عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 460

بقلم غسان عبد الله

كلمات لها معنى

قد يستفيقُ الحمامُ الذي نامَ سهواً على خدّي.. يطيلُ الهديلَ اعتذاراً‏ لكلِّ الدموعِ التي زاحمتهُ المكان.. وقد يستفيقُ فيرحَلُ عن خدِّيَّ‏ مسرِعاً.. تاركاً خلفهُ ريشتينْ…‏ مع الدمعِ في عينيَّ تَسْبَحانْ.. ولكنهُ حين يرحل…‏ يعودُ لنفسِ المكانْ!!‏.

اصطفاء‏

إذا أوعزَ الوردُ للعطرِ‏ أن يتشكَّلَ غيماً سوياً،‏ نكونْ.. وإن هزَّت الرّوحُ‏ نخلاتِ قلبي‏ تفتَّحتَ في راحتيَّ زيزفونْ.‏. كما يصطفي القمرُ المخمَليُّ‏ أحِبَّتَهُ ليرى ما يحبُّ،‏ اصطفاكَ غنائي،‏ فصرتَ لوجهي العيونْ.‏

هَيَمَان

دَارِي وَدَارُكُمُ النُّدُوبُ،‏ إِذَا رَوَى الرَّاوِي،‏ وَمَا زَادٌ سِوَى مِنْ غُصِّةِ التَّحْنَانْ..‏ دَارِي وَدَارُكُمُ انْكِسَارُ الأُمْنِيَاتِ‏ وَمَا مَدَىً إِلاَّ شَذَا الإِذْعَانِ‏ و..الإِذْعَانْ،‏ سُوُرٌ مِنَ الزرْعِ الخَصِيْبِ تلُّف سَاحتَنَا‏ وَتَزْرَعُنَا صُوَىً لِبْليَّةِ الإنْسَانْ.

غريبان

غريبان نحنُ،‏ المدائنُ من حولنا‏ لا تجيدُ غيرَ البكاء،‏ وعَمَّا بنفسجةٍ من دمَانا‏ ستبكي السَّماءُ‏ ونصبحُ أكثرَ حزناً،‏ فنَمْ يا صديقيَ قربَ حنيني‏ لَعلَّ قبابَ‏ قُرانَا تلوحُ‏ علينا اكتنازَ الشّراعِ‏ لئَلاّ تضيعَ المرافئُ منَّا،‏ فَخُذْ دمعتي‏ كي تفورَ البلادُ بصدرِكَ‏ قبلَ سقوطِ المدى،‏ لم نَزَلْ يا صديقي غريبينِ‏ نعتصرُ اللّيلَ‏ كي تستفيقَ الشّموسُ‏ وينبتَ للنَّخلِ قلبٌ‏ وروحُ.‏ غريبين كنَّا،‏ ونبقى‏ على شرفةِ الحلمِ،‏ فاحملْ من اللّوزِ قلباً‏ ومن طَيّبِ النَّخلِ زوجاً، لنرفو ثقوبَ السّفينةِ‏ إن فارَ تَنّورُ أحزانَنا‏ واستَباحتْ رؤانَا الجُروحُ.‏

مصباح‏

ما بينَ الزّرقةِ والتابوتْ‏ كم يغدو الزمنُ دبيباً في الطرقاتِ الثّكلى‏ ثمَّ يموتْ‏.. يتلمّسُ وجهي أرضاً‏ يمشي فوق النارِ‏ إلى صوتي‏ كي أمنحَهُ أطواقَ الزّهرْ‏.. ما بين الجنحِ الساكنِ في قافيتي‏ والشّوكِ المتربّصِ بي‏ يتوهَّجُ مصباحٌ كونيُّ‏ حتّى آخرِ قطرةِ شِعرْ‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *