روائع الشعر العربي 460
مزيد الحلي ـ أهل الصفا
يا ساكنين بأعلى قمة الجبل | أبوكم بالمعالي والصفات علي | |
إنَّا سعينا إليكم سعي مبتهلٍ | يمشي إلى عرفات النور بالمثل | |
وأنتُم سادتي أهل الصفا ولكم | نور الصفا من صفاء الفيض بالحلل | |
لكم مقام تعالى فوق ما بلغت | أرواحنا ولكم بالروح نور جلي | |
ترافقت في قديم الدهر أنفسنا | لمَّا اقتبسنا سناء النور بالأمل |
قيس بن ذريح ـ غراب البين
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَل أَنتَ مُخبِري | بِخَيرٍ كَما خَبَّأتَ بِالنُؤيِ وَالشَرِّ | |
وَخَبَّرتَ أَن قَد جَدَّ بَينٌ وَقَرَّبوا | جِمالاً لِبَينٍ مُثقَلاتٍ مِنَ الغَدرِ | |
وَهِجتَ قَذى عَينٍ بِلُبنى مَريضَةٍ | إِذا ذُكِرَت فاضَت مَدامِعُها تَجري | |
وَقُلتَ كَذاكَ الدَهرُ ما زالَ فاجِعاً | صَدَقتَ وَهَل شَيءٌ بِباقٍ عَلى الدَهرِ |
ناصيف اليازجي ـ الدهر
ألدَّهرُ أغرَبُ ما في الدَّهرِ من بِدَعٍ | يَبينُ فيهِ الصِّبَى في قَبضةِ الهَرَمِ | |
شيخٌ لهُ الليلُ حِبرٌ والضُّحَى وَرَقٌ | يُنشِي فُنونَ اختِراع اللَوحِ والقَلَمِ | |
أحبابَنا في حَياةٍ نحنُ مُوجَزَةٍ | فيها الغِنَى بالرِّضَى والذُخرُ في الرُّجَمِ | |
فلا يَدومُ علينا قَبضُ نائبةٍ | ولا يَدومُ لكم بَسطٌ من النِعَمِ |
معروف الرصافي ـ خالق الكون
صاح إن الخطوب في غليان | فبماذا يَطّرِق المَلَوانِ | |
جلّ ربّ الأنام في كل يوم | هو من كبريائه في شانِ | |
خالق الكون ذو الجلال قديم | واحد عنده القرون ثوانِ | |
كل ما ضمّ ملكه كلماتٌ | وإليه انتهت جميع المعاني |