاً مع التدخل الصهيوني السافر على الخط، ومحاولة قضم ما يستطيع من أراضٍ وسط لا مبالاة من قبل القوى الجديدة التي استلمت زمام الأمور، بل أكثر من ذلك إعلان قياداتها أنها لا تكنُ عداءً للكيان الصهيوني، وأنها تسعى لاتفاق معه، في حين أن هذا الكيان دمر على الأقل ثمانين بالمئة من قدرات سوريا العسكرية سواء الجوية أو البحرية، وتُمعن مخابراته باغتيال العلماء والمفكرين والباحثين الاستراتيجيين كي لا تقوم قائمة لدولة قوية، بل إن الذي يحصل اليوم هو سعي لكيانات مستقلة داخل سوريا تقسمها لأقاليم ثلاثة أو أكثر، ولا يبدو أن أحداً سواء داخل سوريا أو من الدول العربية خارجها، حريص على وحدتها ووحدة أراضيها وشعبها، رغم الإعلانات الجوفاء التي تصدر عنهم في بياناتهم الرسمية التي لا تساعد عليها تصرفاتهم على الأرض. إن ما حصل في سوريا كان بتسهيل مخابراتي دولي ساهم في الانهيار السريع لنظام الأسد، وكم كنا نتمنى أن يكون ذلك لحساب دولة مركزية قوية تُعيد لسوريا دورها في المنطقة، خاصة في الصراع مع العدو الصهيوني، فإذا به ينتج الفوضى وسط قوى وتنظيمات يسعى كل منها لأخذ حصة من هذه الدولة التي انهارت فعلاً، فلا مؤسسات ولا جيش ولا حماية للأقليات التي تتعرض اليوم لأبشع عمليات الانتقام والاغتيال.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحة الإقليمية خاصة سوريا وفلسطين ولبنان، نعلن ما يلي:
أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين القوى التي أمسكت بزمام الأمور في سوريا إلى الرد على الاعتداء الصهيوني على الأراضي والمطارات والموانئ السورية، وأن تطلب عبر القنوات الدبلوماسية رفع شكوى في مجلس الأمن لفرض الانسحاب الفوري للقوات الصهيونية عن الأراضي التي احتلتها بعد سقوط النظام.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن بدء الانسحاب البطيء لقوات الاحتلال الصهيوني من لبنان تنفيذاً للقرار 1701 هو بداية جيدة يجب العمل على تسريعها حتى الانسحاب الكامل من كل الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني أخيراً، وأن تعمل لجنة الارتباط على البدء بترسيخ الحدود المعترف بها دولياً بين لبنان وفلسطين المحتلة، انطلاقاً من الناقورة وانتهاءً بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الذي حصل في سوريا أثر على اهتمام العالم بالفظائع التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة. وقد استغل العدو الصهيوني انشغال العالم بما حصل في سوريا للقيام بمجازر جديدة في كامل غزة، ومع ذلك لم تتوانى المقاومة عن صد الاعتداءات الصهيونية وتنفيذ عمليات أوقعت بجنوده العديد من القتلى والجرحى.
رابعاً: توجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للبطل الذي نفذ عملية مستوطنة “جفعات أساف” القريبة من رام الله بإطلاق النار على باص ما أوقع قتيلاً وعدداً من الجرحى، وهذا يؤكد أن المقاومة موجودة وفاعلة ليس في غزة فحسب، بل في الضفة أيضاً، وعلى العدو الإذعان لعملية إنهاء الحرب على غزة وإطلاق الأسرى من الجانبين، والتي قيل أن هناك تقدماً يحصل في هذا المجال، نأمل أن يكون صحيحاً هذه المرة وأن ينفذ على وجه السرعة.