441 يوماً من الحرب على غزة
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة خصوصاً في غزة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
نحن في اليوم الواحد والأربعين بعد الأربعمائة من العدوان على غزة والضفة، وما زال العدو الصهيوني يرتكب مجازره اليومية التي يرتفع ضحيتها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى، مع نسفٍ لمبانٍ في أكثر من منطقة في غزة التي باتت شبه مدمرة، خاصة في رفح وفي شمال غزة، لفرض أمر واقع بعد تصاعد الحديث عن اتفاق قريب لوقف إطلاق النار، هذا الاتفاق الذي ما كان ليحصل لولا الصمود الأسطوري للمقاومة، ولولا أن العدو الصهيوني بات لا يمتلك أهدافاً لتُضرب، بل مجرد زيادة في المجازر التي تطال المدنيين والأبنية.
وفي لبنان ما زال العدو الصهيوني يقوم باعتداءات يومية تطال قرى وبلدات لم يكن ليدخلها في الحرب، فاستغل فترة وقف إطلاق النار والتزام المقاومة الاسلامية الحرفي به ليقوم بهذه الاعتداءات الإجرامية، وطائراته المسيرة لا تغادر الأجواء اللبنانية، ما يفرض على لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار الضغط على الكيان الصهيوني لمنعه من التمادي في هذه الاعتداءات وإيقافها نهائياً، والإسراع في عملية الانسحاب من المناطق والقرى التي ما زال يحتلها. وليعلم العدو الصهيوني أن انتهاء مهلة الستين يوماً تفرض عليه أن تكون قواته خارج الأراضي اللبنانية، وإذا لم يفعل ولم تنفع معه الضغوط الدولية وقرارات مجلس الأمن خاصة القرار 1701 فإن ذلك يعطي وبموجب هذا القرار للمقاومة الإسلامية الحق في الدفاع عن النفس، وساعتئذ فليتحمل الكيان الصهيوني عاقبة تمرده على الاتفاق ونكثه للعهود.
وفي اليمن وجهت القوات اليمنية ضربة نوعية بصواريخ فرط صوتية طالت تل أبيب وهدمت مبنى بكامله، في الوقت الذي كان فيه العدو الصهيوني يغير على ميناء الحديدة وعلى أهداف في قلب العاصمة صنعاء، وسط التزام واضح من قبل الحكومة اليمنية بأنه لا تراجع عن موقفها تجاه الكيان الصهيوني بمنع وصول السفن إليه وقصف مواقعه العسكرية حتى إيقافه لحربه على غزة.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد تداولنا بالأوضاع المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية، نعلن ما يلي:
أولاً: يطالب تجمع العلماء المسلمين النواب الكرام بأن تكون جلسة التاسع من كانون الثاني هي جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وندعوهم لتحكيم ضميرهم وحسهم الوطني، والترفع عن الأنانيات الشخصية لمصلحة الوطن العليا، وانتخاب رئيس توافقي يتبنى الدفاع عن لبنان ودرء خطر العدو الصهيوني عنه، وتمسكه بالثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة، ورعايته لحوار وطني للاتفاق على استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من الأطماع الصهيونية.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين تواصل العدوان الصهيوني على القرى والبلدات اللبنانية، وآخرها ما حصل في قرية بني حيان قبل انسحاب العدو الصهيوني منها، ويدعو التجمع لجنة الاشراف على وقف إطلاق النار للضغط على العدو الصهيوني للانسحاب السريع من الأراضي التي يحتلها في الجنوب، تطبيقاً للقرار 1701 وقبل انتهاء فترة الستين يوماً.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في فلسطين بفصائلها كافة التي تقاتل في اليوم الواحد والأربعين بعد الأربعمائة دون هوادة ودون ضعف، بل وكأنها في اليوم الأول، ويعتبر أن العدو الصهيوني وصل إلى مرحلة بات مضطراً معها للقبول بوقف إطلاق النار، فالمطلوب من المقاومة هو الصبر بانتظار هذه اللحظة التي باتت قريبة.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للجيش اليمني البطل على قيامه بإطلاق صاروخين باليستيين فرط صوتيين على تل أبيب، ما أدى إلى تدمير مبنى بشكلٍ كامل، وأدخل أكثر من مليون ونصف مليون صهيوني إلى الملاجئ، ويستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على الإغارة على ميناء الحديدة ومناطق في العاصمة صنعاء. وليعلم العدو الصهيوني أن ذلك لن يثني اليمن عن مواصلة دعمه لغزة حتى وقف إطلاق النار الكامل والشامل فيها.