التجمع يكرم الدكتور محمد حسن تبرأيان
بدعوة من وزير الثقافة والإعلام سيد عباس صالحي تم تكريم الدكتور محمد حسن تبرئيان في جامعة المذاهب الإسلامية وقد كان لرئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين. يشرفني ان اتحدث في مؤتمركم التكريمي هذا عن شخصية اسلامية مهمة كان لها دور كبير في الحالة الاسلامية العامة في العالم وفي إيران ولبنان وفلسطين والعراق وسوريا خاصة. شخص مبدع في عمله. انه الدكتور محمد حسن تبرأيان صديق مخلص ورفيق درب. ناشط في عمله. متواضع مهما علت به المراتب. مخلص لدرجة نكران الذات لديه هم الوحدة على اساس. أنه لا بد من وحدة الأمة من أجل أن تنتصر، وأنه لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم لها قائمة إلا بوحدتها، وهذا ما عمل له الإمام الخميني قدس الله سره الشريف، وسار على دربه الإمام السيد علي الخامنئي.
الدكتور محمد حسن تبرأيان صاحب اقتراحات عملية ساهمت في تكوين مؤسسات وحدوية كثيرة أسهمت في القضاء على الفتنة. وهذه المؤسسات اتخذت بعدا عالميا ولم تقتصر على المناطق والأقاليم التي انطلقت منها هذه الشخصية الفذة والتي رافقت علمائنا من علماء من أعلام الوحدة الإسلامية. اية الله الشيخ واعظ زاده واية الله الشيخ محمد علي التسخيري الذي كان المكرم رفيق دربه. فما من مكان كان فيه الشيخ محمد علي التسخيري الا وكان الدكتور تبرأيان الى جانبه وكان دائما يمدحه. وانا سمعت شخصيا من الشيخ محمد علي التسخيري كلاما رائعا بحق الدكتور محمد حسن تبرايان.
كان الدكتور تبرايان شريكاً فاعلاً معنا في تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، وشارك في جلسة الاعداد التي عقدت برئاسة سماحة شهيدنا الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله، وكان له الرأي الصائب، وكان سماحته رضوان الله تعالى عليه يهتم بالاستماع الى رأي الدكتور محمد حسن تبرأيان الذي كان له الاثر الفاعل في عملية إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، وكان عضوا في مجلسه التنفيذي المركزي ومجلس أمنائه.
الدكتور محمد حسن تبرأيان خطيب مفوه يتقن ببراعة اللغة العربية وبفصاحة لافتة قد لا يصل إليها حتى بعض العرب. وكان صاحب خطابات رائعة في كثير من المواقع وفي كثير من الاحتفالات والمؤتمرات. كان حريصا على الاهتمام بتجمع العلماء المسلمين. ويتواصل دائما معنا ليبدي النصح. وكنا نأخذ باقتراحاته وآرائه الصائبة. وكان حريصا على أن يكون معنا عندما نكون في طهران. وعندما يأتي إلى لبنان كان يسارع إلى المجيء إلى تجمع العلماء المسلمين. لأنه يعتبر نفسه أنه عضوا في هيئته العامة. ونحن نعتبره عضو شرف في الهيئة العامة لتجمع العلماء المسلمين. لما يحمله من حب لهذا التجمع. ولما يحمله علماء التجمع من حب له ولشخصه الكريم. فكل علماء التجمع يعرفون الدكتور محمد حسن تبرأيان. ويعرفون مقامه العالي والشريف. ويقومون دائما بمحاولة التواصل معه من أجل أخذ النصح.
كان الدكتور محمد حسن تبرأيان صلة موثوقة فيما بيننا في تجمع العلماء المسلمين. وبين مكتب سماحة القائد اية الله العظمى السيد علي الخامنئي. وكان ينقل إليهم نشاطاتنا وينقل إلينا منهم التوجيهات والإرشادات اللازمة في مسار العمل الوحدوي.
كان الدكتور محمد حسن تبرأيان حريصاً على المقاومة، يحمل همها ويبادر إلى الاتصال دائما عندما تتعرض المقاومة إلى أي أذى للاستفسار والسؤال وكان يقدم النصح والإرشاد في هذا المجال. وكنت أنقل كلماته وآرائه إلى سماحة شهيد الأمة الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله. الذي كان يهتم بالاستماع اليها شارك بالأفكار التي أطلقت اتحاد علماء بلاد الشام الذي كان نتيجة لمواجهة الفتنة التكفيرية التي عمل عليها النصرة وداعش في سوريا. وهذا الاتحاد الذي تأسس برئاسة الشيخ محمد رمضان توفيق البوطي الشهيد الذي قتله الإرهابيون الدكتور محمد حسن تبرأيان، كان شخصية محبوبة وقريبة من القلب. رغم تقاعده الوظيفي إلا أنه استمر بالعمل على متابعة شؤون الوحدة الإسلامية، وهو دائم التواصل معنا لما فيه خير الأمة ولما فيه تطوير العمل الوحدوي.
الدكتور محمد حسن تبرأيان كاتب مبدع كتب في مجالات عديدة أهمها في مجال اللغة العربية، وتفسير القرآن الكريم، وحوار الأديان والمذاهب ولكلماته هذه ومؤلفاته هذه الكثير من الخطط التي نحتاجها في العمل الوحدوي لفترة طويلة. ما عقد مؤتمر في طهران أو خارج إيران للتقريب بين المذاهب، إلا كان له فيه دور أساسي في الإعداد والمتابعة في إنجاح المؤتمر. ولقد جمعتني معه سفرة إلى ماليزيا حيث كنا نعمل على أن يقام هناك مؤتمر إسلامي وحدوي، وكان له دور كبير في الإعداد لهذا المؤتمر. مهما عملنا ومهما قلنا لشرح إنجازاته تبقى الكلمات عاجزة عن أن تصل إلى المقدار الذي هو عليه. ولذلك هذا بعض ما يمكن أن نقوله عن شخصية علمية وإعلامية وثقافية وفكرية فذة.
أخيراً أشكر معالي وزير الثقافة والإرشاد الإيراني الدكتور سيد عباس صالحي على إتاحة هذه الفرصة وتكريم هذا العالم الفذ الذي نحن بحاجة إلى أرائه، ما زلنا نريد أن نأخذ النصح منه، وهذا التكريم يعطيه بعض حقه في حياته، ونأمل أن يطيل الله في عمره حتى يحقق كل أمانيه. والحمد لله رب العالمين.