عبرة الكلمات 472
بقلم غسان عبد الله
قلق
هكذا؟ مثلَ سنبُلةٍ كُسِرَتْ.. مثلَ عُشٍّ تُهاجرُ منهُ العصافير تَعرى؟.. هكذا فجأة ًيهبط ُالفقرُ؟.. تقبَعُ وَحدَكَ لا صَوت.. لا ضحكةٌ.. لا شجارٌ.. وبينَ السِّيجارَةِ والثانية.. تنطوي مثلَ عودِ الثِّقابْ.. وتَشيخْ؟.. هكذا تتساقَط ُكلُّ المَعابرِ.. بَينَكَ والحُبّ؟.. بَينكَ والخوف؟.. بَينكَ.. وااا… مَعبَراً قلَقُ العُمرِ مِن دونِهِ.
لعبة كبرى
تسألُني أن أتمَنَّى ما الذي أُريدْ.. لو أنني وُلِدتُ مِن جديدْ؟.. يا سائلي.. إنيَ كلَّ يومْ أُولدُ مِن جديدْ.. أموتُ من جديدْ.. وبَعدَ كلِّ موتْ أفزَعُ مِن ولادتي الأخرى أوَدُّ لو.. لكنني أولَدُ رغمَ الخوفْ.. لكي تتِمَّ اللُّعبَة ُالكبرى.. ما بينَ ميلادي ومَوتي كلَّ يومٍ أشتهي مَرَّة لو أنني كمِثلِ ما يُولدُ كلُّ الناس أولدُ طفلاً مرَّةً.. ومَرَّة ًأخرى أموتُ طفلاً.. دونَ أن أفهَمَ هذي اللعبَة َالكبرى.
كش ملك
وَكنتَ كالمَلكْ تَحُّفهُ البَيادِقْ باسلةً صَغيرَة تُقتَـلُ، لكنْ أبَداً تمضي إلى الأمامْ وأنتَ كالمَلكْ.. خطوَتُكَ الصَّغيرَة تَجفلُ في كلِّ اتجاهٍ وَسط َالزِّحامْ لو كنتَ يوماً قلعَةً صارِمَةَ الوضوحْ.. لو فرَساً جَموحْ.. لو بَيدَقاً يُقتَـلُ في الأمامْ يا أيُّها الباحِثُ في الزِّحامْ عن مَخبَأٍ ولو وَراءَ بَيدَقٍ صَغيرْ يا أيُّها المَلِكْ باسلة ًتَعرَّتِ البَيادِقْ وَقُتِلتْ باسلة ًأمامَ كلِّ الناسْ نبيلةً كَبَتْ على وجوهِها الأفراسْ عاتيَةً تهاوَتِ القِلاعُ قَلعةً.. قَلعةْ.. ولم تزَلْ وَحدَكَ في الرُّقعَة.. تُساقُ لِلمُرَبَّع ِالأخيرْ لِكي تموتَ دونَما نأمَة.. كشْ أيُّها المُهَرِّجُ الكبيرْ.
قمر ونجوم
كنتُ مُنذ ُالصِّغَرْ.. أسهَرُ الليلَ مُحتَفياً بالقمَرْ كلَّما هَلَّ.. أرنو لأوَّل ِوَجهٍ أُصادِفهُ.. ثمَّ أدعو.. مُنذ ُأن كنتُ طفلا ًعَرَفتُ الدُّعاءْ.. وتعَوَّدتُ أن أستَجيرَ السَّماءْ.. نجمَةً.. نجمَةً.. ثمَّ أفقدُها في ليالي الشتاءْ.